السياسة في الجهات…

تتواصل بمختلف جهات المملكة مؤتمرات الفروع الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية، وأيضا التجمعات العمومية واللقاءات التنظيمية الداخلية، وذلك ضمن الاستعدادات الجارية منذ أسابيع لعقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب المرتقب متم ماي.
لا تكشف هذه التظاهرات الحزبية الإشعاعية والمواعيد التنظيمية المحلية والإقليمية فقط عن دينامية حزبية تسير بشكل طبيعي يخلو من  أي توترات كبرى، وإنما هي تجسد أساسا حضورا سياسيا وتنظيميا وإشعاعيا للحزب في مناطق مختلفة من البلاد.
لقد عقدت لقاءات حزبية مثلا في مناطق الحوز، ميدلت، الرشيدية، القصر الكبير، زاكورة، سيدي افني، بالإضافة إلى باقي المناطق، القريبة أو البعيدة والنائية جغرافيا، واليها كلها سافر قياديون من الحزب ووزراء وبرلمانيون، وضمنهم الأمين العام للحزب، وهذا يكرس تقليدا حزبيا عريقا دأب عليه التقدم والاشتراكية دائما ومذ كان، كما أنه لا يتردد، بمناسبة مؤتمراته الوطنية، في إشراك مختلف الفئات الاجتماعية بكل جهات الوطن في تدارس مشاريع وثائقه ومناقشتها وتقييمها، وأيضا اغنائها بالتجارب المحلية والمعطيات الملموسة على ارض الواقع، وهنا بالذات يكمن سر قوة مقاربة الحزب ومنهجيته وواقعية تحليلاته ومقترحاته السياسية والمجتمعية.
إن هذه التظاهرات الحزبية المحلية والإقليمية، وبالرغم من الزاميتها التنظيمية ضمن مسلسل إعداد المؤتمر الوطني، تبرز كذلك معطيات ذات أهمية كبيرة لا بد من أخذها بعين الاعتبار من لدن الطبقة السياسية، ذلك أن المناقشات في مثل هذه المحطات تركز على الأوضاع الحقيقية للفئات الفقيرة من شعبنا، والناس تفهم السياسة على أنها برامج وممارسات وتدبير للأوضاع العامة وتهدف للإصلاح وللنهوض بهذه الأوضاع بالذات، أي أن السياسة هنا تمارس بشكل مختلف، وبلا أنانيات أو مزايدات أو كلام معلق في السماء.
انه درس المغرب العميق…
درس مئات الأشخاص يحضرون تجمعات وأنشطة حزب تقدمي بإرادة حرة منهم، ومن دون إغراء أو تجييش، وإنما للإنصات، وأيضا لنقل همومهم ومعاناتهم مع واقعهم المعيشي اليومي، ومن ثم التفاعل مع الأحزاب الجدية التي تحرص على التواصل مع المواطنات والمواطنين في أماكن تواجدهم بلا تمييز.
وهذا الفعل النضالي والتواصلي والتنظيمي لا تستطيعه سوى الأحزاب الجدية ذات التاريخ والأصل والمصداقية، وذلك ما يطور دينامية عامة يصنعها شعبنا وعلى الكل دعمها لأنها هي صمام الأمان الحقيقي لاستقرار المجتمعي العام.
قد توجد اختلافات بين الرفيق(ة) والرفيق(ة)حول هذا المقتضى التنظيمي أو السياسي أو ذاك، وقد يتباين التقدير داخل التنظيم الحزبي حول هذا التاكتيك أو ذاك، وحول هذا الموقف أو سواه، ولكن الجميع يجد نفسه ملزما بالإنصات لصوت شعبنا في الأرياف والمناطق الجبلية وتحت الخيام ووسط المداشر وبين ثنايا الفقر والحاجة، أي أن الكل مسؤول عن إيجاد الأجوبة والسبل لخدمة  الناس.
البرنامج الغني لتجمعات حزب التقدم والاشتراكية ومؤتمراته الإقليمية والمحلية يتيح للمناضلات والمناضلين فرصة الإنصات للمواطنات والمواطنين، ويمكن من تفعيل لحظات للحوار السياسي الواقعي المرتبط بحياة الناس ومعيشهم اليومي وتطلعاتهم لحياة أحسن.
[email protected]

Top