مغرب التضامن 

منذ الأيام الأولى تبين النجاح الكبير  الذي عرفته كل أشكال التضامن والدعم المالي، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد.
فقد أعلنت مجموعة من الشخصيات الوطنية، ورؤوس الأموال والمؤسسات التجارية الكبرى، والشركات العمومية والخاصة وأعضاء الحكومة والبرلمان، الكل أعلن عن  تقديم مساهمات وتبرعات مالية مهمة لفائدة صندوق مكافحة آثار هذه الجائحة التي تهز المغرب على غرار باقي دول العالم بأسره.
والأكيد أن من شأن هذا الانخراط الجماعي التلقائي، المساهمة في التخفيف  من الآثار الاجتماعية، كإغلاق المدارس والمطاعم والمقاهي والشركات إلى إشعار آخر، علما أن هناك موظفين ومستخدمين وعمالا ينتمون لمجموعة من الشركات والمؤسسات، والمعامل الصغرى والمحلات المنتشرة بالأحياء والمدن الكبيرة منها والصغيرة، ملزمون شهريا بأداء مصاريف وتكاليف العيش، وغيرها من الالتزامات اليومية التي لا تتطلب التأجيل.
هذا التضامن أبرز حقيقة المعدن الأصيل للشعب المغربي والذي عبرت مختلف فئاته وشرائحه عن انخراط جماعي عن طواعية في هذه الحملة الوطنية التي يقودها بكثير من الحكمة والتبصر جلالة الملك محمد السادس، وإشرافه المباشر على كل الإجراءات الطبية والتوعوية، وتوفير كل الوسائل والمستلزمات الضرورية لمواجهة فيروس كورونا.
والملاحظ هو تواجد مجموعة من الرياضيين المغاربة ضمن قائمة المساهمين، وبعض الجامعات الرياضية، إلا أن المثير هو تخلف بعض الأسماء الرياضية المعروفة على الصعيدين الوطني والدولي، واللذين يتوفرون على إمكانيات مالية مهمة، ومشاريع تجارية تذر عليهم عائدات مادية كبيرة، إلا أنهم لحد الآن لم يظهر لهم أثر على الساحة، كما لم يكلفوا أنفسهم حتى المساهمة في حملات التوعية التي تحث المواطنين على إتباع الإجراءات والسلوكيات التي تعلن عنها المصالح المختصة، وبصفة خاصة البقاء بالمنازل، وعدم الخروج بدون سبب قاهر.
هؤلاء الرياضيون المغاربة المعروفون الذين يشكلون حاليا الاستثناء، شكلوا من قبل حالات شاذة أيضا، فيما يخص عدم المساهمة في حملات التضامن والانخراط في القضايا الإنسانية، على غرار نجوم الرياضة العالمية، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن.
ننتظر انخراط هؤلاء الرياضيين المعروفين بالاسم واللذين يبرزون للأسف باختفائهم وعدم مساهمتهم في حملة التضامن الوطنية التي يقدم من خلالها الشعب المغربي، درسا بليغا في الانخراط الجماعي والتلقائي.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top