الخروج عن الصمت…

بعد سنة من الصمت مع سبق الإصرار والترصد، وما ترتب عن ذلك من طغيان الإشاعات والتأويلات، وترويج غير صحيح للأخبار، انتبهت جامعة كرة القدم أخيرا لخطئها القاتل، وعادت لتفتح قنوات الاتصال مع الإعلام الرياضي الوطني، بطريقة رسمية، تقلل من ممارسات التي، أسقطت الجهاز الجامعي في المحظور، بعدما بات لكل عضو جامعي منبره الخاص، يمرر عبره الأخبار التي يريد، ويصفي عن طريقه حساباته مع منافسيه سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه. وإذا كان بعض الزملاء الصحفيين لا يترددون في نشر كل ما يردهم من الجهات الموالية دون تحري الحقيقة، أو البحث عن مصدر مستقل، فإن سنة من عمر جامعة على الفاسي الفهري، تميزت بحرب إعلامية طاحنة لكنها غير معلنة، أي يمكن الاصطلاح عليه بـ “الحرب الباردة”، استعملت فيها كل الأسلحة سواء التقليدية أو العابرة للقارات، كانت ضحيتها الأولى والأخيرة.. الحقيقة…

وبالرغم من أن الطريقة التي اختارها المكتب الجامعي للتواصل مع الإعلام، خلفت مجموعة من الاحتجاجات والانتقادات التي تبقى معقولة، نظرا للإنتقائية التي سقطت فيها العملية، فإن الأمر يمكن تجاوزه، أو تصحيحه، قصد الحفاظ على النسق التواصلي بطريقة دورية واحترافية، تقلل بدرجة كبيرة من هامش المناورة أمام هواة الكولسة…

بعد الفريق الذي وقع عليه الاختيار، لمحاورة رشيد الوالي العلمي، فى موضوع رابطة الأندية الاحترافية، والقوانين الجديدة، جاء الدور صباح يوم الأربعاء على فريق الثاني، لمجالسة أحمد غيبي صاحب اللجنتين الأكثر إثارة للجدل، وهما البرمجة والتحكيم، واللذان حطما الرقم القياسي الوطني وربما الدولي فيما يخص الاحتجاجات الصادرة  من طرف جميع الأندية وبدون استثناء، سواء بالقسم الأول أوالثاني،  بل هناك من الفرق من بات الاحتجاج بالنسبة لها مسألة روتينية بعد قبل مرور كل دورة.

صحيح أن بعض الاحتجاجات، وكما جاء على لسان السيد غيبي مبالغ فيها، وبعضها الهدف منه تصدير مشاكل داخلية،  إلا أن توالي درجة الاحتجاج بشكل غير مسبوق، يؤشر على أن الأمور ليست على ما يرام، وأن هناك خلل ينبغي معالجته عن طريق الإنصات لنبض الأندية المكتوية أسبوعيا بنار المنافسات ولهيب المقابلات، ما دام أسلوب القرارات الفوقية لم يكن في يوم من الأيام مدخلا أساسيا للحكامة الجيدة، التي تتغنى بها حاليا كل الأجهزة على الصعيد الوطني.

السيد أحمد غيبي كمسؤول سابق على رأس فريق أولمبيك آسفي لكرة القدم، إكتوى أكثر من غيره بنار القرارات الفوقية، ولم يتردد في مناهضتها بكل الأشكال، بما في ذلك مقاطعة الجامعة السابقة، دون اختيار أسلوب الصمت، حيث واصل ممارسة هوايته في الانتقاد، وعدم التردد في إعطاء المثال بكل ما يأتي من البطولات الأوروبية، حتى وإن كان يعرف جيدا أن القياس غير ممكن في وجود الفارق.

إلا أن الأمور الآن تغيرت، بتغيير المقاعد من المعارضة إلى “حكومة الكرة”،  ليصبح الانتقاد والاحتجاج في نظر الرجل “المسفيوي” مبالغ فيه، وغير منطقي، وأغلبه مجرد محاولة لحل مشاكل داخلية ليس إلا…

هذه مبررات الرجل الأكثر إثارة للجدل على الساحة الرياضية حاليا، كما أن للأندية مبرراتها وقناعاتها، والتي بنتها على معطيات تقول أنها أدلة ملموسة، ليبقى الحوار والنقاش السبيل الوحيد للوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف، خاصة القاعدة التي لا يجب التعامل معها كمختبر للتجارب، وإختبار الأفكار التي تأتينا من الخارج، مع الاختلافات التي يعج بها واقع الممارسة بين ما هو موجود عندنا بالمغرب وما يتوفر عليه العالم المتقدم الذي بنى منذ سنوات مؤسسات وأرسى قوانين وهياكل رياضة منتجة، تحولت بالفعل إلى صناعة تدر على دولها ملايير الدولارات.

وبدون شك، فإن القناعة التي خرج بها السيدان أحمد غيبي ومروان طرفة، بعد اللقاء الإعلامي صباح يوم الأربعاء، هى أن التواصل لغة العصر، والانغلاق خطأ يقود أصحابه إلى ارتكاب الأخطاء، حتى ولو كانت النية الحسنة حاضرة والنزاهة غير قابلة للنقاش أو الطعن… فتواصلوا يرحمكم الله…

Top