تجاهل “الكاف” غير مقبول…

 دخلت المسابقة الخاصة بالأندية على الصعيد الإفريقي، مرحلة دور المجموعات، سواء بالعصبة أو “الكاف“….

ولأول مرة بالمسابقة الأولى، ومنذ عدة سنوات، تمكنت أغلب الأندية القوية على الصعيد القاري، من تحقيق التأهيل عن الأدوار التمهيدية، حيث ضمنت الأسماء التقليدية مرورها، وتشكيل مجموعات قوية، ستعرف بدون أدنى شك، تلك الندية المطلوبة

أما بكأس الاتحاد الإفريقي، فإلغاء استمرار الفرق التي تم إقصاؤها بمسابقة العصبة، كما جرت العادة بذلك، ومنذ عدة سنوات، أثر نوعا على قيمتها، وجعل التنافس ينحصر على أسماء معينة، أبرزها نهضة بركان المغربي، والزمالك المصري، النادي الإفريقي التونسي، واتحاد العاصمة الجزائري

إلا أن حفاظ هذه المنافسات بشقيها، على قيمتها وإثارتها ودرجة الاهتمام بها، رهين بفرض مجموعة من الشروط التي أصبحت أساسية، وبدونها لن تشهد التطور المنشود

فعدم اهتمام الكونفدرالية الإفريقية، بالمباريات التي تجرى بالأدوار التمهيدية، جعل أغلب أندية القارة تعاني الأمرين، وكأن ما يدور من مباريات، قبل دور المجموعات لا يعنيها، لا قريب ولا من بعيد!!!…

فهناك ثلاث شروط تم إغفالها، وكان لذلك تأثير كبير على مجريات المسابقتين معا، أول هذه الشروط، إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها إجراء عملية القرعة، إذ لايعقل أن يلتقي أبطال دول شمال القارة في بينهم، كما حدث للجيش الملكي المغربي بعصبة الأبطال، ضد نجم الساحل التونسي، وأيضا الفتح الرباطي بكأس “الكاف” ضد اتحاد العاصمة.

فإقصاء الفريقين بالدور التمهيدي، يعد خسارة كبيرة للمسابقة وللناديين، بينما تسهل عملية القرعة، مرور فرق أقل قيمة، تنتمي لبطولات متوسطة، أن لم نقل ضعيفة

ثاني الشروط المفروض توفرها، هناك الاهتمام بجودة الملاعب، فبعض المباريات جرت فوق أرضية لا تصلح لممارسة كرة القدم، وغض الطرف من جهاز “الكاف” عن الحالة التي توجد عليها، وبدون الحرص ضمان ملاعب في المستوى المطلوب، اثر على العطاء التقني للمباريات، وجعل الكل يبحث عن نتيجة التأهل لدور المجموعات، بأية طريقة وبأقل خسارة محتملة، وأساسا تفادي تعرض اللاعبين، لإصابات يمكن أن تؤثر على حظوظها بدور المجموعات

ثالث الشروط المفروض توفرها بالأدوار الأولى، هناك حضور تقنية الفيديو، وغياب “الفار” ذهب ضحيته فرق معينة، كما هو الحال لفريق الفتح المغربي، الذي ألغى له الحكم التونسي هدفا مشروعا، ضد اتحاد العاصمة، ولو احتسب هدف الهنوري لضمن تأهيله لدور المجموعات

هذه مجموعة ملاحظات تبدو جوهرية، ومن المفروض أن يحرص جهاز الكاف” على ضمان وجودها خلال السنوات القادمة، هذا إذا كانت بالفعل تسعى لتطويرها، خدمة لكرة القدم الإفريقية، وخدمة لمصالح أندية، تجتهد سنويا من أجل مشاركة ناجحة

أما التعامل مع الأدوار التمهيدية بنوع من الشكلية واللامبالاة، فهذا لا يساهم أبدا في الرفع من قيمة مسابقات.. تتطلب الشيء الكثير.. ماليا، إداريا وتقنيا، وأكثر تكلفة من المسابقات التي تجرى بالقارة الأوروبية، حيث سهولة التنقل، ووجود ملاعب صالحة، تحكيم مقبول، ومردود مالي أعلى

محمد الروحلي

Top