القذافي تحت الضربة العسكرية – اليوم السادس

التحالف يقصف معقل القذاذفة وأنباء عن قتلى مدنيين بطرابلس
الأزهر يحذر من تقسيم ليبيا والصحافة المصرية تشبه الوضع في الجماهيرية بغزو العراق

تعرض الجنوب الليبي فجر أمس الخميس لقصف جوى نفذته قوات التحالف الدولي، لأول مرة منذ انطلاق الحملة الدولية بتفويض من الأمم المتحد بفرض حصار جوى على البلاد.
وذكر مصدر عسكري أن مدينة سبها «1000» كلم جنوب طرابلس، معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد معمر القذافي، تعرضت لضربات جوية استهدفت العديد من المواقع العسكرية والمدنية.
وكانت القوات الدولية المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن بحظر الطيران فوق ليبيا واصلت ضرباتها الجوية على العاصمة طرابلس طوال ليل الأربعاء/الخميس.
وسمع دوي مضادات أرضية وانفجارات عديدة صباح أمس الخميس في طرابلس، في اليوم السادس من الهجوم الذي يشنه التحالف الدولي على نظام العقيد معمر القذافي، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وبدأت المضادات الأرضية بإطلاق النار وبعدها دوى العديد من الانفجارات القوية، كما أوضح المراسل الذي تعذر عليه تحديد مصدر هذه الانفجارات.
وأفاد شهود لفرانس برس أنه مساء الأربعاء دوى انفجار كبير في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء «32 كلم شرق طرابلس»، أعقبه اندلاع النيران في القاعدة.
وأكدت وكالة الأنباء الليبية الرسمية من جهتها أن الغارات التي شنها التحالف على الضاحية الشرقية لطرابلس «استهدفت حيا سكنيا» وأوقعت «عددا كبيرا من القتلى في صفوف المدنيين».

صواريخ بريطانيا تقصف المضادات الأرضية لكتائب القذافي

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الخميس أن غواصة بريطانية أطلقت مجموعة صواريخ توماهوك على أنظمة المضادات الأرضية في ليبيا خلال هجوم منسق مع التحالف الدولي.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال جون لوريمر ان «القوات المسلحة البريطانية شاركت مرة جديدة في هجوم منسق على نظام المضادات الأرضية الليبية بموجب القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي» الذي اعتمد في 17 مارس.
وأضاف في بيان أن الصواريخ الموجهة من نوع توماهوك أطلقت من غواصة، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل حول الأهداف ونتيجة هذه الهجمات.
وسمع دوي المضادات الأرضية وعدة انفجارات قوية صباح الخميس في طرابلس في اليوم السادس لهجوم التحالف العسكري الدولي.
من جهة ثانية اصطحب مسؤولون ليبيون في وقت مبكر من صباح الخميس مجموعة من الصحفيين إلى مستشفى في طرابلس لمشاهدة ما قالوا أنها 18 جثة متفحمة لعسكريين ومدنيين قتلوا في غارات شنها التحالف خلال الليلة الماضية.
وكانت الطائرات الغربية قصفت قاعدة عسكرية ومناطق شرق العاصمة طرابلس في اليوم الخامس على التوالي من عملياتها العسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء الليبية في وقت سابق أن طائرات التحالف استهدفت حيا سكنيا شرق طرابلس مما أوقع «عددا كبيرا من القتلى المدنيين».
كما أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم خلال مؤتمر صحافي أن الغارات استهدفت «مواقع عسكرية ومدنية» في مدينتي طرابلس ومصراته وجنوب بنغازي.

