مع اقتراب شروع وفود المهاجرين في العودة إلى أرض الوطن

إجراءات غير مسبوقة لتحسين شروط عملية العبور لصيف 2010
ونحن على مشارف فصل الصيف، بدأ يرتفع إيقاع الاستعدادات لاستقبال مواطنينا المغاربة المقيمين بالخارج، والذين يشرعون في العودة إلى بلادهم بدءا من مطلع شهر يونيو المقبل، للاستمتاع بالعطلة الصيفية في أحضان الوطن وبرفقة الأهل والأحباب. وبشهادة المهاجرين أنفسهم، فإن عملية عبور تعرف تحسنا متواصلا سنة بعد أخرى، وذلك وعيا من مختلف الأجهزة والأطراف المتدخلة فيها بأهمية ضمان أفضل شروط الراحة للمهاجرين خلال هذه العملية، إعمالا لحقهم في عودة سالمة والاستمتاع بالعطلة أولا، وثانيا لتوثيق أواصر ارتباطهم بالوطن الأم، وخاصة المهاجرون منهم من الجيلين الثاني والثالث.
وفي هذا السياق، تشهد العملية هذه السنة، لأول مرة، إجراءات جديدة وواسعة النطاق، من شأنها تعزيز هذا الجهد وتفعيل أهدافه على نحو أفضل.
وتفيد مصادر مطلعة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن هذه الأخيرة عملت على تعبئة جميع مواردها البشرية والمادية بصفة استثنائية من أجل تحقيق هذه الأهداف، مشيرة أن هذا الاختيار حتمته أيضا بعض الخاصيات التي تتسم بها عملية العبور لهذه السنة، على مستوى الظرف الزمني من حيث تزامن الصيف والعطلة مع شهر رمضان الأبرك، وكذا ما تعرفه الإدارة المغربية من مستجدات إحداث البطاقة الوطنية الإلكترونية وجواز السفر البيومتري، مع ما يستدعيه ذلك من إجراءات والتزامات.
وهكذا، تم توجيه تعليمات لمختلف مسؤولي وموظفي المصالح القنصلية المغربية بالاستمرار في تقديم خدماتها للمواطنين المغاربة في الخارج طوال أيام الأسبوع بما فيها السبت والأحد، مع تعزيز الموارد البشرية العاملة بهذه المصالح من خلال تأجيل منح رخص العطل لفائدة الموظفين، وخاصة منهم المكلفون بالإدلاء بالوثائق المرتبطة بالبطاقة الوطنية الالكترونية، إلى غاية نهاية شهر شتنبر 2010، وكذا المناداة على المتفرغين من الموظفين للالتحاق بعملهم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. كما قررت وزارة الخارجية إحداث خلية للمداومة المعلوماتية على المستوى المركزي، بالرباط، من أجل ضمان السرعة والفعالية المطلوبتين في معالجة مختلف الملفات وكذا تسهيل الإجراءات التقنية عن بعد.
هذه التغييرات الجديدة في منهجية عمل المصالح الإدارية المكلفة بعملية العبور، ستتطلب بالتأكيد، بذل مجهودات إضافية مرتبطة بتوفير الوسائل المادية الضرورية لمواكبة هذه المستجدات، وهو الأمر الذي لم تغفله، حسب ما تضيف مصادرنا، الإدارة المركزية التي أعلنت كذلك أنها تعتزم رصد إمكانات مالية مهمة هدفها إنجاح هذه العملية التي تكتسي طابعا وطنيا مهما، وتقديم خدمات ذات جودة لمغاربة العالم، بكل المرونة واليسر اللذين ينسجمان مع احتياجات الجالية، ومع الإرادة المعبر عنها على أعلى مستوى، لإرضاء متطلباتها. 
يذكر أن هذه التغييرات، تأتي متزامنة كذلك مع التحسن الذي ستشهده عملية العبور لهذه السنة، على مستوى تحديث وتعزيز البنيات والمنشآت المينائية المستحدثة بهدف مواكبة حجم حركة المسافرين، خاصة في فصل الصيف. وعلى رأس المجهودات المبذولة في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى افتتاح ميناء طنجة المتوسط في وجه الركاب هذا الصيف، حيث من المقرر أن تتم، بدءا من أواسط شهر ماي الجاري، جميع الرحلات القاصدة والآتية من الجزيرة الخضراء عبر هذا الميناء الذي سيفتتح أبوابه بصفة كلية في شهر يوليوز المقبل، ليرفع بذلك من طاقة الاستقبال من خلال أرصفة مينائية جديدة، ويساهم في مواكبة تطورات حركة النقل البحري، سواء على مستوى الركاب أو البضائع، خاصة أن الميناء صمم كذلك بكيفية تضمن سرعة الرحلات وسهولة العبور مع تجهيزات وبنيات متنوعة لتنظيم الرواج والأنشطة داخل الميناء.

Top