بأي مسير نعبر به عالم الاحتراف؟

تسعون دقيقة فقط ويسدل الستار على منافسات الدوري الوطني لكرة القدم في القسم الأول بمجموعة الصفوة لكنها أصعب الدقائق في عمر البطولة بالنسبة لستة فرق تنافس بقوة لتحقيق المبتغى!! في الصدارة صراع محموم بين الرجاء الذي حكم قبضته من جديد على الرتبة الأولى بالفوز على أولمبيك أسفي ومستفيدا من تعادل غريمه الوداد في الجديدة أمام الدفاع الحسني والفاصل بين الطرفين في الرتبتين الأولى والثانية نقطة واحدة؟؟

وفي الأسفل استسلم فريق جمعية سلا إلى جادبية النزول وبقي فريدا في الرتبة الأخيرة بأضعف رصيد ويبدو أن رئيسه “شكري” ومن معه في المكتب المسير انتقلوا الى العمل من أجل ضمان الاستمرار في مواقعهم واتضح ذلك في المباراة الأخيرة حيث غاب الجمهور وطلعت  لافتات تحمل في مضامينها تزكية  وتشبتا بالمسيرين؟؟؟

يحدث هذا في وقت نزل فيه الفريق موقعا على حضور ضعيف ومردود هزيل يفرض التقييم وتحسين أساليب العمل، وفي نفس المدار حيث المنحدر تركن الفرق المعذبة والمهددة بالنزول من بينها الفتح الرباطي الذي يحتاج نقطة واحدة من مبارتين وفرق أولمبيك آسفي – شباب المسيرة – الاتحاد الزموري بالخميسات وعليها الانتصار والانتظار؟؟؟ وفريق واحد من هذه المجموعة سوف يرافق جمعية سلا إلى القسم الثاني!!!

في المقدمة لازال اللقب معلقا ومفاتيحه في الرباط حيث سيتواجه فريقا الدار البيضاء الوداد والرجاء فريقي العاصمة الجيش الملكي والفتح في آخر دورة… وفوز الرجاء على الفريق العسكري يمكنه من الحسم في اللقب، أما في حال انهزامه وفوز الوداد أمام الفتح فيتحول التتويج إلى جاره “الوداد”… وفي احتمال آخر يمكن أن تنهزم الرجاء وتتعادل الوداد ويتساوى الفريقان في النقط (52 نقطة لكل منهما) ويعود الإمتياز لفريق الرجاء…

كل هذه احتمالات وحسابات معقدة دخلها الفريقان في مرحلة صعبة محملة بالإثارة والتشويق وسط دوامة الشك والخوف، الأمل، الرغبة في مساحة زمنية فيها الدقائق والثواني جمرات ولو لم تضيع الفرق الثلاثة ما أهدرت من نقط (الدفاع الحسني الجديدي – الرجاء – الوداد) في المسار لوفرت على جماهيرها ما تواجه اليوم من شدائد…

الصراع مندلع في المقدمة وفي الأسفل وأريد للدوري الوطني في قسمه الأول أن لايحسم في النزول والتتويج باللقب إلا في آخر الأنفاس، لكن هل كان الدوري قويا وماذا عن مستوى وقيمة منتوجه التربوي والرياضي؟؟+++ فبعيدا عن حدة التنافس من أجل نقط التباري، يبقى المردود عاديا والفرق المتنافسة في الصدارة عجزت عن الحفاظ على الاستقرار وظهرت بإيقاع يتغير من مباراة لأخرى… تحت إشراف تسيير متصدع وتدريب يؤطره مدربون في مواجهة جحيم الضغط الجماهيري!!!
وفريق جمعية سلا هل يستحق النزول وهو الذي لم ينهزم أمام أقوى الفرق الرجاء والوداد وكسب في مواجهتهما ستة نقط في أربع مباريات نقطتان أمام الرجاء وأربعة على حساب الوداد؟؟ وفي الصدارة حيث المعركة من أجل اللقب قد يتم الحسم في الأمر بمجموع 55 نقطة فقط من ثلاثين مباراة!!!+++ وهداف الدوري الوطني عمر حاسي وقع 12 هدفا وضمن المتألقين أيضا ياسين الصالحي (10 أهداف) رغم مشاركته في مباريات معدودة.

لا أحد ينكر التغيير الذي طرأ على نظام الدوري في مجموعة الصفوة بالقسمين الأول والثاني وعودة الجمهور، – الإقبال المتزايد والحماس… في موسم يجسد قنطرة عبور في إتجاه الاحتراف وتؤكده مرة أخرى الإيجابيات المسجلة قدرة كرتنا الوطنية على الانعتاق من التخلف والتراجع إذا توفر لها التسيير الجيد،.. الهادف والنزيه وهي عوامل رهينة ومقرونة بتوفر مسيرين لهم القدرة على نهج تسيير يساير ما تعيشه الكرة في العالم من تقدم، والأوراش المفتوحة في المجتمع الرياضي تعول على الرجال والمال.

Top