صعود اليمين المتطرف يقلق المهاجرين في فرنسا

أجج احتمال فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا مخاوف المهاجرين وقلقهم في أن يكونوا أول ضحاياه بسن قوانين تكرس خطاب الكراهية وتدعو إلى تقييد الحريات الشخصية.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ليون، جنوب شرق البلاد، عشرات الأشخاص من اليمين المتطرف وهم يصرخون في الشوارع «نحن نازيون» ..
ويعرب الكثير من المهاجرين عن أسفهم للصورة التي تنقلها عنهم وسائل الإعلام.
وصوت الناخبون الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع، في الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو، بنسة 62 بالمئة لحزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي، حسب استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب لكن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 59 بالمئة في صفوفهم.
ويدعو المسؤولون الدينيون الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع وعدم تصديق مقاطع مصورة تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وسبق أن ندد العديد من المهاجرين من صعود اليمين المتطرف معربين عن قلقهم من تحول «المغاربي» إلى كبش فداء، ويصبح تجسيدا لكل ما ينظر إليه على أنه مصدر تهديد وغير منسجم مع الهوية الوطنية التي يفترض أنها متجانسة. ففي ذهن الناس اختلط كل شيء.
وإزاء مستجدات الوضع، يأسف كثير من المسلمين حول ما يدور دائما على الإسلام الذي يخلط مع التطرف الإسلامي، حيث يوضع الجميع في السلة نفسها، معتبرين أن الوضع الحالي أصعب بكثير مما كان عليه قبل 15 عاما.
وحصد حزب التجمع الوطني الفرنسي 32 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، أي نحو ضعف حصيلة الحزب الرئاسي، ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون إلى حل الجمعية الوطنية والإعلان عن انتخابات تشريعية، في خطوة تهدد بوصول اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا لأول مرة عبر صناديق الاقتراع.
ومساء الأحد، وبعد الإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة، أكدت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوين، أن حزبها مستعد للدفاع عن مصالح الفرنسيين ومستعد لوضع حد لهذه الهجرة المكثفة. وهو ما يؤكد أن المحور الأساسي للحملة الانتخابية لهؤلاء المرشحين هو موضوع الهجرة القانونية والغير قانونية على حد سواء. إذ أضحى هذا المتغير في المعادلة الانتخابية لدى أحزاب اليمين المتطرف عنصر قلق وسببا لأزمة متعددة الأبعاد تعيشها فرنسا منذ عقدين. فاليمين المتطرفة وحتى المعتدلظل على الدوام ينظر للمهاجر كخطر على «الثوابت» وعلى الثقافة الفرنسية، حيث انتقل هذا الإحساس بالخطر من التصريحات الحزبية إلى الابتذال الإعلامي والتصريح السياسي الوقح الذي يحول الحملات الانتخابية إلى حملات ثقافية وفكرية أكثر منها حملات انتخابية مسؤولة بمفهوم أدبيات الفكر السياسي الكلاسيكي.
فالغالبية الكبيرة من المهاجرين في فرنسا تعيش حياة عادية مسالمةـ تصارع من أجل كسب لقمة العيش، مستحضرة حبها العميق لفرنسا وروح «مبادئها الإنسانية» من مساواة ومنح الفرص من أجل العيش الكريم الذي هاجر من أجله أجدادهم وآباؤهم في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. لكن قرب السباق الانتخابي الفرنسي يجعل أبناء الجالية، خاصة الشباب، يفكرون في الهجرة من جديد أو النزوح عن فرنسا إلى بلد آمن يضمن لهم الاحترام وحرية المعتقد.
ففكرة النزوح حاضرة لذى المهاجر المؤهل علميا ومهنيا، خاصة نحو بريطانيا وكندا والولايات المتحدة وقطر وتركيا ..وذلك في إطار ديناميكية اقتصادية جديدة يتفاعل معها بسرعة من لا يثق من المهاجرين في السياسات العامة للحكومات الفرنسية المتعاقبة الداعية دوما إلى الاندماج بالنسبة لليسار والانصهار عند اليمين.

>هاجر العزوزي

Top