لا شيء يبعث على الارتياح

خاطئ من كان يعتقد أن التألق بالمونديال.. هو مفتاح سانح للسيطرة على إفريقيا، بينما الحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع، تتمثل في كون الواجهة الدولية تختلف جملة وتفصيلا عن إفريقيا.. قارتنا وهويتنا، ومن الضروري أن نستحضر حقائقها ومعطياتها، بكثير من الحرص والتركيز ….
فالمباراة الإعدادية بأبيدجان ضد الكوت ديفوار، جعلت الجميع يخرج أخيرا بقناعة راسخة، فالمهمة بكأس إفريقيا القادمة لن تكون أبدا سهلة، وتتطلب إعدادا مختلفا، وتكتيكا مغايرا، وأداء لاعبين لا علاقة له بما سبق…
وقبل مباراة مساء أول أمس السبت، بالعاصمة الاقتصادية للإيفواريين، فكل المباريات التي أعقبت المونديال القطري، وجد خلالها أسود الأطلس صعوبة كبيرة سواء الودية منها، أو شبه الرسمية التي خاضوها، عن ما تبقى من تصفيات “الكان”.
فباستثناء المباراة الاستعراضية ضد منتخب البرازيل بطنجة، فباقي المواجهات اختلفت، ولم تقو خلالها العناصر الوطنية على فرض إيقاعها المألوف، تعادل صفر لصفر ضد البيرو و”الكاب فيردي”، هزيمة أمام جنوب إفريقيا بالرباط، وفوز صغير على حساب بوركينافاسو بفرنسا…
سلسلة نتائج تمنح المتتبع مؤشرات مهمة، كما تعطينا دلالات عميقة، حول مسار المنتخب ما بعد المونديال القطري، فحتى في حالة تحقيق الفوز، فإن الحصة عادة ما تكون صغيرة، وتعرف صعوبة بالغة…
وبالرغم من انتهاء المباراة ضد الكوت ديفوار بالتعادل هدف لمثله، وتجنب الهزيمة خلال الدقائق الأخيرة، فإن مجرياتها أظهرت تفككا واضحا، وارتباكا ملحوظا بجل الخطوط، إلى درجة يتخيل للمشاهد أننا أمام منتخب آخر، غير الذي تابعناه بكثير من الإعجاب خلال كأس العالم…
ظهور ارتباك غير مفهوم على الحارس ياسين بونو، دفاع مفكك، خط وسط غائب، عناصر الهجوم تائهة، لا تعرف ماذا تقدم وما تؤخر، ولولا الخطأ الذي ارتكب وسط الدفاع الإيفواري، ما كان لأيوب الكعبي توقيع هدف التعادل، وتجنب الخسارة، مع أن خط هجوم المحليين، كان بإمكانه تسجيل أكثر من فرصة سانحة…
فطيلة التسعين دقيقة وما فوق، تمكن المنتخب المغربي من تهديد مرمى الحارس الإيفواري في مناسبتين فقط، ضربة خطأ مباشرة، نفدها أشرف حكيمي، وصدها الحارس بصعوبة، وضربة رأسية وسط المربع لسايس بعد تنفيذ زاوية، عمليتان من كرتين ثابتتين عن طريق مدافعين، غير ذلك لاشيء يستحق الذكر…
وأي متتبع يتصف كلامه بالموضوعية، عليه الاعتراف بأن مجموعة من اللاعبين الأساسيين، تراجع عطاءهم بشكل كبير، ولم يعد بإمكانهم تقديم نفس عطاء المونديال، ولا حتى الاقتراب منه…
هناك لاعبين حضروا بأداء مقبول، في المقدمة المدافع الأوسط نايف أكرد، ولولا تدخلاته الحاسمة، لكانت الحصة ثقيلة، أضف إلى ذلك اللاعبين أمين عدلي وأمين حارث، حاولا تقديم الأفضل، وكان بإمكانها البروز بمستوى لافت، إلا أن سوء التوظيف، حال دون ذلك…
هذه هي الحقيقة كما هي، وما على المدرب وليد الركراكي ومن معه، سوى التركيز على العمل المطلوب منهم، فعلى بعد ثلاث أشهر من موعد أول مباراة بكأس إفريقيا، عليه نسيان ما تحقق بقطر، والتركيز على ما هو إفريقي…

>محمد الروحلي

Top