مربو الماشية يؤكدون أن الزيادة في أثمنة الأضاحي حتمية

كثيرا ما تثير الزيادات المرتقبة في أسعار الأضاحي تخوفات أرباب الأسر التواقين إلى إمضاء هذه الشعيرة الدينية بأقل التكاليف، فيما فتحت الوزارة الوصية على القطاع الباب أمام المستوردين لاستيراد كميات مهمة من الأغنام من الخارج بإمكانها إغناء العرض الوطني من مواشي العيد. الكثيرون يتخوفون من ارتفاع أسعار الماشية مقارنة بالسنة الماضية، خاصة في ظل الخصاص الذي يعرفه القطيع الوطني بسبب توالي سنوات الجفاف، وأيضا ارتفاع سعر لحوم الأغنام مؤخرا إلى مستويات قياسية بلغت 125 درهما للكيلوغرام الواحد بالجملة..

فبعد أن كان الأمر في زيادة أسعار الأضاحي مجرد تخمينات وتكهنات، صار مقربا بنسبة كبيرة للحقيقة، بعد أن بات المهنيون ومربو المواشي بمختلف أصنافها يجمعون على ذلك ويؤكدون أن الزيادة في الأثمنة حتمية بفعل ارتفاع تكاليف العلف، مشيرين إلى أن الزيادة يرتقب أن تصل إلى ألف درهم. وأوضحوا أن وفرة المنتج لا تعني عدم وجود الزيادة، لأن العملية الحسابية لدى الفلاحين باتت معقدة. ومن المنتظر أن يكون الطلب عليها مرتفعا كما العادة، فالمغاربة لا يفوتون هذه الشعيرة الدينية مهما كان الحال.

وأمام هذا الوضع اتجهت الحكومة إلى فتح باب استيراد المواشي مؤقتا للسنة الثانية على التوالي، بإطلاقها دعما يقدر ب 500 درهم عن كل رأس مستورد، مع الإعفاء من الرسوم الجمركية والضريبية..

وفي هذا الصدد أكد “مبارك عابدي”، مرب للماشية لجريدة بيان اليوم، أن الدعم الموفر غير كاف، فأكياس العلف المقدمة لنا لا تضاهي ما يجب علينا توفيره كل يوم للماشية التي نقوم بتربيتها، وبالتالي فالعملية الحسابية تظل معقدة، مما لا يجعل الكساب يبيع مواشيه بأثمنة تقل عن تكاليف العلف، موضحا “أن أسعار مختلف التجهيزات الفلاحية ارتفعت بشكل قياسي، مما صعب على الكسابة الرفع من اسثماراتهم”.

 وأشار مبارك عبدي إلى أن مربي الماشية يواجهون تداعيات تقلبات المناخ للسنة السادسة على التوالي، وهذا بكل تأكيد يؤثر سلبا على المخزون المائي الكافي لتربية المواشي ولنمو الكلأ بالضيعات والمراعي، مردفا أيضا أن أسعار مختلف التجهيزات  الفلاحية ارتفعت بشكل قياسي.

وتجنبا لأي تعميم، تواصلت جريدة بيان اليوم مع المجدوبي عبد الرحمن رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والمعز  الذي أوضح أن العرض متوفر حسب الطلب، وأن السنة الجارية لم تعرف جفافا كالسنوات السابقة، مما جعل المخزون المائي كاف لتربية المواشي بصحة جيدة.

وأشار المجدوبي عبد الرحمن أن الأثمنة لن تعرف ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الفارطة فكيلو اللحم يبلغ (70 إلى 75 درهم للكيلو). أما فيما يخص الماشية المستوردة حاولنا ضبط أثمنتها تماشيا مع السوق التنافسية، فلقد وفرنا أغناما كافية لتغطية العرض، فجميع الفئات الاجتماعية ستتمكن من اقتناء أضحيتها حسب مدخولها، فالعرض موجود من مختلف الأصناف والأحجام”.

هاجر العزوزي

Top