مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، وارتفاع أعداد المصابين، يتزايد الجدل حول إعادة فتح المدارس في وقت لا يزال الكثير مجهولا عن كوفيد-19.
ويقول خبراء الصحة إن إعادة الأطفال إلى المدرسة هو الأفضل لصحتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والعاطفية. كما أنها الطريقة الأفضل للتعلم .
لكنهم يؤكدون أيضا أن إعادة فتح المدارس في ظل الجائحة يعتمد على مدى انتشار الإصابات بكوفيد-19 في المجتمع وإجراءات السلامة التي تتخذها المدارس.
ويقولون إن توجه الطلاب إلى المدارس في المناطق التي لم تتم فيها السيطرة على الفيروس، سيجعل الخطوة محفوفة بالمخاطر.
أما المناطق التي يبدو فيها أن الفيروس تحت السيطرة، فإن المدارس لا تزال بحاجة إلى القيام بتعديلات على نشاطاتها من أجل تقليص المخاطر عندما تعاود فتح أبوابها، وفق الخبراء.
ويرى بعض الخبراء أن التراجع المستمر في الحالات المسجلة ومعدلا للحالات المؤكدة يقل عن اثنين في المائة، من العلامات التي تدل على أن الفيروس تمت السيطرة عليه.
وبما أن هناك الكثير مما لا يزال مجهولا عن الفيروس الذي ظهر قبل شهور فقط، فإن الجهات المسؤولة عن التعليم في كل منطقة تتخذ قرارات متنوعة مع اقتراب موعد انطلاق العام الدراسي الجديد.
وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن الأطفال الصغار لا ينشرون المرض بسهولة كبيرة، بينما يمكن لمن هم في ربيعهم العاشر وما فوق أن ينقلوا المرض إلى آخرين مثلهم مثل البالغين. لكن الخبراء يقولون إن هناك حاجة لدليل قاطع على صحة ذلك.
وحتى إذا بدا أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بكوفيد-19 من الراشدين، وأقل عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة مرتبطة بالفيروس المسبب للمرض، إلا أن حالات حادة ووفيات سجلت في صفوفهم.
وغالبا ما يعاني الأطفال والمراهقون من مرض خفيف أو لا تظهر عليهم أي أعراض، عندما يصابون بكورونا المستجد. ويعني ذلك أنهم قد يشكلون، من دون علمهم، خطرا على طلاب آخرين قد ينقلون المرض إلى آبائهم وأجدادهم أو إلى معلمين وراشدين آخرين قد يكونون معرضين للإصابة بأشد الحالات من كوفيد-19 إذا انتقل إليهم الفيروس.
ومن أجل الحد من المخاطر، يرى الخبراء أن على المدارس أن تتبنى تعديلات على طريقة عملها عندما تستأنف الدراسة داخل الصفوف.
ومن إجراءات السلامة الموصى بها، ارتداء الكمامات أو ما يغطي الوجه داخل المدارس وتقييد الحركة حتى يبقى الطلاب في حجرة واحدة خلال اليوم الدراسي.
وينصح أيضا بوضع مكاتب الطلاب على بعد أمتار من بعضها البعض، وبإلغاء التجمعات مع عدم تناول الوجبات في الكافتيريا وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سبق أن أكد أن جائحة كورونا تسببت في أكبر اضطراب في العملية التعليمية في التاريخ، بإغلاق المدارس في أكثر من 160 دولة ما أثر على أكثر من مليار طالب.
وأوضح أن ما لا يقل عن 40 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لم يتمكنوا من الالتحاق برياض الأطفال، محذرا من أن العالم يواجه “كارثة يمكن أن تهدر الطاقات البشرية التي لا توصف وتقوض عقودا من التقدم وتفاقم التفاوتات القائمة بالفعل”.
وأضاف غوتيريش “نحن نعيش لحظة حاسمة في حياة أطفال وشباب العالم. إن القرارات التي تتخذها الحكومات والشركاء الآن سيكون لها تأثير دائم على مئات الملايين من الشباب، وعلى آفاق التنمية في الدول لعقود قادمة”.
وطالب المسؤول الدولي بإعادة فتح المدارس بمجرد السيطرة على تفشي الفيروس محليا.
هل من المحتمل أن يمرض طفلي في المدرسة؟
تقل احتمالية إصابة الأطفال بفيروس كورونا. يقول خبراء الصحة إن الذهاب إلى المدرسة مع وجود إجراءات وقائية يساعد في حماية الطلاب ويقلل من فرص الإصابة بالفيروس.
إذا أصيب الأطفال الأصحاء بفيروس كورونا، فإنهم أقل عرضة من البالغين للإصابة بأعراض أو مرض شديد.
وفي نفس الوقت، من المرجح أن يمرض بعض الناس بشدة بسبب فيروس كورونا. يشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، مثل الربو أو السكري أو ضعف جهاز المناعة، والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر. قد يصاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرا بفيروس كورونا أكثر من الأطفال الأكبر سنا.
