منتدى التعاون العربي الروسي يشيد بدور جلالة الملك رئيس لجنة القدس في دعم وصمود المقدسيين

ثمن وزراء الخارجية المشاركون في منتدى التعاون العربي – الروسي في نسخته السادسة دور جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم وصمود المقدسيين من خلال مشاريع ملموسة تنفذها وكالة بيت مال القدس، الذراع الميدانية للجنة القدس.
جاء ذلك في الاعلان المشترك الصادر عن الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي – الروسي على المستوى الوزاري، والذي احتضنته مدينة مراكش اليوم الأربعاء.
وأكد الاعلان المشترك “دعم دور رئاسة لجنة القدس وجهودها في التصدي لممارسات سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة، ودعم صمود القدس والمقدسيين من خلال برامج ومشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف”.
وشدد على أن السلام والاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، داعيا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، في أقرب الآجال، تنطلق منه عملية سلام ذات مصداقية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية عام 2002.
وأدان المنتدى بشدة الحرب العدوانية الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفسطيني في قطاع غزة، والتي تستهدف المدنيين وتدمير الاحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنى التحتية ومرافق الأمم المتحدة، فضلا عن جميع الاعمال الإسرائيلية التي تستهدف إخضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحصار شمل قطع كل أسباب الحياة. ودعا وزراء الخارجية المشاركون في المنتدى جميع الدول إلى عدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس امتثالا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة.
وشدد المنتدى على أن منظمة التحرير الفسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، داعيا الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها، وان يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
كما أشاد المنتدى بجهود المغرب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مرحبا بمخرجات الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي عقدت، بمراكش، من 9 إلى 15 أكتوبر الماضي، لاسيما تلك المرتبطة بتمويل الأنشطة المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واعتمد المنتدى في ما يتعلق بالتنمية المستدامة خطة العمل المشتركة بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية للفترة 2024- 2026، ودعا الطرفين إلى العمل على تنفيذ ما جاء فيها من نشاطات، مع تكليف اللجنة المشتركة لكبار المسؤولين بتقديم تقارير دورية لتقييم التقدم المحرز فيها.
كما أثنى على التعاون الاقتصادي المتزايد بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية، وتحسين التجارة الثنائية وتعزيز التعاون متبادل المنفعة في مجالات الصناعة والزراعة والأمن الغذائي والموارد المائية والأعمال المصرفية والتمويل والنفط والغاز والطاقة المتجددة والنظيفة، وكذلك الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والنقل والسياحة والاتصالات وحقوق الملكية الفكرية، إضافة إلى التعاون في مجالات متنوعة مثل البيئة، ونقل التكنولوجيا وغيرها.
وعلى صعيد آخر، هنأ المشاركون في المنتدى دولة الإمارات العربية المتحدة بنجاحها في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28)، في الفترة من 30 نونبر إلى 13 دجنبر 2023، في مدينة إكسبو دبي، مرحبا بالنتائج الإيجابية للمؤتمر، والتي تتمثل في اعتماد الاتفاقية المعروفة ب”اتفاق الإمارات” ووضع معايير العمل المناخي العالمي.
كما ثمن المنتدى جهود المملكة المغربية في مكافحة الإرهاب والتي تجسدت في دورها وجهودها خلال رئاستها للمنتدى العالمي لمكافحة الأرهاب، مؤكدا ترحيب المشاركين فيه باستضافة المملكة المغربية لمكتب الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب وتثمينهم لدورها وجهودها خلال رئاستها للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب(2021-2023). ورحب منتدى التعاون العربي الروسي باختيار المملكة المغربية لاستضافة الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول) بمراكش سنة 2025.
وشدد الإعلان المشترك في سياق تناوله لمكافحة الإرهاب على تعزيز التعاون العربي الروسي لمنع ومكافحة الإرهاب والتطرف على الصعيدين الدولي والإقليمي مجددا رفض كل جرائم الجماعات الإرهابية التي تمس أمن واستقرار الدول العربية بما في ذلك “أي جماعة تتمرد على سلطة الدولة القائمة وتحمل السلاح خارج الأطر المؤسسية المشروعة المعترف بها في الدول “.
وعبر المنتدى عن رفضه ربط الإرهاب بأي عرق أو جنسية أو حضارة داعيا الدول إلى الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات والأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية بمن فيهم المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وأدان المشاركون في الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي ومن بينهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره مشددين على أن كل الأعمال الإرهابية ” هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها ووقت ارتكابها وأيا كان مرتكبوها وضد من ارتكبت.”
وأكد الإعلان المشترك على ضرورة الالتزام بوحدة وسيادة دولة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وتأكيد مبدأ ملكية الليبيين للعملية السياسية.
وشدد الإعلان المشترك على ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات عام 2015، ورفض الحل العسكري، والدعوة إلى دعم مسار المصالحة الوطنية الشاملة، التي يرعاها المجلس الرئاسي الليبي وجهوده في تحقيق الاستقرار السياسي.
كما أكد على دعم الجهود الرامية لعقد الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية بصورة متزامنة في أقرب فرصة ممكنة؛ بما يلبي تطلعات الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار.
وبعد الإشادة بجهود اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وما بذلته من جهود في سبيل تثبيت وقف إطلاق النار، والدعوة إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية تحت سلطة تنفيذية واحدة قادرة على حكم سائر الأراضي الليبية وتمثيل جموع الشعب الليبي، شدد الإعلان على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية.
كما دعا إلى مواصلة دعم كافة الإجراءات التي من شأنها حماية مقدرات ليبيا وأموالها وأصولها في البنوك والدول الأجنبية؛ بما يتيح تنميتها إلى حين رفع التدابير الدولية المقررة بشأنها.
ورحب الإعلان المشترك باستضافة المملكة المغربية لكأس العالم 2030 لكرة القدم، والذي سينظم بشكل مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال.
كما رحب الإعلان المشترك باستضافة المملكة العربية السعودية المرتقبة لكأس العالم 2034 لكرة القدم. وأعرب المشاركون في المنتدى، بهذه المناسبة، عن الامتنان والتقدير للمملكة المغربية لاستضافتها للدورة السادسة لهذا المنتدى. وجرى اختيار المغرب لاحتضان هذه النسخة من المنتدى خلال النسخة المنصرمة التي انعقدت في أبريل بموسكو عام 2019. وبطلب من الجامعة العربية، يحتضن المغرب، الذي يرأس حاليا المجلس الوزاري للجامعة العربية، هذا المنتدى.

Top