دار لوان: فضاء للحلم والكتابة

دار لوان.. رياض الألوان.. فضاء تقليدي يعبق بالتاريخ والأساطير الغابرة. دار… تعج بالألوان والموسيقى وحروف الكتابة ولغات الإبداع الكونية. من تطأ قدماه دار لوان، إلا وتسافر به نحو أسفار طفولية عبر مركبة سحرية، ترميه نحو أزمنة سحيقة، ربما هي دروب وأزقة مدن مراكش وفاس وسلا  ومكناسة أو تطوان.
تلك هواجس مبدعي دار لوان، اللوعة والهجرة نحو الذاكرة الجماعية المفتقدة والمتوارية وإعادة بنائها من جديد وفق تصور حداثي. لا مجال للتقديس والانبهار الزائف، بل تطويع الموروث الثقافي بمختلف أشكاله  وألوانه ليصبح مادة إبداعية طيعة، تسائل الحاضر  وحركيته وترمق الأفق بعيون ذكية  ومبدعة. إنه ثالوث متحرك، مبني على تراث حي ومبدع مشاكس وملاحقة لحظة آنية وأفق مسيح ومنهك بإبداع مزيف (Création Jetable).
فـي سنة 2011. اجتمع ثلة مـن المهووسين والمجانين بلـوعة الـتراث والفـنون البصرية.  قرروا اللجوء والاحتماء بفضاء سحري وعجائبي..  يؤم طموحاتهم الإبداعية ويجمع شمل أفقهم الفكري والإنسانـي ويقيهم برد وحر رحلات الشتاء والصيف. دار لوان ليست جمعية كباقي الجمعيات، بل هي مؤسسة، أبوابها مشرعة لكل الهويات الثقافية الوطنية والكونية. هي دار للفنون والأحلام والسفر نحو الضفاف البعيدة. داخل دار لوان، الكل ينطلق من اللون والفسيفساء والخشب والأعمدة والجبص. تراث حي يتراقص من حواليك.. يدعونا لاستنطاق جوهره ومحاورة رموزه ودلالاته ويغرينا لاكتشاف رحلات إبداعية بعقل ناقد متحرك وإحساس جمالي بامتياز.
من يريد السفر نحو فضاء دار لوان واكتشاف أسراره وحكاياه والتقاء مبدعيه، فما عليه إلا أن يقطع نهج سيدي فاتح بالمدينة القديمة بالرباط ثم يعرج يمنة وسط رياض تليدة شاهدة على الإنسان وتاريخه.. لحظة أنت أمام باب تقليدي، تدلف لتجد نفسك أمام عوالم من الضحكات والألوان ممزوجة بروائح الشاي وتخليطاته…
وسط فناء دار لوان أو خارجه. عبر الأزقة الموثقة لصيحات الناس والأطفال وأولاد باب الله. ولد وكبر مشروع الكتابة المسرحية «شادي وأصدقائه» في جزئه الأول ونحن في مركز القصبة المتوسطي لفنون العرض، نستعد للجزء الثاني من الدراما التعليمية الخاصة بالمستوى الثالث والرابع من التعليم الأساسي. دائما بشراكة مع دار لوان كفضاء للحلم والسفر والموسيقى والكتابة.

*رئيسة مركز القصبة المتوسطي لفنون العرض

Top