هزيمة مقلقة للفريق البطل…

سقط فريق الوداد البيضاوي أمام ضيفه شبيبة القبائل الجزائري بهدف لصفر، في ثاني جولة عن دور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم.

هزيمة بحصة صغيرة، لكنها نتيجة مقلقة بالنظر للحيثيات التي رافقتها، والتبعات المنتظر أن تواكبها، مع العلم أن مباراة الجولة الأولى أجلت بسبب مشاركة الوداد بمسابقة كأس العالم للأندية.

الوداد هو حامل اللقب؛ وبالتالي فإن أية مباراة تكتسي، طابع الندية والقوة والإثارة، في المواجهات التي يكون طرف فيها، هذا إذا أضفنا تأثير جوانب أخرى غير رياضية،  أصبحت للأسف عادة سيئة، من طرف سلطات الجارة الشرقية.

وإذا نظرنا للنتيجة من الناحية الموضوعية، فإنها غير مفاجئة؛ صحيح أن الحصة صغيرة، وكان من الممكن تحقيق التعادل في الدقائق الأخيرة، إلا أن مجريات المواجهة أظهرت إلى أي حد، هناك تراجع كبير على مستوى أداء أبطال إفريقيا.

تراجع ليس وليد اللحظة، أو مسألة عابرة، بقدر ما هو معطى أساسي، يعكس تأثير تراكم أخطاء فادحة، تراكمت منذ نهاية الموسم الماضي الذي عرف تتويج الفريق الأحمر بلقب الدوري المغربي، بكثير من الاستحقاق والإقناع.

أولا، هناك تدبير سيء لمرحلة ما بعد مغادرة وليد الركراكي للإدارة التقنية، إذ تعددت الاختيارات الخاطئة، وما تبعها من مراحل فراغ قاتلة، والنتيجة كما هو واقع الحال، ارتباك وتخبط وضعف وغياب أفق واضح.

ثانيا، القيام بصفقات فاشلة على مستوى اختيارات اللاعبين، إذ لم يتم تعويض العناصر الأساسية التي غادرت، إما بسبب انتهاء العقد كما هو الحال بالنسبة لقلب الهجوم مبينزا، أو الانتقال لعالم الاحتراف كما هو الحال مع المدافع أشرف داري.

تم جلب لاعبين لا يعرفهم أحد، وهذا اختيار لا يليق بقيمة فريق بطل، والنتيجة مرة أخرى، اهتزاز بالعطاء وضعف على مستوى الأداء…

كثرة الاختيارات الخاطئة، نتج عنها اهتزاز أيضا، على مستوى الانضباط والسلوك وسط اللاعبين، وهذه حقيقة لم تعد خافية على أحد.

صحيح أن الهزيمة ضد شبيبة القبائل ليست نهاية العالم، وتدارك التعثر جد ممكن، واستعادة حظوظ الدفاع عن اللقب لازالت قائمة، إلا أن استعادة التوازن مطلوبة، وهذا ليس صعبا على إدارة متمرسة، كثيرا ما أظهرت قدرة على تدارك الأمور خلال اللحظات الحاسمة…

إلا أن الأمر يتطلب مجهودا كبيرا، في ظل المعطيات المتوفرة، ونعني بها الخيارات البشرية، ونقصد لائحة اللاعبين المتواجدين حاليا، أما بالنسبة للطاقم التقني، فهناك تواجد المهدي النفطي المدرب الذي لم يظهر حتى الآن كفاءة عالية في قيادة الفريق البطل.

ننتظر الإجراءات الاستعجالية التي سيقدم عليها مالك النادي سعيد الناصيري، قصد استعادة التوازن والمناعة المطلوبين…

محمد الروحلي

Top