“وميض يعبر المعنى” جديد الكاتبة المغربية مليكة فهيم

أطلت علينا الشاعرة المغربية مليكة فهيم، بجديد إصدارها “وميض يعبر المعنى”عن دار النشر سليكي إخوان بطنجة، مجموعة من الحجم المتوسط، تضم ثلاثة عشر قصيدة، موزعة على مدى 138 صفحة، وتتصدر الغلاف لوحة فنية للفنان التشكيلي المغربي المتميز حمودة زاوي.
عتبة العنوان، تسعى إلى خلق وضعية تواصلية بين المرسل والمتلقي، باعتبارها رسالة تطمح إلى خلق أفق انتظار لدى القارئ، إذ تجعله يشغل موسوعته الثقافية والجمالية من جهة، وتفتح شهيته للقراءة من جهة أخرى.
يشكل الديوان عالما متفردا، تنفتح فيه الشاعرة على ذاكرتها وتجربتها وعلاقتها بالذات والآخر، من خلال تشغيل الذاكرة الفردية، حيث تشرعُ الشاعرة شقوق البوح على الذات، وهي تسترجع زمن الطفولة، وتكتشف هشاشة العالم. وتُشغِّل أيضا الذاكرة الجماعية، من خلال استحضار بعض نماذج التجربة الإنسانية في تناص مع الكثير من الأسماء والنصوص، إذ استلهمت على سبيل المثال، تجربتي كل من الكاتبة فيرجينيا وولف وتوظيفها شعريا في نص “غرف وممرات”، وتجربة سعيد إدوارد في نص “إدوارديات”، كما استحضرت بعض سمات التجربة الصوفية في نص” تلك الشجرة”.
عدة تيمات حاضرة في الديوان: تيمة الطفولة، تيمة الموت، تيمة الحنين، تيمة الحلم، تيمة العزلة… وكل ذلك داخل توليفة لغوية تتسم بالجمال والدهشة.
ديوان “وميض يعبر المعنى” وميض لأصوات وشلالات، وقطارات أبدية، ومضات تنصت للذبذبات الخفيضة للرغبة، هجرة الى تخوم قصوى، حركة خفقان وحلم مستمرين، نفخ في مزمار الروح، لتستعيد أول الظمأ، وتقشر الحُجب، حينما يشتد ألم العبور، لتحضن زغرودة المطلق، وتغزل البياضات.
والشاعرة مليكة فهيم، باحثة في سلك الدكتوراه، اللسانيات والخطاب، مهتمة بالسرد والتخيل الذاتي، صدر لها ديوان ” وهج العتمة ” سنة 2015 ، لها عدة نصوص ودراسات منشورة بالعديد من المجلات والمواقع والمنابر العربية، بالإضافة الى اشتغالها في مجال التنشيط الثقافي، حيث أدارت ونشطت العديد من اللقاءات الثقافية، بحضور أسماء وازنة لكتاب وشعراء مغاربة.

حسن حصاري

Related posts

Top