المنتخب الوطني

قاد التعادل الذي حققه المنتخب الوطني مساء أول أمس ضد جنوب إفريقيا إلى إقصائنا من جديد، وعجزنا للمرة الرابعة على التوالي عن ضمان مقعد في ربع نهائي الكان.
ومن البدهي أن تنكب الجامعة والقائمون على إدارة وتدبير شؤون الفريق الوطني في المقبل من الأيام على إنجاز تقييم موضوعي للواقع وللمستقبل، واستخراج الدروس الأساسية من التجربة، وبالتالي وضع معالم خطة عمل المرحلة القادمة، ولكن من الضروري أيضا استحضار مؤشرات أساسية كشفت عنها بالخصوص المباراة الأخيرة ضد منتخب جنوب إفريقيا.
لقد قدم لاعبو النخبة الوطنية عرضا جيدا وكانوا الأحق بالتأهل، وتفوقوا على الفريق المنافس بشهادة الكثيرين، لكن التأهل كان قد ضاع منذ المباراة الأولى ضد أنغولا، وأيضا في المباراة الثانية ضد الرأس الأخضر، ولو تحقق الأداء نفسه في المبارتين المذكورتين لما دخلنا منغلقات الحسابات خلال المباراة الثالثة.
المنتخب الوطني اليوم يتشكل من لاعبين شباب لا يزيد معدل السن وسطهم عن 24 سنة، وقد برزت ضمنهم العديد من المواهب والطاقات الواعدة فعلا، سواء من ضمن المحترفين أو من الذين يمارسون في البطولة الوطنية، وهذا المؤشر الأخير يبقى بدوره مهما للغاية، حيث أنه يعني إعادة الحلم والأمل للاعبين المحليين بالوصول إلى حمل القميص الوطني متى توفرت لديهم الأحقية والجاهزية.
ومن جهة ثانية، فإن المنتخب مقبل في القريب العاجل على خوض مباريات إقصائية حاسمة للتأهل لكأس العالم المقررة في البرازيل، فضلا عن المنافسات الإقصائية الأخرى المتعلقة بكأس إفريقيا للأمم المقررة في المغرب عام 2015، والتحديان معا يفرضان الانكباب من الآن على إعداد فريق قوي تنافسي ومنسجم، يكون بإمكانه التأهل للمونديال، وأيضا الحضور ولم لا الفوز بالكان القادمة.
ولكسب الرهان، نحتاج لفريق قوي، تقنيا وبدنيا، ويتشكل من لاعبين لديهم المهارات العالية والنضج التقني والنفسي اللازمين، كما نحتاج إلى لاعبين يمتلكون الانسجام فيما بينهم، ويتوحدون حول الدفاع عن صورة البلاد وعن علمها الوطني، وكل هذا يفرض تغييرا حقيقيا في عقلية التعاطي مع شؤون الفريق الوطني، وبالتالي التأسيس اليوم لمنظومة تدبير مغايرة.
الأمر يعني اليوم ترك المدرب الوطني رشيد الطاوسي يواصل عمله بحرية، وتشجيع العناصر التي قدمها لنا، خصوصا في اللقاء ضد جنوب إفريقيا، وتوفير كل الإمكانات التقنية والمالية واللوجيستية لإنجاح إعداد ناجع وعالي المستوى بلا تشويش أو تصفية حسابات.
وهنا نذكر أن الطاوسي لم يمض على تعيينه أكثر من ثلاثة أشهر، قضى ثلثها في جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى المباريات الودية الإعدادية، ما يعني أن عمله الميداني الفعلي  لم يتجاوز الشهر بعد، ورغم ذلك نجح في فرض نظام تعامل داخل الفريق، وأبان عن شخصيته القوية داخل المنظومة العامة للمنتخب، ولذلك يستحق أن نهنئه اليوم، وأن نتركه يواصل عمله وإستراتيجيته للمديين القريب والمتوسط من أجل إعداد فريق وطني منافس وقوي وناضج.
[email protected]

Top