الأردن والكويت تقدمان دعما لوجيستيكيا للعمليات

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الكويت والأردن ستقدمان «دعما لوجستيا» للعمليات الدولية الجارية في ليبيا.
وتابع كاميرون في كلمة له يوم الأربعاء أمام البرلمان إنه «يمكنني أن أؤكد أن القطريين نشروا يوم الثلاثاء طائرات ميراج في إطار مساهمة أولى وكذلك طائرات دعم، كما سنتلقى دعما لوجستيا من دول مثل الكويت والأردن أيضا» معربا عن أمله في الحصول على دعم من أطراف أخرى أيضا.
وبدورها وضعت تركيا يوم الأربعاء غواصة وخمس سفن حربية تحت تصرف حلف شمال الأطلسي NATO للمساعدة في تنفيذ حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، حسبما قال الجنرال الكندي في حلف الناتو بيار سان امان.
وأضاف أن حلف شمال الأطلسي تلقى عروضا من ست دول تشمل ما يصل إلى 16 سفينة لمنع وصول أسلحة الى ليبيا، وذلك من دون الكشف عن هذه الدول.
ومن ناحيته أعلن وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الأربعاء أن حلف شمال الأطلسي لن يتولى «القيادة السياسية» للتحالف الدولي في ليبيا لكن سيتدخل «كأداة تخطيط وقيادة عملياتية» في تطبيق منطقة الحظر الجوي.

غيتس يلتقي مشير الطنطاوي بمصر لبحث الوضع في ليبيا

وقال الوزير الفرنسي خلال مؤتمر صحافي إن القيادة السياسية للتحالف ستوكل إلى لجنة تضم وزراء الخارجية من دول مشاركة في العمليات العسكرية ومن الجامعة العربية. مباحثات غيتس
وفي الشأن ذاته قالت مصادر أميركية مرافقة لوزير الدفاع روبرت غيتس في القاهرة إن الأخير سيلتقي كلا من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء المصري عصام شرف ليبلغهما بآخر تطورات الوضع في ليبيا والاستماع إلى وجهة النظر المصرية في هذا الشان،وكان غيتس قد قال يوم الثلاثاء من موسكو إن الضربات العسكرية الكبيرة الجارية في ليبيا ستقل كثافتها خلال الأيام المقبلة.
وقد وصل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى القاهرة أمس قادما من موسكو لإجراء مباحثات حول ليبيا وذلك في وقت أعلنت فيه بريطانيا عن انضمام الأردن والكويت إلى قائمة الدول المشاركة في تقديم دعم لوجستي للعمليات الجارية في ليبيا.
هذا وشبه أحد الصحفيين ما يحدث في ليبيا بغزو العراق عام 2003 وهو ما نفاه وزير الدفاع الأمريكي على الفور. وسأل صحفي آخر عما إذا كانت واشنطن ستفكر في وساطة خارجية لإنهاء الصراع وهو ما رفضه غيتس أيضا.
وقال جيتس للصحفيين في القاهرة «يتراءى لي أنه اذا كانت هناك وساطة.. وإذا كان هناك دور ينبغي لعبه.. فسيكون بين الليبيين أنفسهم. هذا الأمر هو في النهاية ينبغي أن يحسمه الليبيون. فهذه بلادهم.»
وأشار غيتس إلى أنه غير واثق من أنه ستكون هناك أي فائدة من محاولة جمع المعارضين والقذافي في محادثات.
وأعلن أن الجيش الأمريكي المحمل بعبء سنوات من القتال في أفغانستان والعراق انه سيسلم قيادة العملية في ليبيا إلى تحالف من الحلفاء خلال الأيام القادمة. وصرح بأن ذلك قد يحدث قريبا جدا ربما يوم السبت القادم لكنه رفض أن يحدد موعدا.
يذكر أن مصر قد إلتزمت حذرا بالغا إزاء النزاع في ليبيا بسبب الوضع الحساس لمليون ونصف مليون مصري يعملون في ليبيا عاد منهم 200 آلف إلى بلادهم.

