«جمعة الرحيل» يليها الزحف لإسقاط الرئيس اليمني

علي صالح متمسك بالرئاسة واشتباكات بين الجيش ويمنيين
أحيت المعارضة اليمنية بزخم أمس «جمعة الرحيل» مطالبة عبد الله صالح بالتنحي في غضون أسبوع وإلا فإنها ستستعد لـ «يوم الزحف» يوم الجمعة المقبل. وطلب صالح من مناصريه التظاهر بعيداً عن موقع الاعتصام الذي قتل فيه الأسبوع الماضي حوالي 52 متظاهرا.
إلى ذلك، حصلت اشتباكات جديدة أمس الخميس بين الجيش اليمني والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح. وأكد مصدر طبي أن «ثلاثة جنود يمنيين أصيبوا بجروح في الاشتباكات»، فيما أعلن مصدر طبي آخر أن مستشفى ابن سيناء في المنطقة «استقبل ثلاثة جرحى بالرصاص بينهم اثنان من الحرس الجمهوري وآخر برتبة عقيد في الجيش».
وقتل رجل أمن يمني وأصيب سبعة آخرون بجروح أول أمس الخميس بعدما انفجرت قنبلة بمركبتهم في عدن جنوب البلاد. وقال المصدر إن «قنبلة انفجرت في مركبة تابعة للأمن المركزي حين كانت تمر في خور مكسر في عدن، ما أدى إلى مقتل رجل امن وإصابة سبعة آخرين بجروح». ولم تتضح ملابسات الحادث ولا مصدر القنبلة.
ويواجه صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عامًا ضغوطًا متزايدة للتنحي وسط انضمام عشرات الضباط وعلى رأسهم اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يعد من أهم أعمدة النظام، إضافة إلى مسؤولين سياسيين، إلى حركة احتجاجية متصاعدة.
وقد أعلن قادة عسكريون جدد اليوم انضمامهم إلى «ثورة الشباب» أمام المعتصمين في صنعاء منذ 21 شباط ، في وقت يجري الأحمر مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، بحسب ما أكد مطلعون على هذه المشاورات.
وكانت سجلت مساء الاثنين الماضي أول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي لصالح في المكلا أيضا ما أسفر عن مقتل جنديين. وجرت الاشتباكات قرب القصر الجمهوري اثر «توتر» بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن الذي أعلن أيضا انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ نهاية يناير.
وقد سيطرت قوات الجيش على القصر الجمهوري، ما دفع بقوات الحرس الجمهوري المتواجدة في معسكر قريب إلى محاولة استعادة الموقع. وقال سكان في المكل اليوم إن الاشتباكات تجددت في الساعات الماضية بين قوات الجيش والحرس الجمهوري عند بوابة القصر الذي يحاصره الجيش منذ يومين واستمرت لمدة ساعة ونصف الساعة.
في موازاة ذلك، اقتحم مسلحون قبليون ليلة الأربعاء الخميس ستة مقرات أمنية ومراكز للشرطة في محافظة شبوة القريبة من حضرموت، واستولوا على أسلحة من دون حدوث أي مصادمات مع الأمن»، كما أفاد مسؤول محلي.
وأوضح المسؤول أن المسلحين طلبوا من رجال الأمن «إخلاء مقراتهم مقابل خروجهم بسلام واستجابت الشرطة لذلك»، مشيرًا إلى أن المهاجمين «يبررون ذلك بحماية ممتلكاتهم ومناطقهم». وقال شهود عيان في عزان بشبوة إن «مسلحين استولوا على معدات مقر الأمن المركزي وبينها أسلحة رشاشة».
وكانت عناصر قبلية مسلحة سيطرت الثلاثاء على مدينة الجوف شمال اليمن وطردت منها قوات الحرس الجمهوري، بحسب ما أفادت مصادر قبلية. وقالت المصادر إن مسلحين من قبائل بكيل النافذة «خاضت مواجهات مع قوات من الحرس الجمهوري قبل أن تطرد هذه القوات من مدينة الجوف» في المحافظة الشمالية.
هذا وواصل آلاف المعتصمين في صنعاء تحركهم للمطالبة بإسقاط النظام ضغوطهم على الرئيس اليمني، معلنين «يوم الرحيل»، على أن يعلنوا يوم الجمعة الذي يليه «يوم الزحف» نحو القصر الرئاسي في حال لم يغادر صالح الحكم خلال أسبوع.
وقد طلب صالح من مناصريه التظاهر غدا بعيدا عن موقع الاعتصام الذي قتل فيه الأسبوع الماضي حوالي 52 متظاهرًا، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية. وقال رشاد الشرعي العضو في «اللجنة السياسية لشباب الثورة» لوكالة الأنباء الفرنسية انه «لم يعد أي تنازل مقبول غير الرحيل ونحن نجري مشاورات حول آلية انتقال السلطة سليما». وأضاف «نريد دولة مدنية وليس عسكرية».
وكان الشرعي يرد على تأكيد وكالة الأنباء الرسمية مساء الأربعاء موافقة صالح على التنحي عن السلطة قبل نهاية العام، وهو ما رفضته الأحزاب المعارضة أيضا مطالبة الرئيس اليمني بالرحيل الفوري. وجاء ذلك بعدما اقر البرلمان اليمني بشبه إجماع بين النواب الحاضرين حالة الطوارئ التي أعلنها صالح لمدة ثلاثين يومًا، وسط تقلص كبير للأغلبية الداعمة للرئيس في البرلمان.
وكان مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية اليمنية أعلن الأربعاء، أن عبد الله صالح، وافق على مبادرة «النقاط الخمس»، التي قدمها أحزاب «اللقاء المشترك»، بهدف «حل الأزمة الراهنة»، إلا أن المسؤول اليمني اتهم أحزاب اللقاء المشترك بـ»افتعال» الأزمة السياسية الراهنة، وأكد في المقابل «حرص» الرئيس صالح، خلال مراحل الأزمة، على «بذل كل الجهود الممكنة، وتقديم المبادرات التي من شأنها حقن دماء اليمنيين وحماية مكتسباتهم.»

Top