مؤتمر الناشرين الأول في الرياض: مستقبل النشر سيكون إلكترونيا

 أكد ناشرون مؤثرون في صناعة النشر محليا  ودوليا، في ختام فعاليات مؤتمر الناشرين الأول في الرياض مؤخرا، أن مستقبل النشر سيكون إلكترونيا.
وسجل متخصصون، في ندوة أقيمت ضمن ندوات مؤتمر الناشرين الأول الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أن الصناعة جاهزة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، إلا أن هنالك تحديات لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها إذ سيظل العنصر البشري أساسيا في هذه الصناعة مستقبلا .
وقالت بيانكا ماتسيك، مديرة إحدى دور النشر الأوروبية، إن “ما لمسناه خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة في أوروبا زيادة ملحوظة في استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر، وهو ما أدى إلى خفض عدد الموظفين، خاصة في مشاريع الكتب، وتطوير النماذج الذكية لمعظم دور النشر”.
وأكدت ماتسيك أنه لا يمكن استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي خاصة في الأمور الأدبية والفكرية، وقالت “في النهاية لا بد من وجود عامل بشري يقرر ما يمكن أن يصدر عن الدار، والاطلاع على البيانات، والإعلان والتوقيت والاستخدام الخاطئ للكلمات وغير ذلك”.
واختتمت هيئة الأدب والنشر والترجمة أعمال أول مؤتمر للناشرين في المملكة، والأكبر من نوعه على مستوى المنطقة، بجلسات وندوات متعددة المحاور، اشتركت في توجهها نحو تطوير صناعة النشر في العالم العربي، وبحث العوامل المؤثرة في اقتصاديات النشر مستقبلا ، التي يأتي في مقدمتها عامل التقنية الذي أخذ الصناعة نحو قوالب رقمية جديدة.
وقدم مؤتمر الناشرين الأول على مدى يومين (4 و5 أكتوبر)، سبع ندوات في مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب، شارك فيها 38 متحدثا  خبيرا  في صناعة النشر من المملكة والعالمين العربي والدولي، قدموا أفكارهم وتجاربهم في مجال النشر، وبمحاور شملت الكتاب الصوتي والرقمنة، وآليات صناعة النشر وأدواتها، والعلاقات بين الأطراف الفاعلة في الصناعة.

وتضمنت ندوات المؤتمر استعراضا  لأفضل الممارسات العالمية لتوزيع الكتاب الورقي والرقمي، ونمو تقنيات الطباعة، ومناقشة الوكالة الأدبية والفائدة منها، إلى جانب مناقشة قضية حفظ حقوق الملكية الفكرية للكاتب ولدار النشر، وإمكانية دفع الدول، خاصة في المنطقة العربية، نحو تشريع وحماية قوانين أكثر صرامة، بما فيها تعويضات عن طباعة عناوين ونشرها دون حيازة موافقات من الكاتب أو دار النشر.
وتناول المؤتمر هذه الأبعاد الاقتصادية، ومدى تأثيرها على نمو القطاع محليا  وإقليميا  ودوليا ، مقدما  وصفا  لواقع القطاع وآفاقه المستقبلية، وحلولا  عملية لتطوير نموذج الأعمال لهذه الصناعة ليواكب المعايير الدولية المعتمدة.
 ووفر المؤتمر منصة للنقاش المستمر والفعال بين الناشرين العرب ونظرائهم الدوليين، ومساحة لبناء العلاقات والشراكات بين الناشرين والمؤلفين المحليين والعرب، إضافة إلى قدرته على توفير نقطة مرجعية تنطلق منها اللبنة الأولى لهيكل صناعة متطورة لقطاع النشر، تنهض على أسس اقتصادية سليمة، وتلتزم بالشروط والمعايير الدولية، وتحفظ حقوق العاملين في الصناعة من مؤلفين وناشرين ومستثمرين.

Related posts

Top