الماء عصب الحياة.. ترشيد الاستهلاك المنزلي مسؤولية جماعية

لماذا علينا ترشيد استهلاك الماء؟ يعد الماء عصب حياة الكائنات الحية الموجودة في مختلف الأنظمة البيئية على وجه الكرة الأرضية، وجزء من مصادرها الطبيعية، إذ تستخدم المياه في نشاطات بشرية متعددة؛ كالشرب، والري، والطبخ، والتنظيف، والترفيه في المسابح والحدائق وغيرها، بالإضافة إلى استخدامها في النشاطات الزراعية والصناعية المتعددة، وهو ما يعرض الأفراد إلى مواجهة تحديات عديدة سببها تزايد هذه النشاطات والضغط على مصادر المياه الموجودة كونها مصادر غير مستدامة، والذي أدى إلى استنزاف مصادر المياه السطحية والجوفية، وتدهور الأنظمة المائية، وما يسببه ذلك من مخاطر في مستقبل النمو الاقتصادي، لذلك كان لا بد من اتباع طرق لترشيد استهلاك المياه لما لها من فوائد داخل المنزل أو خارجه.

تعد مشكلة تسرب المياه داخل المنازل أحد أهم أسباب هدر المياه، لذلك يتوجب على الفرد إصلاحها بأسرع وقت، ويتم ذلك بتفقد صنابير المياه والصمامات وإصلاح التالف منها، ومن أهم المؤشرات على وجود تسريبات في المنزل هو ارتفاع فاتورة المياه في فصل الشتاء، إذا كان لا يتم استخدام المياه في نشاطات خارج المنزل كالري.

طرق ترشيد استهلاك الماء داخل المنزل

* في المطبخ: تتعدد النشاطات المنزلية المسؤولة عن استهلاك المياه بشكل كبير في المطبخ، ويستطيع الفرد توفير كميةٍ أكبر من المياه من خلال خطوات بسيطة أبرزها: استعمال المياه لفترات قصيرة بشكل متكرر بدلا من جريانها لفترات- تركيب مصفاة للصنبور- تجنب استعمال المياه الجارية في إزالة تجميد الأطعمة- تنظيف الصحون بشكل جاف ونقعها للتقليل من وقت استعمال المياه أثناء تنظيفها- عدم استعمال غسالة الصحون إلا في حال امتلائها- إعادة استعمال المياه النظيفة المستخدمة في سلق بعض الأطعمة مثل البيض أو الخضار للري- إعادة تدوير مخلفات الخضار والفواكه على شكل سمادٍ بدلا من التخلص منها، والتي تزيد فترة احتباس المياه داخل التربة.

* في دورات المياه: يتركز استهلاك المياه في الحمامات في التسريبات المتوقع حدوثها واستخدامات النظافة الشخصية، ويمكن توفير كمية أكبر من المياه فيها من خلال أنشطة عديدة منها: اسبتدال المراحيض القديمة بأخرى ذات تدفق ماء منخفض والتي تتميز بجودتها وتوفيرها للمياه- تجنب استعمال الماء الجاري لتنظيف الأسنان والحلاقة- التقليل من وقت الاستحمام- استخدام مرشَات الاستحمام الموفرة.

*أثناء التنظيف: يعد استعمال أجهزة التنظيف سببا أساسيا في استهلاك المياه كالغسالة، وهو الأمر الذي يوجب على الأفراد عدم تشغيلِها إلا في حال امتلائها فقط، والحرص على استبدالها بأجهزة موفرة للمياه، حيث تتميز بجودتها وتنظيفها الممتاز واستعمالها كمية أقل من المنظفات.

ترشيد استهلاك المياه خارج المنزل

 يستلزم استخدام المياه خارج المنزل الانتباه إلى عدة أمور تؤثر على كمية المياه المستهلكة في النشاطات الخارجية المختلفة، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه النشاطات وطرق ترشيد استهلاك الماء خلالها:

