بعد تتويج الأرجنتيني ليونيل ميسي، أول أمس الاثنين، بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عن الموسم 2022-2023، تتجدد علامات الاستفهام الكبيرة حول المعايير المعتمدة في منح هذه الجائزة الفردية الكبرى.
ولعل علامة الاستفهام الكبرى هذه المرة، تتعلق بالربط بين الجائزة والفوز بكأس العالم البطولة التي تستمر لفترة تقارب الشهر فقط مع خوض 7 مباريات فقط، وبالتالي يطرح السؤال: هل حقا ميسي الأفضل في الموسم المنقضي؟
وفاز ميسي (36 عاما) بالكرة الذهبية للمرة الثامنة في مسيرته الحافلة بالألقاب والإنجازات فرديا وجماعيا، بفضل إحرازه لقب كأس العالم 2022 بقطر، رغم أن النجم الأرجنتيني لم يكن حاسما كما كان في الدورات السابقة.
وخاض “البرغوث” مونديال عاديا مقارنته مع أدائه الأسطوري في السنوات السابقة سواء مع نادي برشلونة الإسباني أو منتخب بلاده، علما أنه سجل 7 أهداف بفارق هدف واحد عن زميله السابق الفرنسي كيليان مبابي.
ولأول مرة منذ مونديال 2006 بألمانيا عندما فاز المدافع الإيطالي فابيو كانافارو بالكرة الذهبية، يفوز لاعب متوج بكأس العالم بالجائزة التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية منذ 1956، علما أنها اندمجت مع الجائزة الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بين عامي 2010 و2015.
ففي نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، أحرز ميسي الجائزة رغم خروج الأرجنتين من دور ربع النهاية، وفي مونديال 2014 بالبرازيل، آلت الكرة الذهبية لغريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي فشل في تخطي دور المجموعات، لكنه تألق مع.
وفي مونديال 2018 بروسيا عندما توجت فرنسا باللقب، لم يحصل أي لاعب من كتيبة “الديوك” على الجائزة، بل عادت إلى الكرواتي لوكا مودريتش الذي اكتفى بالوصافة.
وبالعودة إلى ميسي الذي انتقل الصيف الماضي إلى نادي إنتر ميامي الأمريكي، فقد اكتفى بلقب الدوري الفرنسي مع نادي باريس سان جرمان مع تسجيل 16 هدفا، مع تراجع تأثيره المعهود في الملعب موازاة مع التألق الكبير لمبابي.
في المقابل، اكتفى المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند بالمركز الثاني رغم تقديمه أداء خرافيا رفقة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي توجه بثلاثية تاريخية (الدوري الممتاز وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا)، مع تسجيل 52 هدفا في 53 مباراة، ما منحه جائزة “غيرد مولر”.
وحل مبابي ثالثا، متبوعا بالبلجيكي كيفن دي بروين ثم الإسباني رودري، يليهم البرازيلي فينيسيوس والأرجنتيني خوريان ألفاريس والنيجيري فيكتور أوسيمهن والبرتغالي فرناندو سيلفا ومودريتش من المركز السادس إلى العاشر.
ويظهر الارتباك في اللائحة التي تضم 30 لاعبا، بوضوح من خلال تواجد لاعبين لم يفوزا بأي ألقاب متقدمين على أسماء توجت بألقاب سواء مع الأندية أو المنتخبات، هذا إذا كانت الألقاب والإنجازات المعيار الرئيسي في الاختيار.
ومن علامات التناقض البارزة في حفل “بالون دور”، أن الحارس المغربي ياسين بونو احتل مركزا متقدما بمركزين في الترتيب النهائي (المرتبة الـ13) على الأرجنتيني إمليانو مارتينيز الذي فاز بجائزة “ياشين” لأفضل حارس في العالم.
فبونو تألق بشكل لافت مع ناديه السابق إشبيلية الإسباني وأحرز رفقته لقب الدوري الأوروبي “يوروباليغ”، ولعب دورا محوريا في وصول المنتخب الوطني إلى نصف نهائي كأس العالم، خاصة في مواجهة إسبانيا برسم دور الثمن عندما تصدى لثلاث تسديدات في ضربات الترجيح.
في المقابل، لم يقدم مارتينيز أي شيء يذكر مع فريقه المتواضع أستون فيلا الإنجليزي، لكنه استفاد بشكل كبير من التتويج الجماعي لمنتخب بلاده بالمونديال، ليحصد الجائزة.
ولدى السيدات، كان فوز الإسبانية أيتانا بونماتي بالكرة الذهبية منطقيا بشكل عام، على اعتبار تتويجها بكأس العالم مع منتخب بلادها ودوري أبطال أوروبا مع نادي برشلونة.
وفي باقي الجوائز، حصد هالاند والإنجليزي جود بيلينغهام جائزتي “غيرد مولر” لأفضل هداف و”كوبا” لأفضل لاعب تحت 21 عاما، بينما عادت جائزتا أفضل ناد لمانشستر سيتي للرجال وبرشلونة للسيدات، في حين حصل فينيسيوس على جائزة “سقراط” للانخراط المجتمعي والخيري.
يذكر أن جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم تعتمد على تصويت صحافيي أفضل 100 بلدا في كرة القدم، ما يعني أن العاطفة والانتماء والقيمة التسويقية وأمورا أخرى، تلعب دورا كبيرا في منح الجائزة لهذا اللاعب دون آخر.
> صلاح الدين برباش