القذافي تحت الضربة العسكرية – اليوم العاشر

أوباما.. لا نريد تكرار خطأ العراق في ليبيا
20 ألف بعثي عراقي ينتظرون إشارة القذافي والكتائب تتصدى للثوار على مشارف سرت

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة متلفزة مساء أول أمس الاثنين أن الولايات المتحدة «لا يمكن أن تسمح لنفسها» بتكرار أخطاء الحرب في العراق بمحاولتها الإطاحة عسكريا العقيد الليبي معمر القذافي.
وقال من جامعة الدفاع القومي في واشنطن «إذا حاولنا الإطاحة بالقذافي بالقوة فان ائتلافنا سيتطاير». وأضاف «يتوجب علينا عندها على الأرجح إرسال قوات أميركية على الأرض». وأوضح أن «المخاطر التي سيواجهها جنودنا وجندياتنا ستكون كبيرة جدا. وكذلك التكاليف ومسؤوليتنا لما سيحصل بعد ذلك» في ليبيا.
وقال أوباما أيضا «لقد سلكنا هذا الطريق في العراق(…) ولكن تغيير النظام استوجب ثماني سنوات وكلف الاف الأرواح من الأميركيين والعراقيين وحوالي ألف مليار دولار. لا يمكننا أن نسمح لنفسنا بان يتكرر هذا الأمر في ليبيا».
وأعلن أوباما أن عملية انتقالية ديمقراطية في ليبيا ستكون «مهمة صعبة» وستعود بشكل أساسي «للشعب الليبي». وقال إن «العملية الانتقالية التي تؤدي إلى حكومة شرعية تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي ستكون مهمة صعبة».
وأضاف «حتى وان تحملت الولايات المتحدة مسؤوليتها في تقديم مساعدتها فإنها مهمة ستعود إلى الأسرة الدولية وخصوصا إلى الشعب الليبي نفسه». وأوضح «حتى بعد رحيل القذافي، فان أربعين عاما من الطغيان ستترك ليبيا محطمة وبدون مؤسسات مدنية قوية».
وبرر أوباما التدخل العسكري في ليبيا بانه يتوجب على الولايات المتحدة أن تتحرك عندما تكون «مصالحها وقيمها مهددة» مع إعرابه عن «إدراكه» ل»مخاطر وكلفة» مثل هذه العملية. وقال «مع إدراكنا لمخاطر وكلفة عمل عسكري ما، نحن حذرين طبيعيا في استعمال القوة لحل المشاكل العالمية. ولكن عندما تكون مصالحنا وقيمنا مهددة، نتحمل مسؤولية التحرك».
وأضاف من البيت الأبيض «هذا ما حصل في ليبيا» مشيرا إلى انه «منذ أجيال والولايات المتحدة تلعب دورا في إرساء الأمن العالمي والمدافع عن الحرية». وقال الرئيس الأميركي إن الحلف الأطلسي سيتولى الأربعاء قيادة مجمل العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا. وقال «حلفنا الأكثر فعالية، الحلف الأطلسي، سيتولى تطبيق الحظر على الأسلحة ومنطقة الحظر الجوي» في ليبيا.
وأضاف «الليلة الماضية، قرر الحلف الأطلسي تحمل مسؤولية إضافية وهي مسؤولية حماية المدنيين الليبيين. هذا الانتقال للمسؤولية من الولايات المتحدة إلى الحلف الأطلسي سيحصل الأربعاء». وأوضح «مع الوقت، ستنقل إدارة تطبيق منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين على الأرض إلى حلفائنا وشركائنا ولي مليء الثقة بقدرة ائتلافنا على إبقاء الضغط على ما تبقى من قوات القذافي».

