جددت سفيرة الولايات المتحدة لدى إسبانيا، جوليسا رينوسو، التأكيد على دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، واصفة إياها بـ”المعقولة والقابلة للتطبيق”.
وأكدت رينوسو، التي حلت ضيفة على برنامج تم بثه، أول أمس السبت، على أمواج الإذاعة الإسبانية “كادينا سير”، أن “الولايات المتحدة تعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء معقولا وقابلا للتطبيق”.
وقالت الدبلوماسية، المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن، إن “الولايات المتحدة تدعو إلى هذا الحل خلال الاتصالات مع الأطراف المعنية”.
وأضافت رينوسو “نحن ندعم العملية التي تشرف عليها الأمم المتحدة من أجل تسوية هذا النزاع وندعم مبادرة المغرب”.
وتحدثت الدبلوماسية الأمريكية عبر أثير الإذاعة الإسبانية، عقب قرار مدريد الاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجاد، الواقعي والقابل للتطبيق من أجل حل الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وكان متحدث باسم الخارجية الأمريكية، قد، في تصريح لوكالتي الأنباء الإسبانيتين “أوروبا بريس” وإيفي”، أن واشنطن تقاسم إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وقال “ما نزال نعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كمقترح جاد وذي مصداقية وواقعي”، يتضمن إمكانات واضحة للاستجابة لتطلعات سكان المنطقة.
وفي إسبانيا، أكد قياديون في الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الحاكم، أن موقف الحكومة الإسبانية الجديد بشأن الصحراء المغربية هو “قرار شجاع”، يبشر بعهد جديد في العلاقات بين البلدين.
وأكدت نائبة الأمين العام للحزب، أدريانا لاسترا، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أن دعم الحكومة الإسبانية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي قصد تسوية الخلاف حول الصحراء، هو “بشرى سارة” من شأنها إيجاد الظروف الملائمة لقيام “علاقات جديدة مع المغرب”.
وأوضحت أن هذا الموقف الجديد الذي يعتبر الحل المغربي بمثابة “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية لتسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية، يلبي احتياجات إسبانيا والمغرب، “وكذا جزء مهم” من الصحراويين، مضيفة أن اعتماد هذا القرار يندرج في إطار “التعاون والاحترام” القائم بين البلدين.
وفي نفس السياق، وصف سلفادور إيلا، زعيم الحزب الاشتراكي الكتالوني ووزير الصحة السابق، القرار الذي اتخذته حكومة بلاده بـ “الشجاع والواقعي”.
وقال إن هذا القرار “يحترم سيادة كل الدول ويفتح مرحلة جديدة في العلاقات مع المغرب، ما يعد أمرا مهما في هذه الظرفية”.
وأضاف إيلا أن الموقف المعبر عنه من طرف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز هو “القرار الصحيح، بالنظر إلى أنه يسمح بتقوية العلاقات مع بلد مهم للغاية بالنسبة لإسبانيا وشريك استراتيجي مثل المغرب”.
**********
شخصيات فرنسية تؤكد أن الموقف الجديد لمدريد “خطوة تاريخية” في سيادة المغرب على صحرائه
أكدت شخصيات سياسية فرنسية أن موقف مدريد الجديد المؤيد لمخطط الحكم الذاتي باعتباره “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية”، يشكل “خطوة جديدة تاريخية في سيادة المغرب على الصحراء”.
هكذا، كتب جان لوي بورلو، النائب-العمدة السابق لفالانسيين ووزير الدولة الأسبق في تغريدة على “تويتر”، “إنها خطوة جديدة تاريخية لسيادة المغرب على الصحراء”.
وأضاف أن “إسبانيا تلتزم وتنضم إلى الموقفين الفرنسي والألماني، المدعومين باعتراف الولايات المتحدة”.
وقال الوزير الفرنسي الأسبق إن “المغرب يعد محور الشراكة الجديدة أوروبا-إفريقيا”.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، مانويل فالس، أن “حكومة بيدرو سانشيز تقوم بانعطاف مذهل واستراتيجي، يحظى بالترحيب، من خلال اعتبارها مبادرة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء بمثابة الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية”.
وأضاف “من المستعجل إعادة إقامة علاقة بناءة مع المغرب”.
من جهته، أعرب إيريك سيوتي، النائب والمستشار بمقاطعة ألب ماريتيم عن “سعادته لبداية نهج إسبانيا للوضوح إزاء المغرب بشأن الصحراء”.
وبحسبه، فإن “السيادة المغربية على هذا الجزء غير قابلة للنقاش”، مسجلا أن “احترام المواثيق والحدود الوطنية ينبغي أن يكون بمثابة أولوية”.
بدروها، غردت خديجة كمراوي، المستشارة بجهة إيل-دو-فرانس (كاريير سو بواسي) والمستشارة البلدية، قائلة إنه “في يوم 8 مارس، جددت واشنطن دعمها للمغرب بشأن قضية الصحراء، والآن جاء الدور على إسبانيا من خلال رئيس حكومتها لكي تقدم دعمها”.
وتابعت “أرحب باتخاذ هذا الموقف الذي يمكن من إعادة جعل البحر الأبيض المتوسط حلقة وصل بين القارتين”.