اختتام الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم

النجمة الذهبية من نصيب الفيلم الروسي «قسم إعادة الإدماج»
اختتمت، مساء أول أمس السبت، الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم بتتويج الفائزين في المسابقة الرسمية، حيث ذهبت الجائزة الكبرى أو النجمة الذهبية إلى فيلم  “قسم إعادة الإدماج”  لإيفان إ.تفيردوفسكي،  وهو إنتاج مشترك روسي/ ألماني، ويحكي عن حياة شابة ذكية لكنها معاقة جسديا، تدعى “لينا”، تحرص على العودة إلى الدراسة بعد سنوات من الانقطاع، تلتحق بقسم مخصص لتلاميذ يعانون اضطرابات نفسية أو جسدية. في نهاية السنة، يمثُل كل تلميذ أمام لجنة لتقييم قدراته التعليمية والتقرير في مدى أحقيته في الالتحاق بقسم الفئة”العادية”، بالرغم من ذلك، لا يبذل المدرسون أي مجهود لمحاولة تحفيز طلبتهم أو مساعدتهم على تحسين أدائهم، بل يبلغ بهم الأمر حد قمع “لينا” عندما تبدي أية محاولة للحديث في مواضيع أكثر تعقيدا، ومع ذلك، تمكنت الفتاة في الأخير من الاندماج في الحياة المدرسية.
ويعتبر إيفان إ. تفيردوفسكي – الذي لم يحضر لتسلم جائزته- أحد المخرجين السينمائيين الجدد الذين تسلموا مشعل السينما الروسية ذات التاريخ العريق، فبعد اشتغاله بالفيلم الوثائقي، انتقل هذا المخرج إلى الفيلم الروائي لاقتباس رواية المحللة النفسانية للأطفال، إيكاترينا موراشوفا، وهو ما اعتبر عن حق شهادة عن روسيا المعاصرة.
وحصل الشريط الهندي “شغيل الحب” للمخرج الهندي سينغوبتا فيكرام أديتيا على جائزة أحسن إخراج، وذهبت جائزة أحسن دور نسائي للفرنسية كلوتيلد  هيسم عن دورها في شريط” آخر ضربة بالمطرقة”.
وتعتبر سويسرا الفائز الأكبر في هذه الدورة إذ حصلت على جائزة أحسن دور رجالي، وفاز بها الممثل الشاب بنجامان لوتزكي، وفازت أيضا بجائزة لجنة التحكيم  عن فيلم”حرب.”
من المؤكد أن الأفلام المتوجة تستحق ذلك عن جدارة، ولكن لا يجب أن ننسى المتعة التي عاشها جمهور المهرجان مع مجموعة من الأشرطة الأخرى داخل المسابقة الرسمية، وكانت من دول وثقافات متباعدة في المكان متقاطعة في الموقف من العالم، ومنسجمة على المستوى القيمي، مثل الفيلم المجري”سراب” للمخرج زابولكس هاجدو  أو الفيلم الكوري الجنوبي  “بحر الضباب” للمخرج شيم سونك- بو   أو الفيلم النيوزيلندي “كل شيء أحببناه” للمخرج ماكس كوري، هذا، للذكر لا الحصر، فقد قدمت المسابقة برسم الدورة المنقضية ليس سينما وإنما سينمات جديدة لجيل جديد.
لكل مهرجان طبعا فائز بمرتبته الأولى. لكن في مراكش يمكن القول أن الفائز الأول هو المغرب عبر مدينته الحمراء التي وطد مهرجانه حضوره كموعد سينمائي دولي، ودخل بعد 14 عاما، بتراكم نجاحاته، ونضجه، على مختلف المستويات، التنظيمية والفنية، نادي كبريات الظاهرات السينمائية العالمية، على غرار كان، برلين والبندقية. عاما بعد آخر، تزكي المدينة الحمراء، المزهوة بصيتها العالمي وجاذبيتها السياحية الموصولة، ارتباطها ببعد آخر، يتمثل في موعدها السينمائي السنوي، الذي يستقبل بالأحضان أكبر نجوم الفن السابع.
على أن طموحات المدينة الحمراء لا تقف عند هذا الحد. ففضلا عن الجانب الفني الصرف، والاحتفاء بنجوم الصف الأول وطنيا وإقليميا ودوليا، يفتح مهرجان مراكش أمام المدينة الساحرة مسالك غير مسبوقة لإنعاش نهضتها السينمائية والاقتصادية. لا يتعلق الأمر فقط بانتعاش موسمي مقترن بفترة الموعد السينمائي، بل أيضا برغبة تتولد لدى ضيوف المدينة في العودة اليها مرة ثانية، وثالثة ….، لتصوير إنتاجات سينمائية ضخمة.

Top