علامات الزمن المغربي الراهن لمحمد أديب السلاوي

قاموس معرفي للجوانب الثقافية والفلسفية والسياسية والاجتماعية لهذا الزمن
صدر حديثا للكاتب محمد أديب السلاوي الطبعة الأولى من كتاب جديد بعنوان “علامات الزمن المغربي الراهن” هو بمثابة “قاموس معرفي تحضر فيه الجوانب الثقافية والفلسفية والسياسية والاجتماعية جنبا إلى جنب”، و”يغوص في تحليل القيم الفكرية الإنسانية غوصا يحيط بها من كل جوانبها الظاهرة والباطنة”.
ويتضمن الكتاب، الذي يقع في 222 صفحة من الحجم المتوسط “عن منشورات مطابع الرباط نت”، تقديما للكاتب والباحث الجيلالي الكدية، أستاذ اللغة والآداب الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وتصديرا للكاتب والقاص محمد السعيدي، عضو الأمانة العامة لمؤسسة محمد أديب السلاوي للفكر المسرحي، وفاتحة للمؤلف، فضلا عن خمسة محاور.
وتتوزع محاور الكتاب الخمسة حول عناوين: (علامات من عمق هويتنا) و(تمظهرات من عمق تطلعاتنا) و(علامات من صلب الزمن الراهن) و(كلمات لنا لا لغيرنا) و(آفاق تحاصرنا في البداية والامتداد).
ويتطرق الكاتب في المحور الأول إلى مواضيع الحضارة والثقافة والتاريخ والحداثة، وفي المحور الثاني إلى مواضيع المدرسة والتنمية والمواطنة والحرية والديموقراطية والتنوير والاستقلال، وفي المحور الثالث إلى الزمن والإعدام والإرهاب والتطرف، وفي المحور الرابع إلى السياسة والحزب السياسي والمشاركة السياسية والسلطة والأمن والإصلاح، وفي المحور الأخير إلى الأزمة والرشوة والفساد والانتهازية والإشاعة والعنصرية.
ويعتبر محمد أديب السلاوي، في فاتحة الكتاب، أن “الزمن المغربي الراهن يتوزع على محاور حول مفاهيم طبيعته، لا تتصل فقط بالتاريخ، ولكنها أساسا تقوم على مفاهيم” تشكل مجموع “القضايا التي طبعت نظريا وعمليا الزمن المغربي الراهن والتي أعطت هذا الزمن تميزه عن الأزمنة السابقة، وطبعت بالفاعلية التاريخية، منذ انطلاقته مطلع القرن الماضي .. وحتى الآن” (ص 16).
فمن خلال منهج فلسفي استقرائي، يشرح الكاتب في المحور الأول الحضارة والثقافة والتاريخ والحداثة باعتبارها علامات من صلب الهوية المغربية، مذكرا بأصولها وجذورها، وبالمنارات الفكرية العربية التي أشعت على الغرب فأنارت سبيله (ابن خلدون وابن النفيس والخوارزمي والرازي وابن سينا…)، فيما يحلل في المحور الثاني المدرسة والتنمية والمواطنة والحرية والديموقراطية والتنوير والاستقلال، مذكرا بالاشتقاقات اللغوية ومحللا الإحصائيات ومقارنا بين الحالات وطارحا مجموعة من الاقتراحات التي يراها قمينة بتعميق الحلول والمساعدة في الخروج من الأزمة. 
أما المحور الثالث، فقد خصصه المؤلف لتحليل علمي وفلسفي للزمن مع ربطه أساسا ب “التغيير الذي يجب أن يشمل مفاهيمنا للتربية والتعليم والثقافة والسياسة … ولكل القيم التي تحركنا من الداخل” (ص 113)، وكذا للإعدام وخلص إلى ضرورة “عدم تعلم خشية الموت بل تعلم احترام الحياة “، وأيضا للإرهاب وللتطرف على مستويات التأصيل اللغوي والفكري والأدبي والسياسي وغيرها. 
وتطرق الكاتب في المحور الرابع إلى السياسة والحزب السياسي والمشاركة السياسية والسلطة والأمن والإصلاح باعتبارها أفعالا شمولية ترفض التجزئ، وفي المحور الأخير إلى الأزمة والرشوة والفساد والانتهازية والإشاعة والعنصرية باعتبارها آفات تنخر الجسم المغربي طارحا حلولا موضوعية لمجابهتها.  
في تقديم الكتاب، يقول الدكتور الجيلالي الكدية “يعتبر هذا العمل بوتقة من الأفكار من جميع الأجناس والحقب التاريخية والتخصصات العلمية والفنية، حيث يلتقي فيه الغرب بالشرق والماضي بالحاضر والمستقبل حول مائدة مستديرة واحدة وفي لحظة واحدة، يستنطقهم الباحث الأكاديمي والصحفي المتمرس “، و”يعد بحق ملتقى الفكر العالمي وجسر الحضارات والثقافات الكونية يقدم للقارئ زبدة دارس متفحص متمكن من أدواته غيور على وطنه ونصير لحقوق وكرامة الإنسان بشكل عام” (ص 9).
وفي تصدير الكتاب، يقول الأستاذ محمد السعيدي “إنها باختصار شديد أنطولوجية سياسية تجمع ما تفرق وتلم ما تشتت، وتؤلف ما تناثر وتقرب ما تباعد، وهي تنضاف إلى منجزات الكاتب الباحث الفكرية والإعلامية والأدبية والإبداعية انضيافا يساهم في إثراء الثقافة العربية والمغربية إثراء ساطعا لا تغيب شموسه” (ص 13)، مشيرا إلى أن محمد أديب السلاوي “يربط الأسباب بالنتائج، مصححا المفاهيم المرتبكة بمناهج علمية، واضعا خطاطات لبناء مفاهيم حضارية وثقافية تنويرية لمجتمع الألفية الثالثة” (ص 12).
ويختتم الكتاب بلائحة لإصدارات الكاتب في المجالات الأدبية والفنية والسياسية، والتي قارب عددها، ما بين سنتي 1965 و2014، الأربعين إصدارا.

Top