تصعيد العمليات في مصراته ومعارك ضارية على الحدود التونسية

القذافي يستهدف مقرات البعثات الديبلوماسية انتقاما لموت نجله وأحفاده
بعد أن أعلنت الحكومة الليبية مقتل النجل الأصغر للعقيد الليبي في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، شنت القوات الموالية للقذافي هجمات جديدة ضد الثوار بالإضافة إلى هجمات انتقامية ضد الأمم المتحدة والبعثات الديبلوماسية.
وذكرت حركة شباب ليبيا المعارضة أن ميناء مدينة مصراتة الغربية تعرض لقصف مكثف من قبل قوات القذافي.
ونشرت قوات الحكومة دبابات وقاذفات الصواريخ في مقر الكلية الجوية خارج المدينة مباشرة.
وشوهد الآلاف من القوات في مدينة الزنتان القريبة، التي تعرضت لقصف مكثف أيضا في وقت مبكر من أول أمس الأحد، وهم يرتدون ملابس مدنية ويستعدون لشن هجوم محتمل على مصراتة.
وشهدت مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، بعضا من أسوأ أعمال العنف في البلاد وتعاني من أزمة إنسانية متفاقمة.
وأكدت قوات القذافي في وقت سابق أنها استعادت السيطرة على ميناء مصراتة، وهددت بمهاجمة أي سفينة تقترب منه، بعد أن منحت الحكومة تصريحا لدخول الأمم المتحدة عبر الميناء لتسليم مساعدات إنسانية للسكان.
تدور معارك في مدينة مصراته بين كتائب العقيد معمر القذافي والثوار، الذين يحاولون انتزاع السيطرة على مطار المدينة.
وقد واصلت الكتائب قصف ميناء مصراتة بوابل من صواريخ غراد وقذائف الهاون. وأفادت الأنباء الواردة من مصراتة بأن 12 شخصا قتلوا في قصف مكثف من كتائب القذافي في المدينة، مما رفع عدد القتلى خلال يومين إلى 29.
وذكرت حركة شباب ليبيا أن الثوار تمكنوا من الاحتفاظ بسيطرتهم على مدينتي «وازن» و»الذهبية» بالقرب من الحدود التونسية بعد أن أطلقت قوات القذافي هجمات ضدهم وحاولت اقتحام الحدود.
وجاءت الهجمات الجديدة لقوات القذافي بعد أن أعلنت الحكومة الليبية أن غارة جوية لقوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» ليلة السبت الماضي على العاصمة طرابلس أسفرت عن مقتل سيف العرب النجل الأصغر للعقيد الليبي معمر القذافي وثلاثة من أحفاده.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أن الأمم المتحدة قررت سحب موظفيها من طرابلس أول أمس الأحد، بعد أن تعرضت مكاتبها لأضرار بسبب ما يبدو أنها هجمات انتقامية عقب الغارة الجوية للناتو.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج الأحد أن بريطانيا قررت طرد السفير الليبي لديها في أعقاب تقارير عن اعتداءات تعرضت لها مبان السفارة البريطانية في طرابلس.
وأضاف الوزير البريطاني أنه يدين الهجوم الذي تعرضت له مباني السفارة البريطانية في طرابلس وكذلك البعثات الدبلوماسية لدول أخري.
وذكر موقع «برنيق» المعارض أن أتباع القذافي أضرموا النار في السفارة الأمريكية بطرابلس.
في الوقت نفسه أعرب النظام الليبي عن أسفه لتعرض سفارات أوروبية في طرابلس لهجمات، وقال إن الشرطة لم تستطع التصدي لحشود أغضبها هجوم جوي شنه حلف شمال الأطلسي، قتل فيه أحد أبناء القذافي.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن ليبيا ستحصر الأضرار التي لحقت بالسفارات الأجنبية وتقوم بإصلاحها، مضيفا أن من بين السفارات التي هوجمت السفارتين البريطانية والإيطالية وإدارة الشؤون التجارية والقنصلية الأميركية.
من جهة أخرى، بث التلفزيون الليبي صورا لجثة سيف العرب القذافي.
وكان سيف العرب يدرس في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، حيث ظهرت له صور في الصحافة الشعبية تشير لحياة البذخ التي يعيشها. وكان تحقيق للشرطة أسقط تهم تهريب الأسلحة التي وجهت لسيف العرب لعدم كفاية الأدلة.
وعاد سيف العرب إلى ليبيا عقب اندلاع الاضطرابات في بلاده في وقت سابق من هذا العام، وقال مسؤولون في ولاية بافاريا في مارس الماضي إن تصريح إقامته قد انتهى سريانه.
وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي في مؤتمر صحفي بطرابلس أن القذافي وزوجته كانا بالمنزل الذي تعرض للقصف لكنهما لم يتعرضا لأذى.
وأكد حلف الناتو الأحد أنه قصف مبنى للقيادة والسيطرة وسبعة مخازن للذخيرة تابعة للحكومة الليبية، لكنه نفى أن يكون استهدف أسرة القذافي.

Top