تراجع الثوار شرق ليبيا
ميدانيا، تراجع الثوار الثلاثاء في شرق ليبيا أمام نيران قوات معمر القذافي وباتوا على بعد مئة كلم من سرت التي يريدون السيطرة عليها، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس.
وتوقف تقدم الثوار المستمر منذ الأحد، على بعد 60 كلم من سرت مساء الاثنين بضغط من قوات القذافي.
إلا أنهم اضطروا إلى التراجع لمسافة أربعين كلم صباح الثلاثاء أمام نيران القوات الموالية المدعومة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون حتى باتوا في بلدة النوفلية.
وصرح عدد من الثوار لوكالة فرانس برس إنهم يتوقعون «إطلاق نار من مقاتلات (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي» لإحراز تقدم عسكري والتقدم بالتالي نحو سرت.
وسيطر الثوار بعد انطلاقهم من معقلهم في بنغازي (شرق) في الساعات ال48 الأخيرة على عدد من القرى والمحطات النفطية مستفيدين من غارات الائتلاف الدولي التي أضعفت قوات القذافي إلى حد كبير.
ولم يشهد شرق البلاد أي غارات جوية للتحالف منذ 24 ساعة.

مسؤول  عسكري  أميركي ينفي التنسيق مع الثوار
قال بيل غورتني، نائب أميرال البحرية الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تنسق عملياتها العسكرية في ليبيا بشكل مباشر مع الثوار، ورأى أن أي مكاسب تحققها القوى المسلحة التابعة للمعارضة حالياً «ليست ثابتة،» كما أضاف أن واشنطن سحبت غواصة كانت تعمل قبالة ليبيا، وحدت من «النشاط اليومي» لسفينتين تابعتين لها.
ولفت غورتني، في مؤتمر صحفي عقده بواشنطن، إلى أن بلاده بدأت بالحد من النشاط اليومي لها في العمليات الدولية ضد نظام العقيد معمر القذافي، التزاماً بما كان الرئيس باراك أوباما قد أعلنه في السابق.
وأضاف: «بعض السفن تراجعت قليلاً، مع أنها ما تزال في المنطقة»، رافضاً تقديم معلومات إضافية بسبب حساسية المهمة.
وتابع الضابط الأميركي بالقول إن بلاده ستحافظ على إمكانياتها لتوجيه ضربات بصواريخ توماهوك الموجهة نحو أهداف في ليبيا، ولكنه قال إن توجيه تلك الضربات «لم يعد مطلوباً كما السابق، ما يسمح للسفن بالانتقال إلى نقاط أخرى.»
ورفض غورتني تقديم تفاصيل حول أسماء السفن التي طرأ التغيير في مهمتها، ولكنه شدد على أن بلاده لا تريد أن تخفّض من حجم قواتها المتواجدة في المنطقة، طالما ما يزال لدى القذافي «القدرة على المقاومة والمهاجمة.»

المخابرات الأميركية: قوات القذافي تنهار
كشف مسؤول أميركي لـCNN أن تقارير الاستخبارات في واشنطن تشير إلى أن بعض كبار المسؤولين المحيطين بالعقيد معمر القذافي باتوا يشكون في قدرته على الصمود في الأزمة التي تعصف بنظامه، كما بدأت تظهر بشكل واضح علامات تدل على أن معنويات القوات العسكرية التابعة له في تراجع مستمر.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن التقدم السريع للثوار على الأرض من جهة، والاضطراب الذي يعانيه النظام جراء الغارات الجوية الدولية كان لهما أبعد الأثر في تكوّن هذا المناخ السلبي حول القذافي.
وأقر المسؤول بأن القدرات العسكرية والقتالية للثوار الليبيين قد لا تكون بالمستوى الذي يضمن لها دخول المدن الكبيرة التي تضم قوات تابعة للقذافي وعناصر شعبية مؤيدة له في الغرب، لكنه اعتبر أن ما وصفها بـ»الديناميات السياسية» قد تلعب دوراً يوازي الدور العسكري في حسم المعركة.
وشرح المسؤول قائلاً: «في الشرق الأوسط يميل الناس إلى اعتبار الافتراضات حقائق ثابتة، وهم سيرون أن تقدم الثوار سيعزل القذافي ويضيّق الخناق حوله، وعندها سيبدأ المستشارون المحيطون به بالقول له بأن الوقت قد حان للرحيل.»
وتأتي هذه المعلومات في وقت واصل فيه الثوار الليبيون تقدمهم الاثنين غرباً، باتجاه مدينة سرت، مسقط رأس الرئيس الليبي معمر القذافي، غير أنهم اضطروا للتباطؤ بعدما واجهوا كتائب القذافي في منطقة الوادي الأحمر، على مسافة 140 كيلومتراً إلى الشرق من سرت، حيث تتبادل القوات القصف المدفعي.
وفي حال تجاوز الثوار مدينة سرت، التي ذكرت تقارير سابقة أن الثوار قد احتلوها، وسط احتفالات في مدينة بنغازي، معقل المعارضة الليبية، فسوف تكون انتصاراً رمزياً لهم، خصوصاً وأنهم سيطروا على عدة مدن في الشرق، بعد معارك أجدابيا.

