بحث البدراوي عن مخرج…

 

تلقى فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم مساء أول أمس السبت، هزيمة ثقيلة أمام الفتح الرباطي، بثلاثة إصابات لصفر، سجلت كلها بالجولة الأولى…

هزيمة جد ثقيلة، حصتها غير عادية، جاءت بعد تعادل مخيب للآمال بالنسبة لجمهوره خلال مباراة الديربي، ضد الغريم التقليدي الوداد، لتتقلص بنسبة كبيرة حظوظ الفريق الأخضر في المنافسة على اللقب هذا الموسم، كما أن احتلال إحدى المراكز الثلاثة بمقدمة الترتيب، أصبح مهمة جد صعبة، بل ومعقدة…   

يحتل الرجاء بعد إجراء أغلب مباريات الدورة (22) المرتبة الخامسة بالترتيب العام، مبتعدا عن المتزعم الجيش الملكي بـ 13 نقطة مع مقابلة ناقصة، وعن الوداد بـ 12 نقطة، وعن الفتح المحتل للصف الثالث بـ 7 نقط. 

وعليه، فإن ترقب تمثيل خارجي الموسم القادم، عن طريق ترتيب الدوري المحلي بالنسبة للرجاء أصبح يبتعد دورة بعد أخرى، وما عليه، إلا المنافسة على مستوى واجهتي كأس العرش، وعصبة الأبطال الإفريقية…

بالنسبة لكاس العرش، فهناك مباراة قوية تنتظره ضد حسنية أكادير بملعب “أدرار”، أما بالعصبة فكل الأنظار تترقب مواجهة حارقة أمام الأهلي المصري ذهابا بالقاهرة، وإيابا بالدار البيضاء…

مسار صعب لفريق تحسن مؤخرا مستواه التقني بنسبة كبيرة، وأكد ذلك من خلال تألق لافت بدور المجموعات، حيث احتل المقدمة بمجموع مهم من النقط والأهداف، واعتبر من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب القاري…

إلا أن المثير للاستغراب هو حالة الهيجان المحيطة بهذا النادي المرجعي، وافتقاده للهدوء والاستقرار المفروض أن ينعم به؛ وطغيان اللغط والصراعات والخلافات الهامشية، على أكثر من مستوى، وأكثر من صعيد…

مساء السبت الماضي، خرجت أخبار من مقر الوازيس تتحدث، عن عقد اجتماع على عجل، جمع الرئيس الحالي عزيز البدراوي بمجموعة من الرؤساء السابقين، الهدف منه البحث في أمور تهم النادي، على ضوء آخر المستجدات وما أكثرها، ومنها التحكيم، والخلاف مع العصبة والجامعة، وغيرها من النقط التي يسعى من خلالها البدراوي إلى البحث عن حلول عاجلة، بالاعتماد على خبرة وتجربة ونفوذ، ما يسمى بـ “الحكماء”…

والواقع أن الفريق الرجاوي يعيش أزمة خانقة من الناحيتين التدبيرية والمالية، خاصة وأن كل الآمال التي عقدت على عهد الرئيس الحالي تبخرت، إذ هناك عجز واضح عن الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها، هذا الرجل القادم من عالم المال والأعمال، حيث لجأ إلى حلول ترقيعية، على أمل التخفيف من وطأة هذه الأزمة، من قبيل فتح باب جمع التبرعات “الصينية”، والزيادة في أثمنة تذاكر الديربي، وما رافق العمليتين من فشل ذريع، مما زاد في تعميق الأزمة، أكثر مما ساهم في التخفيف من آثارها…

فهل اللجوء من جديد إلى دعم الحكماء اعتراف بفشل مشروع البدراوي؟

كل الدلائل تؤكد أن الرئيس الحالي، يسير نحو الباب المسدود، وما تلويحه بتقديم الاستقالة أكثر من مرة، سوى مؤشر واضح على عدم القدرة على مواصلة المشوار، بعد أقل من سنة من تحمله المسؤولية، وهو الآن يبحث عن مخرج، بعد أن وزع الكثير من الوعود الوردية، نالت ثقة الجمهور، ومنحه صلاحيات واسعة،  كما رأت اغلب أغلب الأوساط الرجاوية، ذاك المنقذ الذي بحث عنه الفريق منذ عدة سنوات…

فهل انتهى عهد البدراوي داخل الرجاء؟

سؤال يتقاطع في مضمونه مع السؤال الأول، أي هل اللجوء للرؤساء السابقين، اعتراف ضمني بالفشل؟…

فتجاوز أعضاء المكتب وهيئة المنخرطين، يعني أيضا أن البدراوي يبحث عن مخرج من طرف أشخاص، ليست لهم أي أية صفة قانونية، أكثر من تمتعهم بوضع اعتباري ومشروعية تاريخية، وهو ما يفتح عليه جبهات معارضة أخرى، كانت إلى حدود الأمس القريب، سندا ودعامة أساسية، في قيادته للنادي الأخضر…

ننتظر آخر التطورات، مع أن كل المؤشرات تؤكد أن عهد الشعبوية انتهى…

محمد الروحلي

Related posts

Top