السينما الروسية تحصل على نجمة مراكش الذهبية

في ختام الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم
اختتمت مساء أول أمس السبت الدورة الرابعة عشر لمهرجان مراكش الدولي للفيلم خلال حفل أقيم بقصر المؤتمرات بمراكش وبالضبط في قاعة الوزراء التي سافر خلالها الحضور على مدى عمر الدورة في الزمان وفي التجارب الانسانية والثقافية المتنوعة، التي عكستها أفلام المتبارية.
في الحفل الختامي جاءت لجنة التحكيم بكامل عناصرها لتمنح الفائزين نجوم مراكش وهكذا ذهبت الجائزة الكبرى او النجمة الذهبية الى فيلم  قسم إعادة الإدماج (CORRECTIONS CLAS)  لإيفان إ. تفيردوفسكي  وهو انتاج مشترك روسي/ ألماني بينما حصل الشريط الهندي شغيل الحب (LABOUR OF LOVE) للمخرج الهندي سينغوبتا فيكرام أديتيا على جائزة أحسن اخراج وذهبت جائزة أحسن دور نسائي للفرنسية كلوتيلد  هيسم عن دورها في شريط (Le Dernier Coup de marteau)   آخر ضربة بالمطرقة.
وتعتبر سويسرا الفائز الأكبر في هذه الدورة اذ حصلت على جائزة أحسن دور رجالي وفاز بها الممثل الشاب بنجامان لوتزكي وفازت أيضا على جائزة لجنة التحكيم  عن فيلم (CHRIEG)   حرب.
وبالنظر الى هذه النتائج فإنها لا تعكس الجودة والتميز فقط، لأنها سمة مشتركة بين جل الافلام المشاركة ولكن لأن لجنة التحكيم لها كامل الصلاحية في تقرير النتائج على اعتبار انها قد ترى ما لا يشاهده المتفرج العادي، صحيح ان الافلام المتوجة تستحق عن جدارة ولكن لا يجب أن ننسى المتعة التي عاشها جمهور المهرجان مع مجموعة من الاشرطة الأخرى داخل المسابقة الرسمية وكانت من دول وثقافات متباعدة في المكان متقاطعة في الموقف من العالم، ومنسجمة على المستوى القيمي مثل الفيلم المجري”سراب” للمخرج زابولكس هاجدو  أو الفيلم الكوري الجنوبي  (Haemoo)   “بحر الضباب” للمخرج شيم سونك- بو   أو الفيلم النيوزيلندي”    كل شيء أحببناه” (EVERYTHING WE LOVED) للمخرج ماكس كوري، هذا، للذكر لا الحصر، فقد قدمت المسابقة برسم الدورة المنقضية ليس سينما وإنما سينمات جديدة لجيل جديد ولعل هذا قد كان هو عنوان الدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم.

النجمة الذهبية ” الجائزة الكبرى “

(CORRECTIONS CLAS)   “قسم إعادة الإدماج” للمخرج الروسي إيفان إ. تفيردوفسكي
تشخيص: نيكيتا كوكوشكين، فيليب أفدييف، ماشا بويزاييفا
ويحكي عن حياة شابة ذكية لكنها معاقة جسديا، تدعى لينا، تحرص على العودة إلى الدراسة بعد سنوات من الانقطاع، تلتحق بقسم مخصص لتلاميذ يعانون اضطرابات نفسية أو جسدية، في نهاية السنة، يمثُل كل تلميذ أمام لجنة لتقييم قدراته التعليمية و التقرير في مدى أحقيته في الالتحاق بقسم الفئة”العادية”، بالرغم من ذلك، لا يبذل المدرسون أي مجهود لمحاولة تحفيز طلبتهم أو مساعدتهم على تحسين أدائهم، بل يبلغ بهم الأمر حد قمع لينا عندما تبدي أية محاولة للحديث في مواضيع أكثر تعقيدا، ومع ذلك، تمكنت الفتاة في الأخير من الاندماج في الحياة المدرسية.
ويعتبر إيفان إ. تفيردوفسكي – الذي لم يحضر لتسلم جائزته- أحد المخرجين السينمائيين الجدد الذين تسلموا مشعل السينما الروسية ذات التاريخ العريق، فبعد اشتغاله بالفيلم الوثائقي، انتقل هذا المخرج إلى الفيلم الروائي لاقتباس رواية المحللة النفسانية للأطفال، إيكاترينا موراشوفا، وهو ما اعتبر عن حق شهادة عن روسيا المعاصرة.

