القذافي تحت الضربة العسكرية – اليوم السابع

أنباء عن مفاوضات بين الثوار وكتائب القذافي وحديث عن فقدانهم الاتصال مع القيادة في طرابلس
قصف جوي كثيف لسرت وتاجوراء والفرنسيون يتوقعون أن تطول عملية «فجر أوديسا»

قال متحدث باسم كتائب الثوار الليبيين في أول مؤتمر صحافي له إن الثوار يجرون مفاوضات حول استسلام محتمل لقوات موالية للعقيد الليبي معمر القذافي في مدينة أجدابيا.
وقال اللواء الطيار أحمد عمر الباني إن «بعض ميليشيات أجدابيا طلبت الاستسلام على أن تترك وشأنها وأن تعود إلى ديارها». وأضاف «نحن نحاول أن نتفاوض مع هؤلاء الأشخاص في أجدابيا لأننا شبه متأكدين أنهم فقدوا الاتصال مع قياداتهم».
وتقع أجدابيا على مفترق طرق يؤدي إلى بنغازي وطبرق التي يسيطر عليها الثوار. وقال الباني الذي كان يرتدي زي القوات الجوية الكامل «نحن نحاول حل هذه المسألة سلميا». وأشار الباني إلى أن كتائب الثوار يتحدثون مع قوات القذافي من خلال أحد أئمة أجدابيا الذي تقدم إلى القوات الحكومية للتوسط بينها بين الثوار.
ويعد هذا أول مؤتمر صحافي للباني بوصفه الوجه الجديد للمجلس العسكري المكلف الإشراف على العمليات التي يقوم بها الثوار للإطاحة بنظام القذافي. واتهم الباني الزعيم الليبي بمحاولة تصوير القتلى والجرحى من الثوار على أنهم ضحايا القصف الجوي للتحالف الغربي الذي يتصرف بتفويض من مجلس الأمن الدولي.
من ناحية أخرى، قال متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أول أمس الخميس إن طائرة حربية فرنسية أطلقت صاروخ جو-أرض على طائرة عسكرية ليبية ودمرتها بعد هبوطها في قاعدة مصراتة الجوية. وقال المتحدث «نفذت الدورية الفرنسية ضربة جو أرض بعد هبوط الطائرة مباشرة في قاعدة مصراتة الجوية». وأضاف أن الطائرة التابعة للجيش الليبي انتهكت حظر الطيران الذي فرضته الأمم المتحدة.

إنفجارات في طرابلس وتاجوراء وسرت
هذا وفتحت المضادات الأرضية الليبية نيرانها مساء الخميس فوق العاصمة الليبية طرابلس وضاحيتها وكذلك في سرت، مسقط راس العقيد الليبي معمر القذافي، حسب ما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس وشهود.
وفتحت المضادات الارضية نيرانها وسمع انفجار واحد على الأقل في وسط طرابلس. ثم سمع دوي انفجارين في تاجوراء، الضاحية الكبرى لطرابلس والتي تبعد عنها 30 كلم حيث تصاعد عامود من الدخان من موقع لم يتم تحديده.
ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله إن «مواقع مدنية وعسكرية في طرابلس وتاجوراء تعرضت لقصف العدوان الاستعماري الصليبي بصواريخ بعيدة المدى».
كما دوت انفجارات وفتحت المضادات الارضية نيرانها في مدينة سرت (600 كلم الى شرق طرابلس) وهي مسقط رأس العقيد معمر القذافي، حسب ما أفاد احد المواطنين في المنطقة. وتعرضت مدينة سرت السبت لصواريخ وغارات جوية من قبل الائتلاف الدولي.