الأزهر يحذر من تقسيم ليبيا

تأتي تصريحات وزير الدفاع الأميركي بينما ندد الأزهر الشريف «بالإعتداء» الغربي على ليبيا غير أنه أكد في الوقت ذاته «تأييده للمطالب المشروعة للشعب الليبي».
وحذر الأزهر في بيان له الولايات المتحدة وبريطانيا من «تقسيم ليبيا وتدمير ثرواتها الطبيعية والبشرية كما حدث بالعراق»، حسبما قال، كما ندد بالحكومات العربية التي «قمعت مواطنيها لعقود من الزمان».
وطالب الأزهر الحكام العرب بأن «يوازنوا بين تركهم لمناصبهم وبين الدماء التي تسيل أنهارا نتيجة للتمسك بالبقاء في مناصبهم، وأن يتركوا أماكنهم كأقل واجب يرد إلى شعوبهم التي تحملتهم وصبرت عليهم طويلا.»
كما أدان الأزهر «سلبية العالم العربي والإسلامي ومؤسساته التي تقاعست عن واجبها في حل المشكلات الداخلية السياسية والاقتصادية وغيرها والتي أدت بدورها إلى موجة من الانتفاضات الشعبية تهز العالم العربي».
وفي السياق نفسه ازدادت حدة احتجاجات المعارضة اليسارية في فرنسا على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الداخلية كلود غيان عندما تحدث عن «حرب صليبية» بشأن التدخل الدولي في ليبيا الأمر الذي اعتبرت المعارضة «شيئا مروعا».
جوبيه يصف القذافي بالدكتاتور المجنون

وصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس الخميس الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ب»الدكتاتور المجنون»، معربا عن قناعته بان «البعض في محيطه بدأوا يطرحون أسئلة» عن إمكانية الاستمرار معه.
وقال جوبيه لإذاعة ار تي ال «انا مقتنع انه في طرابلس هناك البعض بدأوا يطرحون أسئلة(…). هل يمكننا الاستمرار مع دكتاتور؟ لن استخدم عبارات قاسية، ولكن مجنون؟».
وأضاف «لا أتخيل بعد كل ما جرى وما يجري في العالم العربي ان نظاما يجسده هكذا شخص قادر على الاستمرار، ولكننا نريد أن يقرر الليبيون أنفسهم هذا الأمر».
ولفت الوزير الفرنسي إلى أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على قوات القذافي تهدف أيضا إلى «تمكين معارضي القذافي من استعادة زمام المبادرة».
وتابع «المرحلة التالية ستكون مبادرة سلام. يجب التفكير الان بإحلال السلام، بتوفير الشروط لحوار وطني بين المجلس الوطني الانتقالي وقوى سياسية أخرى ربما، هناك الكثير من السلطات التقليدية في ليبيا».