البعثيون يدلون على الخط
قالت ما يطلق عليها القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية المرتبطة بحزب البعث بقيادة الدوري الهارب منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والمطلوب رقم واحد الآن من قبل القوات العراقية والأميركية إن المتطوعين للقتال في ليبيا هم عناصر من صنوف القوات المسلحة العراقية الجوية والبرية والبحرية (السابقة)، منهم طيارو الطائرات المقاتلة والقاصفة بأنواعها، وطيارو الطائرات السمتية الشرقية منها والغربية ورجال الدفاع الجوي بأنواعه من صواريخ ومدفعية ومقاومات ومضادات أرضية ورجال القوات الخاصة والدروع والمشاة والمدفعية والهندسة العسكرية والمخابرة والضفادع البشرية والصنوف الساندة الأخرى.
ومعروف أن الآلاف من المنتسبين إلى الجيش العراقي السابق كانوا خرجوا من العراق بعد سقوط النظام السابق، ويقيمون حاليًا في دول عربية مجاورة، وخاصة الأردن وسوريا وبعض دول الخليج العربي. ويعتقد أن الأرقام هذه تشكل مبالغة واضحة لأن نقل كل هذه الأعداد بحاجة إلى عمليات لوجستية ضخمة وتأمين وسائل نقل تسير في أجواء أمنة، وهو أمر لايمكن تحقيقه في ظل الحصار المفروض على ليبيا والضربات الجوية التي تقوم بها مئات الطائرات التابعة للتحالف الغربي، ولذلك فإن الأمر يبقى دعائيًا أكثر منه عمليًا.

أكثر من 20 ألف عسكري متطوع
وأضافت القيادة في بيان مطول يتصف بالحماسة والهجوم على التحالف الغربي الذي يهاجم قوات القذافي في ليبيا، وهو التحالف نفسه (عدا فرنسا) الذي اسقط نظام الرئيس السابق صدام حسين «مرة أخرى يتضح للعالم بأسره نوايا الغرب الامبريالي (الإسرائيلي) الصفوي المدمر شعوب الأرض وأرض العروبة وشعبها خاصة ومواقف أصحاب المعادن النفيسة الثمينة والقلوب المؤمنة والنوايا الصادقة التي تحافظ على قيمها وجوهرها وأصالتها ضد كيد الكائدين وغدر الغادرين بمواقفها المبدئية الوطنية والقومية الإنسانية».
وقالت إنه «منذ إعلان قائد العراق الركن عزت إبراهيم رئيس جمهورية العراق الشرعي القائد العام للقوات المسلحة العراقية عن استعداد المجاهدين الصابرين في العراق لدعم وإسناد الشقيقة ليبيا في محنتها وهي تتصدى للظلم والعدوان الذي يقع عليها من قادة أميركا وبريطانيا وفرنسا المتحالفين والمتعاقدين لضرب كل موقف وطني و إسلامي وكل مشروع عربي وحدوي شريف… فقد تدافع الرجال الأشداء من أبناء القوات المسلحة العراقية تلبية لنداء القائد العام للقوات المسلحة للوقوف إلى جانب الحق والعدل في مساندة رجال ثورة الفاتح الاصلاء وشعبها العظيم».
وأشارت القيادة في بيان تسلمت «ايلاف» نسخة منه اليوم إلى أن الآلاف من «أبطال» صنوف القوات المسلحة العراقية الباسلة الجوية والبرية والبحرية (السابقة) منهم طيارو الطائرات المقاتلة والقاصفة بأنواعها وطيارو الطائرات السمتية الشرقية منها والغربية ورجال الدفاع الجوي بأنواعه من صواريخ ومدفعية ومقاومات ومضادات أرضية ورجال القوات الخاصة والدروع والمشاة والمدفعية والهندسة العسكرية والمخابرة والضفادع البشرية والصنوف الساندة الأخرى، وبلغ عدد المتطوعين الأبطال من رجال القوات المسلحة (4673) أربعة آلاف وستمائة وثلاثة وسبعون مقاتل من الضباط و(16321) ستة عشر ألف وثلاثمائة وواحد وعشرين من ضباط الصف والمراتب.

