القادم أصعب…

واهم من كان يعتقد أن المواجهة ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، ستكون في المتناول، أو تشبه تلك التي احتضنها مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، خلال آخر مرحلة من تصفيات مونديال قطر 2022.
ومخطئ من كان يظن أن النتيجة ضد تنزانيا، تعد مقياسا لحضورنا القاري خلال النسخة الـ34 لكأس أمم إفريقيا.
فالاعتقاد أن بلوغ نصف نهاية المونديال، واحتلال المقدمة قاريا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، مميزات تسمح لـ “أسود الأطلس” بالسيطرة على إفريقيا، هو اعتقاد غير منطقي تماما، أما الحقيقة فظهرت جليا، ظهر أول أمس الأحد، فوق أرضية ملعب “لوران بوكو”.
صحيح أن إجراء المباراة في توقيت غير مناسب، وما ترتب عن ذلك من ارتفاع في درجة الحرارة والرطوبة العالية..كلها عوامل غير مساعدة، إلا أن هذا لا يمكن أن يكون مبررا كافيا لقبول التواضع، والسماح بحدوث أخطاء غير مقبولة، سواء من طرف المدرب، أو اللاعبين.
فواقع إفريقيا مختلف جملة وتفصيلا، عما عشناه مثلا بملاعب قطر الجميلة، أو مجموعة من المباريات في المتناول، جرت بأهم المدن المغربية، فتظاهرة مثل كأس إفريقيا للأمم، تفرض عليك وضعا مختلفا، كما تتطلب التسلح بإرادة فولاذية، والتمتع بنفس طويل، وتحمل تضحيات جسام، نفسيا وذهنيا وبدنيا، وهذا ما افتقده الفريق الوطني خلال المواجهة القوية، ضد منتخب كونغولي، جعل منها، فرصة سانحة لرد الاعتبار، وإبراز الذات.
لنكن صرحاء في تناولنا لموضوع المنتخب، فهناك لاعبون ليست لديهم القدرة على اللعب بالأجواء الإفريقية، وتحمل ضغط المباريات، وما يرتبط بالظروف العامة، رغم اجتهاد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في توفير كل المتطلبات، إلى درجة تغيير شكل مكان الإقامة، من فندق بنجمتين، إلى آخر بخمس نجوم…
نتائج الجولة الثانية للمجموعة السادسة، رجحت كفة أصدقاء العميد غانم سايس، في إمكانية المرور للدور الثاني، فحتى التعادل في آخر مباراة ضد زامبيا يسمح لهم بلعب دور الثمن، إلا أن المؤكد أن المواجهات القادمة، ستكون أصعب وأقوى، أمام منتخبات قوية ومتمرسة وقادرة على ركوب التحدي، بالنظر لامتلاكها النفس الطويل والطموح الجارف…
لن ندخل الآن في سرد الأخطاء الفردية أو الجماعية، ولن نتناول حاليا ما طبع طريقة إعداد اللائحة الرسمية من اختلالات، فهذا الأمر متروك لما بعد المشاركة بـ “الكان” الإيفواري، فالمهم في هذا الظرف بالذات، أن نحافظ على الدعم المطلق لعناصرنا الوطنية، ومنح كامل الثقة للمجموعة، على أمل أن يتفوق المدرب وليد الركراكي في قيادة الفريق الوطني، نحو أبعد نقطة في تظاهرة، يجمع المتتبعون على أنها الأقوى في تاريخ هذه المسابقة…

محمد الروحلي

Top