فكر عزيز بلال

صدر مؤخرا مؤلفجماعي، ضمن منشورات المجلة المغربية للتدقيق والتنمية والمركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والحكامة الشاملة التي يديرها الأستاذ محمد حركات، في عدد خاص، باللغتين العربية والفرنسية، تحت  عنوان “فكر عزيز بلال: الاقتصادي والإنساني”. وهو يتناول أشغال اليومين الدراسيين اللذين نظمتهما شعبتا الاقتصاد والتدبير، تحت إشراف رئيسهما الأستاذ أحمد اكرار والأستاذ مصطفى اكشيريد   بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة القاضي عياض بمراكش، في ذكرى مرور31 سنة على وفاة الأستاذ عزيزبلال.
يتوخى  هذا النشر  تحقيق مجموعة من الأهداف، لعل أهمها يكمن في عنصرين جوهريين: أولا الأهداف التربوية: تكمن أولا بتعريف الأجيال الجديدة من الشباب الذين لم يحالفهم الحظ التعرف على الأستاذ الفذ الدكتور عزيز بلال، قيدوم   الاقتصاديين ومؤسس الجامعة المغربية، سواء في الرباط أو الدار البيضاء، والذي ساهم في إرساء دعائمها وصياغة برامجها ونشر قيمها  النبيلة في التكوين والبحث والجدل العلمي لتكون أداة فعالة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية  الوطنية الشاملة.
ثانيا الأهداف  العلمية: تتمثل في الرغبة الأكيدة  لكل المشاركين لإبراز بعض ملامح فكر عزيز بلال ودوره في تشكيل مدرسة اقتصادية وعلمية قائمة بذاتها، حيث أن كتاباته وطروحاته العلمية، مازالت ذات راهنية كبرى، رغم  المتغيرات الكثيرة التي عرفتها المنظومة الاقتصادية والسياسية، فمؤلفه الصادر، عام 1980، حول “التنمية والعوامل غير الاقتصادية”، يعد أرضية علمية صلبة في تناول ما أصبحت تتداوله التقارير الدولية والكتابات، بشأن رأس المال غير الملموس أو الرمزي، بحيث إنه يعد أول الاقتصاديين الذين تطرقوا إلى هذا الموضوع عندما دعا إلى تجديد أدوات التحليل الاقتصادي والاجتماعي في مقاربة إشكالية التنمية والتخلف. لذلك فهو يعتبر رائد التفكير في رأس المال غير المادي. وفضلا عن ذلك ترك الأستاذ عزيز بلال وراءه عددا هائلا  من المؤلفات العلمية نذكر منها أساسا : “الاستثمار في المغرب 1912- 1964 “، المطابع المغربية 1976″ تكوين التخلف: الماضي، الحاضر والمستقبل” عمل مشترك مع صديقه الروسي يوري بوبوف، مطابع  التقدم موسكو، 1987″مستلزمات التنمية الوطنية”، النشرة الاقتصادية والاجتماعية. زيادة  عن مجموعة كبرى من المقالات نشرت في عدة مجلات وطنية ودولية.
وما كان لباحث مثل بلال أن يصل هذا السمو وهذه الشهرة الواسعة الصيت، في علومه  التي تعلمها وعلمها، دون  أن  يتبنى مشروعا مجتمعيا ويصطنع لنفسه منهجا عقليا لنقد المعرفة الاقتصادية، قوامها المنهج العلمي، الاستنتاج والاستقراء والمقارنة والتفتح على العلوم الإنسانية، من تاريخ وفلسفة وعلم الاجتماع.

Top