دور المدرسة
قبل أن يذهب طفلك للمدرسة، أسأل عن احتياطات السلامة التي تتخذها هاته الأخيرة.
• التنظيف والتطهير: يجب أن تتبع المدارس نصائح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتنظيف وتعقيم المناطق المشتركة. يجب تنظيف الأسطح التي يتم لمسها كثيرا (مثل مقابض ومقابض الحمام ولوحات المفاتيح ومقابض الأبواب) قدر الإمكان.
• الفحوصات والمراقبة الصحية: قد تقوم المدارس بفحص الأطفال بحثًا عن أعراض فيروس كورونا كل يوم. يمكن أن يشمل ذلك فحوصات درجة الحرارة. إذا مرض شخص ما، يجب أن تكون هناك عملية لعزله، والعودة إلى المدرسة. يجب على الطلاب أو المعلمين أو موظفي المدرسة البقاء في المنزل إذا كانوا مرضى. لا ينبغي للأطفال الذهاب إلى المدرسة إذا كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب بـ COVID-19.
• أغطية الوجه: يجب على جميع البالغين من المعلمين والأعضاء الإداريين وجميع الطلاب ارتداء أقنعة أو أغطية من القماش للوجه، وتجنب لمس وجوههم كثيرا.
• غسل اليدين: يجب على الطلاب والموظفين غسل أيديهم بالماء والصابون جيدًا وبشكل متكرر. يمكنهم أيضا استخدام معقم اليدين إذا لم يتوفر الماء.
• التباعد الجسدي: يجب على البالغين والطلاب الابتعاد عن بعضهم مسافة مترين على الأقل لمنع انتشار فيروس كورونا.
• حجم الفصول: قد تحدد بعض المدارس أحجام الفصول الدراسية، أو تضع الطلاب في مجموعات، أو تقوم بمزيج من التعلم عبر الإنترنت والتعلم الشخصي.
• طرق أخرى لتقليل المخاطر ومنها:
عقد الفصول والأنشطة بالخارج قدر الإمكان- تناول وجبات الطعام في الفصل بدلا من الكافتيريا- وضع علامة على الأرضيات لتوضح للطلاب مكان الوقوف والمشي- يجب على الطلاب ركوب الحافلة في مقاعد مخصصة بعيدة عن بعضها.
يمكن للمدارس التي تتبع هذه الممارسات تقليل فرص انتشار كوفيد بين الطلاب والموظفين. لكن هذا لا يعني أن العدوى لا يمكن أن تحدث. في حالة تفشي المرض ، يجب أن يكون لدى المدارس خطة جاهزة تتضمن التعلم عن بعد بدوام كامل في المنزل.
في المنزل
رغم أنهم أقل عرضة للإصابة بالفيروس، إلا أن تخفيف القيود، وإعادة فتح المدارس للعام الدراسي الحالي، قد يؤدي إلى نشر العدوى بسرعة مجددا، لذا يجب على الوالدين اتباع بعض الإجراءات الوقائية.
• ارتداء القناع: اجعل طفلك يرتدي القناع، ورغم أنه من الصعب إجبار الأطفال الصغار على ذلك.
• المناديل المطهرة: كن حريصا على أن تحتوي حقيبة طفلك المدرسية، على المناديل المطهرة، والتي تحتوي على نسبة 60% من الكحول، بحيث يستخدمها عند ملامسة الأسطح أثناء الحصة الدراسية.
• حقيبة قابلة للغسل: متطلبات هذا العام تختلف عن الأعوام الماضية، لذا احرص على شراء حقيبة ظهر قابلة للغسل، مثل المصنوعة من قماش الووتر بروف، لأنه من المحتمل أن تهبط عليها قطرات من أنفاس زميل ابنك المصاب.
• تغيير الملابس فور العودة: حينما يعود الطفل من المدرسة، يجب أن يتخلص من الملابس الخارجية والحقيبة عند مكان مخصص لها، ليتم غسلها، وبالنسبة للحذاء من الأفضل تركه في الخارج.
• غسل اليدين باستمرار: أولى خطوات الوقاية من الفيروس، هي غسل اليدين، لذا اترك مع أولادك صابونا خاصا بهم بالإضافة إلى مطهر اليدين.
• ترطيب اليدين: يشعر الأطفال الصغار بالغضب من غسل اليدين المستمر، فضلا عن تشققات اليدين، لذا من الأفضل وضع الفازلين المرطب والغني بفيتامين E، على اليدين ليلا.
• البقاء في المنزل: إذا كان طفلك يعاني من أحد أعراض الإصابة بكوفيد-19، أو أي مرض آخر، وظهرت عليه علامات مثل: السعال، الإسهال، آلام المعدة، ارتفاع درجة الحرارة، من الأفضل بقائه في المنزل، لحين تمام عملية الشفاء.