السينما الكندية تستعرض قوتها التعبيرية فنيا وتقنيا في المسابقة الرسمية

>  مبعوث بيان اليوم إلى مراكش: سعيد الحبشي

سينما الفرجة والخطاب

في السينما تبقى الفرجة أهم من الخطاب، الفرجة بكل تقنياتها وبهاراتها الفنية هي من يقود الخطاب ويرسل الإشارات، وحسب السينمائيين فإن فنية الحكي تفوق أهمية الموضوع أو الفكرة في العمل السينمائي، وخلال  الماستر كلاس الأول الذي عقده المهرجان، قال مارتين سكورسيزي:  “إن من يمتلك أسرار الحكي بإمكانه أن يكون مخرجا سينمائيا جيدا”، فنفس الحكاية تكون رديئة أو جيدة ومدهشة حسب أسلوب الراوي وقدرته الابداعية، وبغض النظر عن أن أبسط الأفكار تصنع أجمل الأفلام، فإن اختراق الطابوهات بذكاء والحديث عنها دون إثارة يعد بدوره ميزة المخرج المتمكن وهذا ما أكده المخرج الكندي الشاب “ستيفن دان”، والذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، بفيلم تحت عنوان ‘خزانة الوحش’ ، يشارك فيه الممثلون: كانوت غيسوب في دور أوسكار مادلي وآورون أبرامس وجان كيلي وأليوشا شنايدر وصوفيا بنزحاف.
فقد اختار المخرج لفيلمه الاول موضوعا شائكا ومحرما وهو المثلية الجنسية، لكنه عالج الموضوع بذكاء، فكان التناول على جرأته عميقا ولم يكن مبتذلا، وبغض النظر عن الفكرة  فان فيلم “خزانة الوحش قد توفرت فيه كل مقومات العمل الناجح السينمائي تقنيا وفنيا، وعلى مستوى الموضوع، حيث طرح موضوع مغامرا في موضوع لا يزال يعتبر من المحرمات، في أغلب المجتمعات.
وقد صرح المخرج الشاب، أن “خزانة الوحش” هو أول فيلم طويل يخرجه، وعبر عن سروره بعرض فيلمه الأول في مهرجان مراكش، وبتجاوب الجمهور المغربي مع الفيلم، وكذلك بلقاء ممثلين ومخرجين من مناطق مختلفة في هذا المهرجان.
يبدو أن السينما الكندية اختارت أن تعرف بنفسها وتعلن عن حضور قوي في هذه الدورة، وتعطي صورة مهمة على المستوى الفني والتقني وعلى مستوى الموضوعات”، ما سيؤهلها ربما للحصول على اعتراف المتتبعين وعلى إحدى نجمات المسابقة الرسمية.

تكريم مصطفى الدرقاوي

  كرمت مؤسسة مهرجان مراكش السينمائي الدولي، في احتفالية كبيرة مساء  الثلاثاء، مدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي، عن مجمل أعماله الفنية المتميزة التي قدمها.
 ويبدو اختيار كمال الدرقاوي ليكون ضمن الأسماء المكرمة في الدورة مستحقا بالنظر  إلى التجربة المتميزة والغنية لهذا الفنان الذي أثرى بعدسته الساحرة المشهد  السينمائي المغربي وكرس القيمة المهنية والفنية للتقنيين المغاربة.
 ويحضر اسم كمال الدرقاوي في جينيريك مجموعة كبيرة من أبرز  الأفلام المغربية، ابتداء من التسعينيات، قبل أن يصنع لاسمه مكانا في الحقل  السينمائي الكندي، من خلال مساهمته في عدد من الأعمال الدولية المتميزة.
 وفاز كمال الدرقاوي بالعديد من الجوائز منها : جائزة أفضل تصوير في المهرجان الدولي للفيلم بالدار البيضاء “المغرب” الذي نظم عام 1998 عن فيلم ” نساء ونساء” ، وجائزة أفضل تصوير في المهرجان المستقل للشاشة العربية بلندن عن فيلم “العرض الأخير” للمخرج نور الدين لخماري ، وفي عام 2000 حصل على جائزة أفضل صورة من مهرجان إفريقيا الجنوبية عن فيلم “نساء ونساء” ، وجائزة أفضل مساعدة تقنية في المهرجان الدولي للرباط بالمغرب عن فيلم ضفائر ، وجائزة أفضل صورة في المهرجان السينمائي الدولي بمونتريال عن فيلم “عطش “لسعد الشرايبي.
 وقدم المخرج سعد الشرايبي المحتفى به كفنان حساس وصارم بدت مواهبه مبكرا، وجاءت  الجوائز الكثيرة التي حصل عليها لتعكس تمكن وحرفية الدرقاوي من فن الصورة  السينمائية.
 وقال الشرايبي إن المغرب كان يستورد مدراء التصوير من الخارج، واليوم ها هو  فنان مغربي يساهم في صناعة صورة الأفلام الاجنبية.
 واعتبر أن كمال الدرقاوي حامل إرث عائلي غني يجسده والده المخرج المغربي مصطفى  الدرقاوي وعمه مدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي.
 من جهته، عبر مدير التصوير المحتفى به عن تأثره بهذه الالتفاتة قائلا “إن ما  أقوم به ليس مهنة، إنها شغف مثير لكنه مكلف يتطلب الكثير من الجهد والالتزام”.
 يذكر أن كمال الدرقاوي، الذي ولد في مدينة “لودز” ببولندا، درس السينما في  المدرسة الوطنية العليا في عام 1988، والتحق بالمعهد الوطني للسينما بروسيا، وتخصص  في دراسة الصورة وإدارة التصوير. ويدين كمال بفضل كبير في نضج موهبته لأستاذه  فاديم يوسوف، مدير التصوير الشهير الذي اشتغل طويلا مع المخرج العالمي أندري  تاركوفسكي.

Related posts

Top