الحاجة إلى المهاجم الهداف

بلغت البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم الدورة السابعة عشرة، والملاحظة الأبرز أن هناك الكثير من التفاوت في عطاء الأندية، وغياب الاستمرارية بنفس تصاعدي، باستثناء أندية قليلة، هي التي تحافظ على مسار متوازن.

وإذا كان التفاوت في العطاء مسألة طبيعية وعادية، فإن فريق الجيش الملكي هو الفريق الأكثر استقرارا، على مستوى العطاء العام، خاصة من حيث الأداء الجماعي والفردي، والإقناع في طريقة اللعب.

يحتل الفريق العسكري المقدمة، ليس فقط بالنسبة لسلم الترتيب، ولكن على مستوى عدد الأهداف المسجلة، إذ تمكن خطه الأمامي لوحده من تسجيل 28 إصابة، متقدما بـ 8 أهداف عن فريقي الفتح الرباطي وأولمبيك أسفي.

والملاحظ أن أول هداف بالنسبة لصاحب الزعامة، هو المدافع من الرأس الأخضر ديني بورغيس بستة أهداف، مبتعدا عن صاحب الصف الأول، والذي يحتله هداف الفتح حمزة هنوري، بتسعة أهداف، متبوعا بكل من محمد كمال من المغرب التطواني بسبعة أهداف، واللاعب مصطفى الصهد، المنتقل خلال فترة الانتقالات الشتوية بسبعة أهداف أيضا، لكن نصف العدد سجله، بقميص شباب السوالم.

إلا أن هناك معطى أساسيا، فيما يخص غياب المهاجم الهداف، فأول لاعب أجنبي بترتيب هدافي البطولة المغربية نجد المدافع بورغيس، والحال أن منطق الأشياء يقول بأن البحث بالدرجة الأولى، يجب أن ينصب على المهاجم الأجنبي القادر على تسجيل عدد محترم من الإصابات، خاصة بالنسبة للأندية الوطنية التي تتنافس على المستويين القاري والعربي.

فهداف الوداد مثلا المشارك بمسابقة العصبة الإفريقية، هو أيمن الحسوني.. لاعب صانع العاب، يضحي به المدرب كقلب هجوم، أما فريق الرجاء البيضاوي الذي ينافس بكأس الاتحاد الإفريقي، فلا يجد أي لاعب ضمن الصفوف الإحدى عشرة الأولى.

 نفس الملاحظة، تهم كذلك المشاركة بالمسابقات الإفريقية لكرة القدم، إذ يبرز اللاعب المحلي، بينما تغيب الإضافة المرجوة من طرف اللاعب الأجنبي.

صحيح أن البحث عن المهاجم الأجنبي الهداف، عملية تتطلب مبالغ مالية مهمة، ومتابعة دقيقة، قصد التقليل من هامش الخطأ، إلا أن عدم توفر السيولة المالية الكافية، يفرض التوجه نحو العناصر الشابة أو الصاعدة، وتخصيص مجموعة من المنقبين الأكفاء، وهذا التوجه يمكن أن تكون له فوائد لا يستهان بها.

فالبحث عن العناصر الواعدة يعد استثمارا ناجحا، يمكن من كسب مالي مهم، كما أن اللاعب الشاب يتأقلم بسرعة مع محيط النادي ومختلف مكوناته.

إذن هناك عدة حلول ممكنة، إلا أن هذا لا يلغي الاعتماد على التكوين المحلي، الذي يعد الملاذ الأول والأخير، وتحسين  وجودة الاهتمام بالفئات الصغرى، مسألة أساسية كأفضل ضمانة للمستقبل…

محمد الروحلي

Top