وتتوخى حملة هذه السنة جمع 40 ألف تبرعا بالدم يتم توجيهها للاستجابة لكل الحالات الطارئة والاستعجالية، ما يقتضي تقوية انخراط مختلف أفراد شعبنا القادرين على ذلك للتبرع والمساهمة الوطنية في هذا الجهد الإنساني.
إن الحملة الوطنية الحالية لا تجسد فقط أهمية مباشرة تتجلى في توفير 40 ألف تبرعا بالدم، وتجديد مخزون السلامة لأكياس الدم، كما أنها ليست فقط لإنماء وعي المواطنات والمواطنين بأهمية التبرع بالدم، وبحيوية الدم ضمن السلامة الصحية، ولكن هي تجسد، وبالإضافة إلى كل ذلك، استنهاضا لهمة شعبنا، واستعادة انخراطه التلقائي في الأعمال والمبادرات ذات المصلحة الوطنية العامة.
هناك مواطنات ومواطنون من مختلف المناطق والفئات يواظبون طيلة السنة ولأعوام كثيرة على التبرع المنتظم بالدم من دون إعلان أو دعوة مسبقة، وهم في ذلك يتفاعلون مع اقتناع شخصي مبدئي، ويسعون لثواب وأجر في الآخرة، ومثلهم أيضا هناك مواطنات ومواطنون يقدمون كثير تضحيات ومساهمات في أعمال خيرية وتطوعية واجتماعية، وينخرطون في مبادرات محلية وجهوية لا ينتظرون من وراء القيام بها جزاء أو شكورا، وأحيانا لا يقبلون حتى بالكشف عن أسمائهم أو أسمائهن، وهذه هي الروح المغربية المطلوب اليوم إحياؤها بمناسبة هذه الحملة من أجل التبرع بالدم، وأيضا في مختلف البرامج والقضايا المرتبطة بمستقبل بلادنا وشعبنا في كل الميادين الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية و… السياسية.
في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى أن المغاربة عندما يتأكدون من صدق النوايا والأفعال، وعندما يستوعبون مصداقية المبادرات والحملات الوطنية، يقبلون بتلقائية وحماس للمساهمة والانخراط فيها، ولهذا لابد من تقوية الشفافية والتواصل والمصداقية حول كل القضايا الوطنية الكبرى، وآنذاك سنرى الناس تقبل بكثافة، وهذا هو الدرس المهم الواجب استخلاصه من حملة التبرع بالدم، والحرص على تعميمه في كل منظومات التدبير المتصلة بباقي القضايا المتوجه بها إلى شعبنا.
من أجل إنجاح حملة التبرع بالدم، وجعل شعبنا وبلدنا يخرجان هما الأبطال.