جنايات باريس تدين ستة جزائريين أجبروا قاصرين مغاربة على إدمان المخدرات و السرقة

أدانت محكمة الجنايات بباريس ستة جزائريين بعقوبات تتراوح بين السجن سنة واحدة وست سنوات، لإجبارهم مجموعة من الأطفال المغاربة القاصرين على إدمان المخدرات ودفعهم لارتكاب السرقة، كما حكمت على هؤلاء المتهمين بدفع تعويضات بالتضامن في ما بينهم بقيمة 20 ألف “يورو” لكل واحد من القاصرين الضحايا.
وأفادت مصادر إعلامية، أن المحكمة وجهت اتهامات “بالغة الخطورة” للمتورطين في هذه القضية نظرا للضرر الذي لحق بالسلامة الجسدية والنفسية للأطفال الضحايا، مشيرة إلى أن الأحكام تضمنت أيضا منعا دائما من دخول الأراضي الفرنسية لخمسة متهمين، بل إن بعضهم طلب منهم مغادرة الأراضي الفرنسية قبل المحاكمة.
وتمت إدانة هؤلاء المتورطين الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و39 عاما، بتهمة تزويدهم بين عامي 2021 و2022 عددا من المراهقين غير المصحوبين من الجنسيتين المغربية والجزائرية بالمخدرات وإبقائهم مرتهنين لها، إذ كانوا يدفعونهم إلى ارتكاب عمليات سرقة من السياح في مقابل تزويدهم مؤثرات عقلية.
ووفق نفس المصدر، فإن رئيسة المحكمة اعتبرت أن الاتجار بالبشر تمثل في استغلال “نقاط الضعف الجسدية والنفسية والاجتماعية والعاطفية” للقصر غير المصحوبين الذين وضعوا ثقتهم في هؤلاء البالغين الناطقين بالعربية “القريبين من مجتمعهم”.
وأشارت إلى أن “طريقة العمل” كانت قائمة على “استعباد القاصرين”، وتحويلهم إلى “أدوات”.
وتابع نفس المصدر، أن الفتية المعنيين لم يحضروا جلسة المحاكمة، خشية حصول ردات فعل انتقامية، على ما أوضحت المسؤولة المنتدبة عنهم، مشيرا إلى رئيسة المحكمة عرضت صورا لهؤلاء الأطفال الضحايا التقطت أثناء عمليات التوقيف المتعددة لهم بتهمة السرقة. وتظهر وجوههم منهكة، وبعضها يحمل علامات ضرب.
وبحسب نفس المصدر، فإن طفلا مغربيا يبلغ عشر سنوات، قال للشرطة “قالوا لي تناول هذا، فهو سيفيدك” في إشارة إلى المخدرات.
وقال طفل مغربي آخر، وفق ذات المصدر، “لقد أعطونا الأدوية والكحول وطلبوا منا أن نسرق، وإلا فسوف يضربوننا”، في إشارة إلى “حماته” الجزائريين الذين قيل إنهم كانوا يعطونهم السجائر والمخدرات مقابل الغنائم التي كانوا يحصلون عليها من عمليات السلب من السياح قرب برج إيفل.

< سعيد ايت اومزيد

Top