تراجع قوات القذافي
هذا واعتبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أول أمس الخميس أن القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تراجعت إلا أنها لا تزال تمثل تهديدا، مشيدة بالمساهمات العربية في العملية العسكرية في ليبيا. وقالت كلينتون في تصريح رسمي «حققنا تقدما مهما فقط خلال خمسة أيام»، مشيرة إلى «تحاشي حصول مجزرة في بنغازي».
وأضافت أن «سلاح الجو ودفاعات القذافي أصبحت غير فعالة بشكل كبير وان التحالف يسيطر على سماء ليبيا». هذا في وقت اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات الليبية بعدم اتخاذ أي إجراء لتنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر قبل أسبوع.
وأضاف «لم نر أي دليل أن إطلاق النار قد توقف. على العكس، ما تزال المواجهات العنيفة مستمرة». وقال بان كي مون أيضا إن انتهاكات حقوق الإنسان ما تزال مستمرة في ليبيا وأن «المسؤولين عن الجرائم ضد الشعب سيقدمون حسابا عن أعمالهم».

الفرنسيون يتوقعون طول العمليات العسكرية
صرح قائد الأركان الفرنسي الأميرال ادوار غييو الجمعة لإذاعة فرانس انفو انه «يرجح» أن تستغرق العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي في ليبيا «أسابيع»، معربا عن «الأمل» في أن لا تدوم أشهرا.
وقال غييو «اشك في أن تكون مسألة أيام، أظن أنها مسألة أسابيع، آمل أن لا تكون مسألة أشهر». وأكد الأميرال الفرنسي انه «لن يكون هناك مستنقع عسكري بالمعنى الحرفي للكلمة لان الحل هو بالطبع سياسي كما هي الحال دوما»، مضيفا «بالطبع، يتعلق الأمر ألان بالبحث عن حلول سياسية، ولكن هذا ليس من اختصاصي».
ويشارك الفرنسيون مع البريطانيين والأميركيين خصوصا في ائتلاف عسكري دولي يشن منذ نهاية الأسبوع الماضي غارات جوية وقصفا من البحر على هذا البلد حيث تدور معارك بين قوات العقيد معمر القذافي ومعارضيه.
وأضاف غييو أن طائرة فرنسية دمرت بطارية مدفعية هذه الليلة بواسطة قنبلة موجهة باللايزر»، موضحا أن البطارية المدمرة كانت على مشارف اجدابيا (شرق)، مؤكدا أن هذه المدينة «لا تزال في أيدي المجلس الوطني الانتقالي» الذي شكله الثوار.
وتوصلت دول حلف شمال الأطلسي إلى اتفاق على إن يتولى بدلا من التحالف، فرض منطقة للحظر الجوي فوق ليبيا لكن مسألة توجيه ضربات على الأرض لم تحسم بعد. وبعد مشاورات طويلة تركزت على اعتراضات تركيا على عمليات القصف التي يقودها تحالف بقيادة الولايات المتحدة، وافق الحلف مساء الخميس على تولي فرض احترام منطقة الحظر الجوي.

السودان تدخل على خط الحرب الليبية
أكدت تقارير إخبارية أمس الخميس أن السودان أعطى موافقته سرا لاستخدام مجاله الجوي من طرف قوات التحالف الدولي في هجماتها على كتائب العقيد الليبي معمر القذافي، ولم ينف مندوب الخرطوم الدائم لدى الأمم المتحدة دفع الله عثمان ذلك أو يؤكده.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي سوداني قوله إن بلاده وافقت على استخدام قوات التحالف مجالها الجوي، بينما أكد دبلوماسي آخر للوكالة نفسها أن السودان لم يكن الدولة الوحيدة التي اتخذت مثل هذا القرار.
وأكد دبلوماسيون يعملون بالأمم المتحدة، من جانبهم، أن العديد من الدول وافقت سرا على التعاون لفرض قرار الحظر الجوي لمنع طيران القذافي من قصف المدنيين.
وعبروا عن استغرابهم لعدم تأكيد الخرطوم قرار مساهمتها بالحملة إلى جانب التحالف الدولي ضد القذافي بشكل علني، موضحين أن من شأن ذلك أن يحسن «سمعتها» ويساعد في حذف السودان من لائحة الدول الراعية لما يسمى الإرهاب.
لكن البعض يرى أن تردد الخرطوم راجع إلى تخوفها من حدوث عمليات انتقامية ضد مواطنيها الموجودين بليبيا والذين يصل عددهم إلى نصف مليون شخص.