أحسن إخراج

(LABOUR OF LOVE) أو شِغيل الحب للمخرج الهندي فيكرام سينغوبتا أديتيا
تشخيص: ريتويك شاكرابورتي، باسابدوتا شاترجي
وعكس هذا الشريط الوجه الجديد للسينما الهندية، من خلال صورة مضطربة للهند المعاصرة تتجلى في الحياة اليومية، قاربها الشريط بالتركيز على يوميات حياة عادية لرجل و امرأة مكرهان على العيش داخل دوامة من الرتابة القاتلة، حياة لا تعرف سوى العمل والأشغال المنزلية، وفترات طويلة من الانتظار في صمت يطبق على أركان منزل فارغ، عزلة مشتركة كجزء من حلم بإمكانهما التنبؤ به خِلسة كل صباح.

أحسن دور رجالي وجائزة لجنة التحكيم

(CHRIEG)  “حرب” للمخرج السويسري سيمون جاكمي
تشخيص: بنجامان لوتزكي، الفائز بأحسن دور رجالي، إيلا رومبف، ساشا كيسلر، جون لوبي، ليفيا س.راينهارد، إيرنيست كريستوف سيكريت.
في محاولة للتخلص من قمع والدهما، يهرب ماتيو، البالغ من العمر خمسة عشر عاما، رفقة شقيقه الأصغر يحمله على ذراعيه سالكا طريق الغابة، وانتقاما منه لفعلته هذه، يتم إرساله إلى مزرعة بعيدة وسط الجبال، لمدة أربعة أشهر من العمل الشاق، بمجرد وصوله، يتم الزج به من قبل ثلاثة مراهقين عدوانيين يقيمون بنفس المزرعة في قفص للكلاب، وكان من المفترض أن يسيطر المزارع على الصبية الثلاثة قبل أن يفقد كل سلطة عليهم، إذ يفرض أونطون، وهو صبي عدواني، سلطته على المكان، هناك ايضا ديون، وهو طفل من أصل صربي، وألين، فتاة بقصة شعر قصيرة جدا كان ماتيو بمثابة كلبهم، لكنه عندما بدأ يقف في وجههم، بات يحظى بتقديرهم له، في إحدى الليالي، انضم ماتيو إلى المجموعة في إحدى جولاتها بالمدينة، في ليلة مضطربة ملؤها العنف و الدمار…إنها حربهم، وكخلاصة يمكن التأكيد على أن حرب فيلم قوي عن المراهقة في زمن الحرب.

أحسن دور نسائي

كلوتيلد  هيسم عن دورها في فيلم (Le Dernier Coup de marteau) آخر ضربة بالمطرقة   للمخرج الفرنسي أليكس دولابرط
تشخيص رومان بول، كلوتيلد  هيسم، كريكوري كادبوا، كانديلا بينيا، فريدة رهواج، فريد بندالي، تريستان أولوا، ميريا فيلابويك، فيكتور سانشيز.
عندما دخل فيكتور مسرح الأوبرا بمونبليي للمرة الأولى، لم يكن يعرف شيئا عن الموسيقى، بل لم يكن يعرف حتى والده صامويل روفينسكي، الذي أتى ليقود الفرقة الموسيقية التي ستعزف السمفونية السادسة لماهلر، ولكي يغير مستقبل حياته الذي أصبح فجأة غامضا، من أجل والدته ناديا وحبيبته لونا، يقرر فيكتور الخروج من منطقة الظل، والذهاب إلى أبعد مدى.
هذا، وضمت لجنة التحكيم فضلا عن إيزابيل هوبير، المخرج المغربي مومن السميحي، آلان  ريكمان (بريطانيا)، وبرتراند بونيلو (إيطاليا)، وكريستيان مونغيو (رومانيا)،  وسوزان بير (الدنمارك)، وميلاني لوران (فرنسا)، وريتش بارتا (الهند)، وماريو  مارتوني (إيطاليا).
وعرفت المسابقة الرسمية مشاركة 15 فيلما تمثل دولا مختلفة وتجارب ومدارس  سينمائية متنوعة، ويتعلق الأمر بأفلام من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية  والهند ومصر وفرنسا وروسيا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية وصربيا وأذربيجان، وإنتاج  مشترك فرنسي ألماني إيراني، وآخر هنغاري سلوفيني.
أما السينما المغربية فقد حضرت بقوة في فقرة نبضة قلب من خلال أفلام مثل فيلم “نص السما” لعبد القادر لقطع  “كاريان بوليود” للمخرج ياسين فنان، و”رهان مثير” للمخرج محمد الكغاط، أما حضورها داخل المسابقة من خلال فيلم “جوق العميين” للمخرج محمد  مفتكر فإنه حضور على سبيل الاستئناس، كما تقول القاعدة القانونية، إذ يتعين على السينما المغربية أن تقطع أشواطا طويلة لكي تكون لها القدرة على المنافسة في تظاهرات دولية كبرى مثل مهرجان مراكش.

Top