في إطار أنشطته الدورية، نظم فرع سلا للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي بتعاون مع الثانوية الإعدادية الخوارزمي بسلا، لقاء ثقافيا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تمحور حول “المرأة الامازيغية وسؤال التنمية” وعرف حضورا مكثفا لمجموعة من الفعاليات الجمعوية والإعلامية والنسائية وحشد من تلاميذ مؤسسة الخوارزمي.
واستهل اللقاء، بأناشيد امازيغية، أدتها فرقة براعم سلا للجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي. ثم تناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ محمد اكزارن كاتب فرع سلا، حيث أبرز أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وحرص الجمعية على تكريم المرأة الأمازيغية والإشادة بدورها المحوري على امتداد التاريخ في الحفاظ على الهوية وصيانة الذاكرة الأمازيغية ونقل الثقافة للأجيال عبر الحكايات والنسيج والعادات وغيرها.
تناولت الكلمة بعد ذلك الأستاذة حسناء احمد لعزيز، حيث ركزت في مداخلتها على موضوع “المرأة الأمازيغية وسؤال القيم”، واستعرضت جملة من القيم التي ميزت الأسرة الأمازيغية عبر التاريخ، مثل التسامح والشجاعة وحب الأرض والعيش وفق ضوابط الأسرة الممتدة التي تفرض التعاون والتآزر والتآخي والتالف والتضحية والتضامن. وقد حرصت الأستاذة على ابراز كون المرأة الأمازيغية هي الحاملة لهذه القيم والناقلة لها. ويتضح ذلك جليا من خلال نماذج لنساء أمازيغيات. ركزت الأستاذة على واحدة منهن هي: “حجو موحى” التي عرفت وسط قبائل “ايت عطا” بالشجاعة والنبل وحب الأرض والتسامح. ولم يفت الأستاذة حسناء في نهاية مداخلتها دق ناقوس الخطر أمام زحف العولمة ورياحها الكاسحة التي تهدد القيم النبيلة التي ميزت مجتمعنا عبر التاريخ.
أما المداخلة الثانية التي انصبت حول موضوع “المرأة والإبداع”، فقد سلط الأستاذ الحسين حطوطو الضوء على دور المرأة الأمازيغية المبدعة في الحفاظ على التراث وصيانته بمختلف الأشكال سواء كانت شعرا أو حكاية أو نسجا أو تشكيلا. وقد حرص الأستاذ حطوطو على إعطاء نماذج لإبداع المرأة الأمازيغية في الزريبة والخزف وخصائصها الفنية وتناسق ألوانها.
وكانت المداخلة الأخيرة تحمل عنوان “المرأة بين الحفاظ على التراث الأمازيغي والمساهمة في التنمية” قدمها الأستاذ ايت باحسين، الحسين الباحث بمركز الدراسات الانتروبولوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقد تركزت هذه المداخلة على أبراز قيمة المرأة في الثقافة الامازيغية من خلال المعجم، بحيث بين أن الأسماء المختلفة للمرأة في اللغة الأمازيغية يحيل إلى مختلف الوظائف والأدوار والوضعيات التي كانت المرأة الأمازيغية عبر التاريخ. ولعل ذلك، خير دليل على المكانة المميزة للمرأة في المجتمع الامازيغي. ثم انتقل الأستاذ إلى إبراز عبقرية المرأة الأمازيغية في مختلف المجالات مركزا على النسيج والخزف والحلي وإشكال الزينة والعمارة وغيرها. ليخلص إلى أن المرأة الأمازيغية باعتبارها حارسة للقيم تشكل العمود الفقري لأي تنمية مستدامة مأمولة.
بعد ذلك فتح باب المناقشة بحيث تداول الحاضرون في موضوعات اللغة والهوية ودور المرأة في التنمية.