القذافي يبحث سبل الخروج من الأزمة

يبحث العقيد معمر القذافي حاليًا في سبل الخروج من الأزمة التي تعصف ببلاده بما في ذلك لجوؤه الى بلد صديق، وفقًا لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وتبعًا لما أوردته وسائل الإعلام البريطانية ظهر أول أمس الأربعاء نقلاً عن لقاء للوزيرة مع قناة »ايه بي سي« التلفزيونية الأميركية، فإن الإدارة الأميركية تلقت تقارير تفيد أن المحيطين بالعقيد بدأوا اتصالات مع أناس في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط تدور حول السؤال: «ما المخرج من هذه الورطة»؟ وقالت: «لا يوجد لدي ما يفيد أن القذافي أجرى أيًّا من هذه الاتصالات شخصيًّا، لكن التقارير الواردة الينا تفيد أن أناسًا من حوله يتحركون نيابة عنه».
وأضافت كلينتون قولها: «حتى في أفضل الأحوال  فإن من الصعب التكهن بما ينوي القذافي عمله. هذه التحركات قد تكون فقط على سبيل الاستكشاف، لكنها تنطوي أيضا على الاحتمال القائل إن القذافي يريد التحسب لمستقبله والهرب إلى جهة يضمنها في حال ضاق الأمر عليه إلى درجة اضطراره للتخلي فعلاً عن الحكم».
وقالت وسائل إعلام بريطانية إن تصريح كلينتون نفسه «يمكن ان يفسر على أن الولايات المتحدة على استعداد لترتيب منفى للزعيم الليبي في حال حدوث هذا السيناريو الأخير. وأضافت أن الوزيرة ألمحت أيضًا إلى أن «أحد أبناء القذافي ربما قُتل» من دون تسميته.
وربما كانت كلينتون تشير إلى التقارير التي تحدثت عن مقتل خميس القذافي بعدما قيل من هجوم طيار انتحاري على طريقة «الكاميكازي» على مجمع الأسرة في طرابلس. لكن الوزيرة الأميركية قالت إنها لا تملك أي دليل ملموس على صحة الروايات التي تتحدث عن هذا.
وإذا كان القذافي يبحث عن منفى له فعلا فإن الخبراء يرشحون فنزويلا ويعتبرونها أفضل خياراته بسبب العلاقات الطيبة التي تربط القذافي بالرئيس هوغو شافيز وتبادلهما المودة والزيارات. بل ان اسم الرئيس الفنزويلي أطلق على ملعب لكرة القدم في ليبيا، كما يقال إن القذافي من جانبه يتردد على جزيرة فنزويلية مفضلة لديه في ما يبدو.
لكن للزعيم الليبي وشائج قوية أقامها مع دول إفريقيا السوداء بعدما يئس من الوحدة العربية. ويقول اديكايي اديبايو، مدير «مركز حل النزاعات» في جامعة كيب تاون: «للقذافي ما يكفي من الأصدقاء الأفارقة ليجد الملاذ عند أحدهم. لكن المشكلة هي أن هؤلاء مذعورون الآن من مجرد فكرة طلبه استضافته على أراضيهم».
ويشير اديبايو إلى أن القذافي متورط أيضًا في تمويل حركات التمرد في ليبيريا وسيراليون، وهذا سبب لقلق الزعماء الأفارقة بعد مصير تشارلز تيلر متهما بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لحربه في بلاده وتدخله في تمويل حرب سيراليون.

أوباما يحذر القذافي من التمسك بالسلطة

حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء الماضي من أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يتمسك بالسلطة بالرغم من الهجوم الدولي على نظامه ولكنه أشار إلى ان واشنطن تمتلك أوراق أخرى للعبها غير الخيار العسكري.
وفي تصريح لمحطة التلفزيون الأميركية «سي.ان.ان»، قال اوباما إن العقيد القذافي «قد يسعى إلى الاختباء والانتظار» مضيفا «لكن لا تنسوا اننا لا نملك الا وسائل عسكرية لحمل القذافي على الرحيل». وأضاف «لقد فرضنا عقوبات دولية وجمدنا ودائع. سوف نواصل استعمال مجموعة واسعة من وسائل الضغط ضده».
وأعلن الرئيس الأميركي في سان سلفادور أن تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من «المصلحة القومية» الأميركية. وقال خلال مؤتمر صحافي «حيث يوجد ديكتاتور وحشي يهدد شعبه ويقول انه لن يرحم(…) ومع القدرة على القيام بشيء ما في إطار غطاء دولي، اعتقد انه من المصلحة القومية للولايات المتحدة القيام بشيء ما».
وأضاف «إذا كانت مصر قادرة على القيام بعملية انتقالية من نظام استبدادي إلى الديمقراطية» وإذا كانت تونس «قادرة على التغيير بنفس الطريقة» فهذه الدول العربية «تصبح نماذج للانتقال السلمي» بالنسبة للمنطقة.
وأوضح «لكن في حال غرقت في الفوضى» خصوصا بسبب تدفق اللاجئين على حدودها، قادمين من ليبيا «فهذا الأمر قد يكون له أثار وخيمة في المنطقة بأسرها». وقال أيضا «إذن، ليس فقط لنا مصلحة إنسانية ولكن أيضا لنا مصلحة عملية جدا على إن يجري التغيير الذي تشهده المنطقة وفق نموذج سلمي وليس عنيفا».
ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا هجمات منذ السبت على أهداف للنظام الليبي بعد التصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يجيز اللجوء إلى القوة لحماية المدنيين الليبيين. ويزور أوباما السلفادور في إطار جولة في أميركا اللاتينية بدأها السبت في البرازيل وقادته أيضا إلى تشيلي.

Top