كولير يهزم سفين…

أقسى ما كان بالمشهد مساء الأحد، مرارة تضييع لقب كان في المتناول، وبطريقة غير مقبولة ولا مستساغة.

كانت البداية مثالية، هدف في الدقيقة 26 من ضربة ثابتة، نفدت بطريقة معتادة، منحت هدف السبق، واعتقد معه الوداديون أن التتويج في الجيب، إلا أن العبرة كما يقال بالخواتم…

هدف يحيى عطية الله، قرب بطل إفريقيا من الحفاظ على تاجه، إلا أن عناصره نسيت، أنها تواجه فريقا مجربا، قادرا على المقاومة إلى آخر رمق…

استمرت الدقائق سجالا، وانحصرت العمليات وسط الميدان، مع سيطرة ميدانية لأصدقاء العميد يحيى جبران، إلا أن تهديد الحارس العائد من الإصابة الشناوي، كان بنسبة قليلة، ولم تقلق راحته بدرجة مسترسلة ولا ضاغطة…

بداية الجولة الثانية لم تختلف عن سابقاتها، خصوصا خلال الريع ساعة الأولى، ففي الوقت الذي انتظرنا مواصلة الضغط من طرف الفريق المغربي، وتأمين النتيجة تفاديا لكل الاحتمالات الممكنة، كان الداهية كولير يخطط للضربة القاضية…

مع توالي الدقائق، كان المدرب السويسري يخاطر، إما توقيع هدف التعادل، أو حتى الهزيمة بهدفين أو ثلاثة، فالرقم في هذه الحالة لا يهم، حيث أدخل مجموعة من التغييرات، دفعت في اتجاه المغامرة، واستغلال تراجع غير مفهوم للاعبي الوداد…

كان كولير يخطط للرجوع في النتيجة، بينما ظل البلجيكي سفين فاندنبروك، ينتظر ما يأتي أو لا يأتي، بل وتائها لا يعرف ماذا يقدم؟ وماذا يؤخر؟ وحتى عندما فطن إلى ضرورة إحداث تغييرات، ارتكب أخطاء قاتلة…

فبالإضافة إلى أن التغييرات جاءت متأخرة، ساهمت في تراجع الأداء، بينما تقوت عزيمة الفراعنة، إذ عمل على إخراج بوهرة الذي كان يقوم بأدوار هجومية، ودفاعية في الرواق الأيسر، وعوضه بالمترجي المصاب والفاقد للثقة…

كما قام بتغيير أوناجم الذي اعتبر أبرز لاعب بفريقه، لتتوالى الأخطاء والهفوات القاتلة، وهنا جاء الهدف المصري القاتل، من طرف ركنية نفذت بطريقة مدروسة، ترجمها عبد المنعم بضربة رأسية مركزة استقرت في الزاوية البعيدة بمرمى الحارس مطيع…

هنا حدث ارتباك طبيعي في الأداء الودادي، اندفاع للأمام، مع ترك ممرات فارغة بالدفاع، سهل بدرجة كبيرة مهمة الزوار، الذين أضاعوا أهدافا محققة، بينما ظل الوداديون يعتمون على الكرات المباشرة وسط منطقة العمليات، فشلت كلها إما لتدخل الحارس، أو صدها من طرف الدفاع الصامد.

بالفعل كانت الصدمة قوية، خاصة وسط الجمهور الرائع الذي حضر بكل قواه، شجع، وساند، وحفز إلى آخر ثانية، إلا أن الأخطاء المرتكبة ساهمت في ضياع لقب رابع كان في المتناول…

تأجل تحقيق الحلم، والهزيمة ليست نهاية العالم، خاصة بالنسبة لناد تألق خلال السنوات الأخيرة على الصعيد القاري، إلا أن البقاء في القمة يتطلب إعادة النظر في تركيبة الطاقم التقني، وإحداث تغييرات أساسية على مستوى التشكيلة، فهناك لاعبون لم يعد بإمكانهم تقديم الإضافة المطلوبة…

ورغم ذلك، فالوداد يبقى في نظر محبيه وعشاقه الكثر بطلا حقيقيا…

محمد الروحلي

Top