الرياضة بعد كورونا

يجمع الخبراء على أن العالم سيتغير بعد الانتهاء من وباء كورونا، سيعاد النظر في التحالفات وموازين القوى، عالم جديد سيشكل بناء على علاقات دولية جديدة، ومنطلقات وأسس مغايرة لما سبق، كما من الممكن جدا ظهور أقطاب جديدة، منهية هيمنة القطب الواحد، وذلك بصعود قوى تسعى لإحداث توازن، ووضع حد للاختلالات التي هيمنت على الكون منذ انهيار المعسكر الشرقي. 
  والرياضة من بين القطاعات التي ستشهد تغييرات مهمة، وهذا ما يناقشه الآن الخبراء والمسؤولون عن الرياضة الدولية، إذ تتركز التحليلات حاليا على الإصلاحات المفروض أن يعرفها القطاع الرياضي، على ضوء مخلفات المجهود الذي فرض على جل المتدخلين المرتبطين بالمجال، وما حمله من انعكاسات سلبية، وخسائر مالية فادحة تقدر بملايين الدولارات. 
   الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بصفته أعلى جهاز مشرف على الرياضة الأولى على الصعيد الدولي، بدأ في مناقشة عملية التجديد، رغم أنه كان من قبل يؤيد مسألة توسيع البطولات، خاصة منذ ترؤسه من طرف جياني إنفانتينو الذي يرى أنه وسط توقف شبه عالمي للمباريات، حان الوقت للتفكير المعمق في المستقبل، بعدما كان من  المقرر، أن تتم زيادة عدد فرق المونديال بداية من نسخة 2026 لتصبح 48 فريقا، وإقامة بطولة جديد لكأس العالم للأندية مكونة من 24 فريقا، كل هذا أصبح من الماضي أو من سابع المستحيلات.  
 إنفانتينو قال في تصريحات جديدة، إنه ربما يمكن إعادة إصلاح كرة القدم من خلال تفكير معمق، والأمر هنا يتعلق بإقامة مسابقات أقل، ولكن أكثر إثارة، ربما بتقليص عدد الفرق، بهدف تحقيق توازن أفضل، وكذلك إقامة عدد أقل من المباريات، على أن تكون أكثر تنافسية، بهدف حماية صحة اللاعبين، وفي هذا الإطار أكد المسؤول عن جهاز (الفيفا) أن “هذا ليس خيارا علميا، ودعونا لنتحدث عن هذا الأمر بصفة جدية، ولا يمكن اعتبار هذا تشاؤما، كما يعتقد البعض”.
   تصورات جياني إنفانتينو لمستقبل كرة القدم مستقبلا، يتقاسمه معه أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، والذي لا يستبعد هو الآخر، أن تكون أزمة فيروس كورونا لحظة فارقة في عالم كرة القدم خلال الفترة الحالية، في خضم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالأندية والاتحادات الوطنية القارية،  ومن المؤكد أن عالم كرة قدم سيعرف مشاهد جديدة بمجرد استئناف المسابقات.
 فالخسائر الفادحة التي تتعرض لها الرياضة الدولية حاليا كبيرة وكبيرة جدا، وهذا ما جاء على لسان أندريه أنييلي، رئيس رابطة الأندية الأوروبية لكرة القدم، الذي قال إن كرة القدم في القارة تواجه تهديدا لوجودها، وعن التكافؤ المفروض ان تعرفه مالية الأندية مستقبلا،  تساءل إيوالد لينين، المدرب السابق بالبوندسليغا والمدير التقني في سانت باولي هامبورغ: “لماذا يجب حصول ناد واحد على 500 مليون يورو، بينما يحصل آخر على 50 مليون فقط، أو يسمح بحصول اللاعبين على رواتب متفاوتة؟”.
   كما تناقش حاليا مسألة الانتقالات التي وصلت مبالغ خيالية، إذ حان الوقت لوقف هذا التسابق الجنوني الذي يطبع الساحة الدولية، ولا يمكن حسب المتتبعين مستقبلا استمرار الانتقالات بقيمة 100 مليون يورو أو أكثر، على الأقل خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، نظرا للتأثير الكبير الذي لحق بكل الدول، وبالتالي فإن عالما جديدا لكرة القدم سيشكل…
   والمؤكد أن كرة القدم المغربية معنية هي الأخرى بكل هذه التغييرات التي تناقش حاليا على المستوى الدولي، مادام التأثير سيكون شاملا جامعا مانعا، وبالتالي فإن الأمر مطروح أيضا على مسؤولي الجامعة والأندية، قصد المساهمة في هذا النقاش الدائر،  انطلاقا من ضمان مصالح داخلية، وتفاديا لأي تغييرات مستقبلية، حفاظا على مكانة إفريقية لافتة …

محمد الروحلي

Related posts

Top