مصداقية المغرب…

أتبثت مجريات ملفي كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، وكأس العالم لسنة 2030، المكانة المتميزة التي يتمتع بها المغرب، قاريا ودوليا، وما ينعم به من مصداقية، لم تأت بكل تأكيد من فراغ، ولا مجرد مجاملة من نوع خاص…
إجماع أفريقي حول “كان” الكاف، وآخر بمونديال الكون، بل إن الملفين معا، تقدما بدون أي منافس، بعد انسحاب ملفات كانت تنوي التقدم بترشحها ودخول المنافسة، إلا أنها لم تقو في الأخير على التبعات، لتنسحب قبل ساعات من موعد التصويت…
في كأس إفريقيا، كان الانسحاب المدوي لملفات تشبثت بخيوط الأمل إلى آخر لحظة، خاصة ملف الجزائر، أقام مسؤولوه ضجة كبيرة حول تمتعه بـ “قوة” خاصة، وعوض التركيز على تصحيح النقائص والهفوات، حتى يتمكن من المنافسة، وحفظ ماء الوجه، إذ كان تركيزهم المطلق على الملف المغربي، في سعي يائس للنيل من حظوظه…
فماذا حدث في الأخير؟
انسحاب ملف الجارة الشرقية بطريقة مذلة، وهروب من المواجهة، مما أثار الكثير من السخرية والتهكم، رغم كل ما قالوه ووعدوا به، بل مارسوا الكذب والبهتان مفضوحين، بدون حياء…
بملف المونديال، حدثت أشياء غير مسبوقة في التاريخ، أظهرت حقيقة درجة التقدير والاحترام، التي يتمتع بها جلالة الملك محمد السادس على الصعيد الدولي.
بالعاصمة الرواندية كيغالي، حيث سلمت لجلالته شهادة التميز والاستحقاق من طرف الكاف، أعلنت رسالة ملكية سامية، عن تقدم المغرب بملف مشترك لتنظيم مونديال 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، لتتحول الرسالة الملكية، كمصدر خبر وحيد بالنسبة لمختلف وسائل الإعلام الدولية، والملاحظ أن هذا الخبر، أعلن قبل الجهات الرسمية، بكل من إسبانيا والبرتغال، وأيضا الفيفا…
ستة أشهر بعد ذلك، أعلن الديوان الملكي في بلاغ مركز، متضمنا زف جلالته خبر قبول الفيفا للملف المشترك، كملف وحيد لتنظيم مونديال 2030، في واحدة من المفاجآت الجميلة؛ وهدية ثمينة أسعدت الشعب المغربي…
ومرة أخرى تحول بلاغ الديوان الملكي إلى مصدر خبر وحيد، بالنسبة لمختلف وسائل الإعلام بمختلف القارات، ومرة أخرى أيضا تأكد قبول الملف، قبل إعلان الفيفا، وقبل أن تصدر إسبانيا والبرتغال بلاغا رسميا في الموضوع…
كل هذا يؤكد المصداقية التي يتمتع بها المغرب، إلى درجة أن اسم المغرب أصبح يذكر الأول في هذا ملف المونديال الـ (24) قبل البلدين الأوروبيين، أضف إلى ذلك التأكد من الإمكانيات المهمة التي يسخرها المغرب، والمستوى العالي لتجهيزاته، وقدرته على الوفاء بكل التزاماته، وكل ما يتعهد به أمام الأسرة الدولية…
إنه تدبير حكيم، واسترتيجية عمل مضبوطة، وعمل موفق بالكواليس، وخطة مكتملة الجوانب؛ أعطت نتائج باهرة، تروج اسم المغرب على أعلى مستوى، لأنه متيقن من نفسه، كبلد واثق الخطى يمشى ملكا…

>محمد الروحلي

Top