وفد فلسطيني يطلع على التجربة المغربية في مجال اللامركزية والتدبير الحضري

اطلع وفد فلسطيني، أول أمس الثلاثاء، بمقر مجلس جماعة الرباط، على التجربة المغربية في مجال اللامركزية والتدبير الحضري، إضافة إلى مقومات الحكامة الترابية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الوفد الفلسطيني مع رئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، بحضور عدد من رؤساء المقاطعات التابعة للمجلس، والذي شكل، أيضا، مناسبة للتعريف بالتجربة المغربية في مجال تدبير الجماعات الترابية، وحسن تنزيل اختصاصاتها الذاتية.
ومن جهة أخرى، بحث الوفد الفلسطيني، الذي ضم، على الخصوص، وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية الجديدة، الدكتور أشرف الأعور، والأستاذ معتصم تي م، أمين سر اللجنة العليا للقدس لدى الرئاسة الفلسطينية، والأستاذ عبد الله صيام، نائب محافظ القدس، والمحامي كمال عبيدات، رئيس الغرفة التجارية والصناعية للقدس، إلى جانب الشيخ الدكتور إسماعيل نواهضة، خطيب المسجد الأقصى المبارك، والمطران منيب يونان، الرئيس السابق للاتحاد العالمي اللوثري، سبل إبرام اتفاقيات شراكة وتوأمة مستقبلية بين مدن فلسطينية ومغربية.
وتم التطرق، في هذا الاتجاه، إلى إعادة تفعيل مقتضيات اتفاقية التوأمة التي تجمع مدينتي الرباط والقدس الشريف، والتي صادق عليها المجلس البلدي لمدينة الرباط، في شهر يوليوز من سنة 2012.
ونوه وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، أشرف الأعور، في مستهل اللقاء، بالمساعدات الطبية التي أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتوجيهها إلى السكان الفلسطينيين في غزة، مشيرا إلى دور وكالة بيت مال القدس الشريف في دعم عدد من القطاعات بمدينة القدس الشريف.
وأضاف الأعور أن إعادة تفعيل التوأمة بين مدينة القدس الشريف والرباط من شأنه أن يعود بالنفع على المدينتين، وكذا تأكيد مكانة فلسطين في قلوب المغاربة.
من جهته، قال نائب محافظ القدس، عبد الله صيام، إن زيارة الوفد الفلسطيني تمثل مناسبة لتعزيز التعاون بين محافظة القدس ومجلس جماعة الرباط في مجال التدبير الحضري، مستعرضا مونوغرافيا هذه المحافظة التي تقع على مساحة 360 كلم مربع، وتعتبر المدينة الثانية من حيث عدد السكان بـ 550 ألف مواطن.
من جانبها، أكدت رئيسة مجلس جماعة الرباط، فتيحة المودني، أن زيارة الوفد الفلسطيني للمغرب، تعكس عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين، وتؤكد الدعم الراسخ للمملكة وموقفها الثابت تجاه فلسطين، مشيدة بتنوع مكونات هذا الوفد، والتي تمثل، على الخصوص، عوالم العلم والمعرفة والاقتصاد.
وأوضحت أن الزيارة تشكل، أيضا، مناسبة لاستشراف آفاق التعاون في المجالات المتصلة بالشأن الترابي والحكامة المحلية، والتدبير الحضري واللامركزية.
حضر اللقاء، على الخصوص، سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، والمدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي.
وفي اليوم ذاته، أجرى وزير الصحة والحماية ألاجتماعية خالد آيت الطالب، بالرباط، مباحثات مع وفد فلسطيني تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، لا سيما في مجال التداريب والرعاية الصحية الأولية والصحة المدرسية، وتقوية قدرات مهنيي الصحة الفلسطينيين.
كما تناولت هذه المباحثات، التي تميزت بحضور المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، وأعضاء الوفد الفلسطيني الذي يقوده وزير شؤون القدس، أشرف الأعور، آخر التطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بالوضع الصحي بكل من القدس وقطاع غزة.
وفي كلمة بالمناسبة، عبر آيت الطالب عن استعداد المغرب للتعاون مع الجانب الفلسطيني، من خلال تنظيم حملات إنسانية ودورات تدريبية لفائدة مهنيي الصحة الفلسطينيين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذا تعزيز التعاون الصحي عبر تبادل التجارب والخبرات بين البلدين في المجالات الصحية والعلاجية والدوائية.
كما أكد انفتاح المغرب على كل المبادرات التي تقوم بها وزارة شؤون القدس من أجل خدمة الساكنة المقدسية في المجال الصحي، واستعداد المملكة لتعزيز التعاون المشترك وتنسيق الجهود للنهوض بالقطاع الصحي بفلسطين.
وفي سياق ذي صلة، ثمن الوزير جهود وكالة بيت مال القدس، لا سيما على مستوى الإشراف على تنظيم وإنجاح الزيارات المتتالية للوفود الفلسطينية للمغرب، مشيرا، في هذا السياق، إلى الزيارة الأولى التي قام بها وفد شبكة مستشفيات القدس الشرقية للمغرب خلال الفترة ما بين 8 إلى 12 أكتوبر 2019، وكذا الزيارة الثانية التي قام بها وفد عن المؤسسات الاستشفائية الفلسطينية الرئيسية بالقدس ما بين 20 و27 فبراير 2023.
من جانبه، شدد الأعور على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، من خلال تبادل المعلومات والبحوث والدراسات المتعلقة بالإستراتيجيات والأنشطة الحالية والمستقبلية، وكذا تقاسم التجارب الناجحة والرائدة لدعم قدرات مهنيي الصحة من خلال التكوين الأساسي والمستمر.
كما أشاد المسؤول الفلسطيني بالجهود التي يقوم بها المغرب، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، من أجل تأمين الدعم الإنساني المتواصل لدولة فلسطين بغية التخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، منوها، في هذا الصدد، بالمساعدات الإنسانية الطبية التي وجهها جلالة الملك إلى ساكنة غزة.

Top