الناس ما عادت تحشم

نقل عن الرئيس التونسي استهجانه للإشاعات التي جرى ترويجها أثناء إقامة جلالة الملك في تونس، والتي تحدثت عن خلافات مزعومة بين البلدين وقائديهما،

وجدد تأكيده على أن علاقة حميمية وإنسانية خاصة تربطه بالمملكة.
الرئيس التونسي الذي كان يتحدث عبر البرنامج التلفزيوني التونسي» لمن يجرؤ فقط»، لفت إلى أن هناك جهات خارجية، لم يحددها بالإسم، «تسعى لنفث نار الفتنة في علاقات تونس مع الدول الصديقة، حيث أنه في كل مرة تكون هناك محاولات لإفساد المشهد التونسي من طرف جهات خارجية»، ثم أضاف مخاطبا تلك الجهات التي يتهمها بتسميم العلاقات الخارجية لتونس»الناس ماعادت تحشم، رفقا بكم وبسمعتكم إن لم ترغبوا في الرفق ببلدكم»، قبل أن يجدد إشادته بالعلاقات الإنسانية المتميزة التي يسعى دائما للحفاظ عليها بين تونس والمغرب منذ سنوات خلت.
إن زيارة العمل الرسمية التي قام بها جلالة الملك إلى الشقيقة تونس، وأيضا إقامته الخاصة بها لأيام أخرى، جسدتا نجاحا كبيرا برأي المراقبين في البلدين وخارجهما، ثم من خلال المشاعر والتقييمات التي عبر عنها التونسيون، حتى أن الرئيس المرزوقي حكى من خلال البرنامج التلفزيوني المذكور، إنه قال لجلالة الملك عقب جولاته في شوارع وأسواق تونس: «جلالة الملك أعطيتنا أجمل هدية، وأظهرتَ أن تونس بلدا هادئا ومضيافا».
لم تكن إشارات الزيارة الملكية متكلفة أو مجرد صناعة بروتوكولية تقتضيها المناسبة، وإنما هي كانت تجسيدا حقيقيا وطبيعيا لرؤية ملكية واضحة تقوم على أهمية تمتين العلاقات الثنائية بين البلدان المغاربية، والتطلع إلى تفعيل الاتحاد المغاربي، وتعزيز هذا التكتل الإقليمي.
وهذه الصدقية هي بالذات الإشارة القوية التي التقطها الشعب التونسي واحتفى بها في مختلف مجالس الحديث وعبر مختلف مواقع الانترنيت، ذلك أن التعاون والتواصل يتمان أولا بين الناس، كما أن هذا هو ما أزعج  الجهات التي ألمح إليها الرئيس التونسي في التصريحات المنقولة عنه، والتي لم تتردد في الترويج لإشاعات مرضية تافهة.
النظام العسكري الجزائري وأجهزته الإعلامية المحلية، وحتى نرفع غموض التلميح، لم يعودا يكتفيان  بالإجراءات  المعرقلة لتطور العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية، بل صارا منذ مدة يلاحقان أي خطوة ضوء في علاقات باقي البلدان المغاربية فيما بينها، ويسعيان إلى إطفائها وإجهاض ديناميتها.
هذه العدوانية البليدة لن تثني المملكة عن مواصلة سيرها من أجل إنجاح البناء والتعاون بينها وبين البلدان المغاربية، ولن تجعلها تتردد في تعزيز ديناميتها الإصلاحية داخل البلاد، وذلك بما ييسر إنجاح التعاون الإقليمي المتوجه لخدمة الشعوب وتلبية انتظاراتها الديمقراطية والتنموية.
أما الآخرون الجامدون والواهمون، فلن نجد أبلغ من عبارة وردت على لسان الرئيس التونسي للرد على مناوراتهم، وهي:
الناس ماعادت تحشم…
[email protected]

 

Top