  • أثناء استهلاك الماء عند ري المزروعات: ينصح أصحاب الحدائق المنزلية بسقاية النباتات في الصباح الباكر، وتجنب الري في أوقات الظهيرة والعصر نظرا لارتفاع منسوب المياه المتبخرة في هذه الأوقات.- تجنب الري وقت الغروب كونه يحفز نمو الفطريات النباتية التي تستهلك من مياه الري، وبذلك يتوفر ما يقارب 95 لترا من المياه- ضرورة الانتباه إلى أنظمة الري الأتوماتيكية وعدم تشغيلها في الأيام الماطرة أو العاصفة بهدف توفير المزيد من المياه.
  • في نظام الري بالمرشات: تستخدم أنظمة الري بالمرشات في المنازل بكثرة، ويمكن ترشيد استهلاك الماء عند استعمال هذا النظام من الري من خلال الطرق التالية: تفقد المرشات للتأكد من خلوها من التسريبات- توجيه صنبور المرشات بشكل مباشر على المساحة المراد ريِها لتجنب تطاير المياه لمساحات الأرصفة والشارع. توزيع أوقات الري بشكل دوري- التقليل من وقت الري في كل مرة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى امتصاص التربة للمياه بشكل كامل بدلا من بقائها على سطح التربة وتبخرها.
  • في المسابح: تساهم المسابح في خسارة كمية كبيرة من المياه كونها أكبر مساحة سطحية للماء في المنازل، لذلك ينصح بترشيد استهلاك الماء في المسابح من خلال ما يلي: استعمال غطاء لحماية المياه فيها من التبخر أو التلوث- ضرورة التأكد من صيانتها وخلوها من التسريبات، فقد يؤدي تسريب بسيطٌ إلى خسارة آلاف اللترات سنويا.
  • عند غسل المركبات والمرافق: تستهلك عملية غسل السيارات والمآرب كميات كبيرة من الماء بشكل دوري، لذلك ينصح بترشيد استهلاك الماء عند غسلها من خلال اتباع ما يلي: تجنب استعمال خرطوم المياه واستبداله بمرش أو دلو مياه للغسيل- اعتماد محطات غسيل السيارات اليدوية- تنظيف الساحات الأمامية ومصفَات المركبات بالمكانس اليدوية بدلا من الماء سيوفر الكثير من المياه.
  • إدارة أنظمة الري: يمكن توفير كمية كبيرة من المياه من خلال الإدارة الصحيحة لأنظمة الري، لذلك يُنصَح باتباع ما يلي: استخدام أنظمة الري الذكية التي تنطفئ في الأيام الماطرة- استعمال المياه الناتجة من النشاطات المنزلية والتي توفر الكثير من المياه- التأكد من التهوية الجيدة للتربة من خلال حفر ثقوب فيها؛ لمساعدتها على امتصاص المياه بدلا من تبخرها- يمكن استعمال أنظمة الري بالتنقيط لما لها من دور كبير في توفير المياه- إنشاء بئر لتجميع مياه الأمطار واستعمالها في الري.
  • زراعة النباتات المناسبة: تؤثر نوعية النباتات المزروعة على كمية المياه المستهلكة لأنها تختلف في كمية مياه الري التي تحتاجها، ويمكن اتباع ما يلي عند زراعة النباتات المناسبة لترشيد استهلاك الماء: زراعة النباتات المحلية نظرا لقدرتها على التأقلم مع البيئة- زراعة النباتات العصارية مثل بعض أنوع الصبار، بالإضافة إلى اللافندر وإكليل الجبل وغيرها- زراعة بعض النباتات المقاومة للجفاف تعد فكرة جيدة- استخدام السماد الطبيعي لتغذية التربة وتحسين جودتها- إحاطة النباتات والأشجار بمهاد من الأوراق الجافة للحفاظ على سلامتها والتقليل من تبخر مياه الري
  • جز الأعشاب: تعد طريقة جز الأعشاب أو المروج بشكل صحيح عاملا مساهما في حماية مياه الري من التبخر، ويمكن تطبيقها من خلال ما يلي: قص الأعشاب وجعلها بطول ستة إلى سبعة سنتمترات بهدف تظليل التربة وتقوية جذور الأعشاب لمساعدتها على مقاومة الجفاف. أما بالنسبة للعشب المقصوص فيمكن تركه على التربة لتظليلها والمحافظة على رطوبتها. وينصح في فصل الشتاء بترك الأعشاب تصل إلى طور السكون النباتي، حيث تحتاج إلى كمية أقل من المياه في هذا الطور خاصة في الأيام الماطرة.
Top