مؤتمر نقابة الصحافة

عقدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية منذ أيام مؤتمرها الوطني السابع في طنجة، وأسفرت أشغاله عن تجديد الهياكل المسيرة وإصدار كثير توصيات تنظيمية ومطلبية، كما انتخب المؤتمرون الزميل عبد الله البقالي رئيسا جديدا للنقابة، في حين أسندت للرئيس السابق الزميل يونس مجاهد مهمة أمين المجلس الوطني الفيدرالي، وذلك في إطار هيكل تنظيمي جديد استحدث خلال هذا المؤتمر.
لن نسمح لأنفسنا هنا بالتعليق على اختيارات المؤتمرين وقراراتهم، فهم أحرار في ذلك، وإليهم وحدهم تعود صلاحية  التقرير فيها أو في غيرها وتحمل مسؤولية ذلك، وفي المقابل نسجل أن مستجدات تنظيمية أقرها المؤتمر السابع على صعيد البنيان الداخلي للنقابة من شأنها أن تؤسس لمرحلة تنظيمية وتدبيرية جديدة، نتمنى أن تقود إلى احترافية أكثر، وإلى تدبير منفتح وتفاعلي يستوعب كافة مستجدات الحقل المهني ومتغيرات الفاعلين فيه.
لقد تابعنا أخبار المؤتمر وسيره العام منذ الافتتاح، مساء الجمعة، إلى غاية الاختتام يوم الأحد، وتأسفنا لسلوك بعض المحسوبين على المؤتمر وطيشهم المتعمد في حق صحفيي مؤسستنا، لكن إصرار زملائنا وصمودهم المسؤول، بالإضافة إلى وعي الرئيسين السابق والحالي وعقلاء قيادة النقابة، حال دون أن تنتصر الرعونة وخفة العقل، وكانت تلك النتيجة منصفة لزملائنا وللمنطق، وذات قيمة كبيرة لمصلحة النقابة.
في نفس الوقت تمنينا لو جاء الشريط الخمسيني المعروض في الافتتاح أكثر إنصافا لواحد من كبار رواد مهنتنا، وأحد أبرز مؤسسي الصحافة التقدمية في بلادنا، الراحل علي يعتة، وكان يمكن للبناء الفيلمي أن يجتهد أكثر، وللتصورات والخلفيات أن تتحرك أكثر كي تبتعد عن الذوات ولا تبقى حبيسة تقليدانية توقع أحيانا في كثير أخطاء، وهي تجرح حتى إن كانت غير مقصودة.
وددنا فقط تسجيل العتابين الحبيين هنا للتاريخ ولذاكرتنا كلنا، واحتراما لضمائرنا، لكن مع ذلك نحن نحيي النقابة العتيدة على مؤتمرها، ونأمل لها مستقبلا ايجابيا يزيد من إشعاعها وحضورها، كما نتمنى استمرارها حاضنة لكل الصحفيات والصحفيين المغاربة ومحتضنة لانشغالاتهم ومطالبهم وقائدة لنضالاتهم وحريصة على هويتها التاريخية كنقابة موحدة وجماهيرية ومستقلة وديمقراطية ومنخرطة في النضال الوطني من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
لقد تعهد الرئيس الجديد للنقابة بالحرص على رؤية كل الألوان، أي صيانة الرؤية الواقعية المعهودة في النقابة، وبالنظر لما يمتلكه من تجربة تنظيمية داخل هياكل النقابة منذ سنوات، فضلا عن مساره السياسي والمهني، فبإمكانه المساهمة في قيادة النقابة نحو أفق نضالي وتدبيري وإشعاعي جديد يكون مستوعبا ومتفاعلا مع مستجدات المهنة وتغير مميزات جسم المهنيين، ومن ثمة، جعل النقابة فاعلا رئيسيا في تأهيل الإعلام الوطني وتطوير الممارسة المهنية واحترام الأخلاقيات وتمتين المقاولات الصحفية الجادة.
لقد أسست النقابة الوطنية للصحافة المغربية من لدن شخصيات مهنية وسياسية كبيرة، وعبرت كثير مسارات ومحطات في تاريخها الطويل، ولهذا هي اليوم ملكا للمهنة ولكافة أهلها، وجزءا من ذاكرة المهنة والبلاد، ومسؤوليتنا جميعا، ولو من خارج هياكلها،  الحرص على وجودها ووحدتها وإشعاعها واستقلاليتها، وعلى أن تكون بيت جميع مهنيات ومهنيي هذا القطاع.
متمنياتنا بالنجاح والتوفيق للرئيس الجديد وللفريق المنتخب في المؤتمر الوطني السابع بطنجة.
[email protected]

Top