تشكيك تركي في العمليات على ليبيا
شككت تركيا بدوافع «بعض الشركاء» في الحملة العسكرية الحالية على كتائب العقيد الليبي معمر القذافي، ودعت لتركيز قيادة جميع العمليات بحلف شمال الأطلسي (ناتو) وحده. وقالت تركيا أيضا إن «بعض الشركاء يسعون للتحرك خارج إطار الحلف وعيونهم على الثروة المعدنية لليبيا».
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لفرنسا في هذا الصدد, وقال إن «من رفضوا ضم تركيا للاتحاد الأوروبي يتحدثون حاليا بلغة الحملات الصليبية».
وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين بإسطنبول «أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب أن ينظروا للمنطقة من خلال الضمير اعتبارا من الآن».
وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون قال يوم الاثنين الماضي إن الرئيس نيكولا ساركوزي «تصدر حملة صليبية لحشد دعم مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لمنع ارتكاب مذابح بليبيا».
وحاول وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه التقليل من أهمية التعليق بوصفه «زلة لسان»، ودعا لتجنب استخدام تعبير «حملة صليبية».
كان الرئيس التركي عبد الله غل قد قال لصحفيين مرافقين له بجولة أفريقية «ليبيا قد تنهب كما حدث مع العراق». وأعرب عن قلقه لاحتمال تكرار ذلك السيناريو.

الاتحاد الأوروبي يبدأ الحوار مع المجلس الانتقالي
أعلن زعماء الاتحاد الأوروبي استعدادهم لبدء الحوار مع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة في ليبيا.
وجاء في بيان صدر في ختام اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة الحوار مع  القوى التقدمية الليبية كافة بما فيها المجلس الوطني الانتقالي، ولمساعدة ليبيا الجديدة في المجال الاقتصادي وفي إنشاء مؤسسات السلطة الجديدة وفي التعاون مع الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.
ومن جهة أخرى قرر زعماء الاتحاد الأوروبي فرض حظر على استيراد النفط والغاز من ليبيا لمنع نظام القذافي من استخدام عائدات الصادرات.

التحالف ينقل القيادة  إلى الناتو
أعلن مسؤول أمريكي رفيع المستوى التوصل إلى «اتفاق سياسي» الخميس بين الدول الـ28 الأعضاء في الحلف الأطلسي كي يقود الحلف ولبضعة أيام كل العمليات العسكرية في ليبيا وليس فقط منطقة الحظر الجوي.
وقال هذا المسؤول الكبير في الادراة الأمريكية مفضلا عدم الكشف عن هويته أن «الحلف الأطلسي توصل إلى اتفاق سياسي كي تدرج ضمن مهمته وقيادته جميع المظاهر الأخرى» في القرار الدولي 1973.
وأضاف «يجب أن نقر الخطة العملانية النهائية وهذا ما سيحصل خلال نهاية الأسبوع ثم سوف ننفذها». وأوضح «لكن المسألة الرئيسية في هذه القضية هي الاتفاق السياسي».
ويتعارض هذا التصريح مع التصريح الذي أدلى به الأمين العام للحلف الأطلسي اندريس فوغ راسموسن في وقت سابق عن «عمليتين» بحيث يتولى الحلف الأطلسي الإشراف على منطقة الحظر الجوي وان تبقى الأمور الأخرى وخصوصا الضربات على الأرض من نصيب الائتلاف الدولي.
وأكد المسؤول الأمريكي «حصل الخميس اتفاق بين جميع الدول الـ28 الأعضاء كي ينفذ الحلف الأطلسي هذه المهمة»…» بقيادة الحلف الأطلسي وبالعمل مع شركاء يمكن أن نجدهم».
وتابع المسؤول الأمريكي قائلا «هذا هو التغير السياسي الكبير».
وقال أيضا أن التقدم الحاسم حصل خلال محادثات هاتفية الخميس بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وثلاثة من نظرائها: الفرنسي الآن جوبيه والتركي احمد داود اوغلو والبريطاني وليام هي.
وكان اوغلو أعلن بعد المحادثات الهاتفية أن الحلف الأطلسي سيتولى قيادة العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا.

Top