البعث للقذافي:  ننتظر أوامرك  للتحرك  نحو ليبيا
وقالت القيادة «ان هؤلاء الرجال (رجال المهمات الصعبة) قد أقسموا أن يعيدوها قادسية ثالثة وأم معارك أخرى في المغرب العربي، وإنهم لن يرتضوا إلا بإحدى الحسنيين التي وعد الله بها عباده المؤمنين المدافعين عن دينه وشريعته». وأضافت قائلة «لقد ولّى دون رجعة عهد الخوف والتردد، وانحدرت وتدحرجت أميركا ومعها كل حلفاء الشر».
وخاطبت المواطنين العرب قائلة «ها هي ساعة الموقف الرجولي تدقّ هلموا أيها الأبطال إلى نصر يزلزل أقدام المعتدين ويسرع بدفعهم إلى الهاوية والى مزبلة التاريخ، ولا تنخدعوا بألاعيب الإعلام المظلل غربيًا كان أم عربيًا مأجوراً فالنصر لكم والمستقبل لكم مثلما هو التاريخ لكم… صونوا جيادكم، واجلوا سيوفكم، وقلدوا أمركم لله دركم قيادة لا تهاب وحكمة لا تخيب ودعاء لله لا ينقطع».
كما خاطبت القذافي قائلة «وأنت أيها الأخ العقيد معمّر القذافي ابشر، فهاهم أشقاؤك رجال المبادئ والشدائد والمهمات الخاصة البطولية قد زحفوا من العراق العظيم لنصرتك وشعبك والجماهيرية العظيمة ليفوا بدين للأمة ومبادئها في رقابهم الشريفة، وستتوالى جموع المجاهدين المؤمنين بلا انقطاع من بغداد الشرف والشهامة والكرامة والتاريخ إلى طرابلس وبنغازي حتى يأذن الله بنصره الناجز وانه لقريب إن شاء الله، فإننا ننتظر أمرًا للتحرك نحو ليبيا العروبة ومثلها نقول لشقيقتنا الحبيبة سوريا قلب العروبة النابض وقيادتها الثورية إننا سنقاتل كل من تسوّل له نفسه بالمساس في أمن سوريا وسيادتها وحرمتها.. وسنقاتل إلى جانب شعب البحرين وقيادته ضد التآمر الفارسي الصفوي على أرضها وشعبها».
وختمت بالقول «المجد كل المجد للقوات المسلحة الليبية التي تدافع عن عزها ومجدها وتاريخها وأرضها وسمائها ومياهها ضد الهجمة الامبريالية الصهيونية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها كل قوى الكفر والضلالة والشر والعدوان… العمر الطويل والعز الدائم للرمز القائد المجاهد عزت إبراهيم (الدوري)». 
يأتي هذا البيان بعد ثلاثة أيام من إعلان تنظيمات حزب البعث المنحل في محافظات الجنوب والفرات الأوسط العراقية انسحابها من تنظيم البعث جناح عزة الدوري احتجاجًا على وصفته بالممارسات «المنحرفة والدخيلة» التي مارسها على فكر الحزب وتشكيل قيادة حزبية موحدة لهذه المناطق، مؤكدة أنها ستجري خلال الشهرين المقبلين انتخابات لاختيار قيادة موحدة لها.
ويعد عزت الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي السابق ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقد اختير أمينًا عامًا لحزب البعث بعد إعدام الرئيس السابق صدام حسين في أواخر عام 2006 ويقود جناحًا مسلحًا في العراق بمسمى القيادة العليا للجهاد والتحرير، وقد عيّن خضير المرشدي متحدثًا باسم جناحه».
وينسب للدوري الإشراف على الكثير من أعمال العنف في العراق وأسس «القيادة العليا للجهاد والتحرير» وحلّ قائداً لهذه الحركة، كما نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي إلى مقاومة الأميركيين.. وهو يرفض الدعوة إلى المصالحة التي اقترحها رئيس الوزراء نوري المالكي متهمًا الحكومة بأنها تضم «خونة وجواسيس» على حد قوله.

Top