حديث الأطباء

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

الحلقة الثالثة

الدكتور عبد اللطيف البحراوي.. المرأة الحامل وصوم رمضان

عند إقبال شهر رمضان المبارك، كثيرا ما يطرح السؤال في الأوساط المسلمة حول فريضة هذا الركن الإسلامي وواجباته ومبطلاته ورخصة الإفطار بالنسبة لأشخاص معينين.
ويعتبر موضوع الصوم خلال فترة الحمل من أكثر المواضيع جدلا، علما أن الشريعة الإسلامية تبيح للمرأة الحامل والمرأة المرضعة الإفطار في رمضان. هناك توافق شبه إجماعي من طرف الأطباء والمختصين، يحثون على المرأة الحامل أن لا تصوم في بداية فترة الحمل، في الحالات التالية:
< الحوامل اللواتي يعانين من التقيؤ المتكرر خلال النهار، ويفقدن كثيرا من السوائل الضرورية لحملها ولجسمها، تجنبا لمنع حدوث الجفاف ببدنهن.
< الحوامل اللواتي يعانين من أمراض مزمنة مصاحبة للحمل ، كمرض السكري غير المتوازن، وهبوط ضغط الدم الطبيعي في الحمل، وأمراض القلب والكلى والكبد ونزيف من رحم المرأة خارج العادة الشهرية، وتلك اللواتي يتناولن أدوية في مواعيد معينة طيلة اليوم، كما لا يجوز للمرأة الحامل الصيام في الحرارة المفرطة، التي تستوجب شرب الماء بكيفية متواصلة في اليوم.
وفي المقابل يسمح للمرأة الحامل بالصوم في الثلاثة الأشهر الأولى والأشهر الوسطى أي الرابع والخامس والسادس إذا كانت بصحة جيدة ولا تعاني من أية مشاكل صحية أو مشاكل الوحم القوي، لأن هذه الشهور تعتبر من الشهور المستقرة في فترة الحمل، لكن شرط تجنب الإفراط في تناول الكثير من السكريات والعجائن والدهنيات، والمبالغة في الأكل في وجبة الفطور، كما يستحسن تناول الخضروات والفواكه، وشرب الماء الكافي بعد الفطور ووجبة الصحور، وعدم السهر، والحفاظ على الساعات الطبيعية للنوم، ومراقبة حركات الجنين برحمها بعد ما شعرت بحركاته قبل بدأ الصوم.
رغم هذه المنحة للحامل بالصوم، فإذا شعرت بوهن أو تعب أو آلام في الرأس أو وجع في البطن، فيجب عليها مباشرة التوقف عن الصوم، وأن تستعجل في استشارة طبيبها تجنبا لمضاعفات قد تؤثر على صيرورة حملها، وعلى حياة جنينها، كالولادة قبل الأوان أو تأخر في نموه، أو وفاته لا قدر الله في قلب رحمها.

< إعداد: عبد الصمد ادنيدن

الوسوم ,

Related posts

Top