الأزمة في ليبيا: المجلس الانتقالي: لا حوار قبل رحيل القذافي

الإسلام: رحيل معمر مطلب «سخيف»

قتل ثلاثة مدنيين أول أمس الاثنين بنيران القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي غرب اجدابيا التي استعاد الثوار السيطرة عليها بعد معارك شديدة، على ما علم أمس الثلاثاء من الثوار ولدى مستشفى هذه المدينة الإستراتيجية الواقعة شرق ليبيا. وقال أحد الثوار علاء عبد الجليل السعدي (35 عاما) لفرانس برس «وقع ثلاثة قتلى» مضيفا «أنهم مدنيون وقتلوا بنيران قوات القذافي أول أمس (الاثنين) عصرا على مسافة 30 كلم غرب اجدابيا». وأكدت مصادر طبية انه تم نقل ثلاث جثث صباح الثلاثاء إلى مستشفى أجدابيا.وخيم هدوء صباح الثلاثاء في المدينة بحسب ما أفاد صحافيون في فرانس برس.
واستعاد الثوار أول أمس الاثنين السيطرة على أجدابيا محور الطرق الرئيسي على مسافة 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار، أثر معارك ضارية أوقعت ما لا يقل عن خمسين قتيلا منذ السبت الماضي معظمهم من عناصر قوات القذافي قتلوا في ضربات الحلف الأطلسي.
وأعلن الثوار أنهم دفنوا ما لا يقل عن 35 عنصرا من قوات القذافي وأفاد مراسل فرانس برس انه شاهد عددا من الجثث وأكثر من 10 سيارات بيك آب متفحمة مجهزة برشاشات ثقيلة تابعة لقوات القذافي على خط الجبهة بين شرق المدينة والغرب حيث تتمركز قوات القذافي.
وأفاد طبيب في مستشفى اجدابيا عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة شخص آخر بجروح بالغة في تحطم مروحية تابعة للثوار أصيبت الأحد بنيران قوات القذافي غرب المدينة، وأعلنت مستشفيات بنغازي الأحد أنها تلقت 12 قتيلا بينهم تسعة ثوار على الأقل سقطوا في معارك في اجدابيا.
وعلى صعيد آخر، انهارت خطة افريقية لوقف الحرب الأهلية في ليبيا أول أمس الاثنين بعد أن قصفت قوات معمر القذافي مدينة محاصرة فيما قال الثوار إنه لن يمكن التوصل لاتفاق قبل الإطاحة بالقذافي.
وجاء رفض الثوار بعد أقل من 24 من إعلان رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما الذي يرأس بعثة للاتحاد الإفريقي أن القذافي وافق على الخطة التي تتضمن اقتراحا لوقف إطلاق النار في الصراع الدائر في ليبيا.
وفي حين كان رؤساء أفارقة يتفاوضون مع قيادة الثوار في معقلهم في بنغازي قال معارضون أن قوات القذافي قصفت مدينة مصراتة المحاصرة في غرب البلاد.
وسخر المعارضون هناك من الأنباء التي أفادت بأن العقيد الليبي وافق على وقف إطلاق النار قائلين أنهم يخوضون معارك عنيفة من منزل إلى منزل مع قواته التي قصفت المدينة بالصواريخ.
ورفض الزعماء الغربيون أيضا أي اتفاق لا يتضمن رحيل القذافي كما رفض حلف شمال الأطلسي التوقف عن قصف قوات القذافي ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار يحظى بالمصداقية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن للصحفيين في بروكسل إن حكومة القذافي أعلنت وقف إطلاق النار أكثر من مرة في السابق لكنها «لم تف بوعودها».
من جهة أخرى، قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي بعد المحادثات التي جرت في بنغازي إن مبادرة الاتحاد الإفريقي «لا تتضمن رحيل القذافي ونظامه وأبنائه عن المشهد السياسي في ليبيا»، مضيفا أن المبادرة فات أوانها.
ومضى يقول إنهم لا يستطيعون قبول أي اقتراح في المستقبل لا يتضمن رحيل القذافي متهما الزعيم الليبي بقصف المدنيين وإطلاق النار عليهم.
وفي سياق متواصل، قال سيف الإسلام نجل القذافي إن تصور إن والده سيتنحى هو شيء «سخيف».
وقال في مقابلة أجرتها معه قناة «بي.إف.إم» الفرنسية «نريد أن ندفع بنخبة جديدة من الشبان كي يحكموا البلاد ويديروا الشؤون المحلية.
وأضاف سيف الإسلام أننا نريد دماء جديدة وهذا ما نريده لمستقبل ليبيا. لكن الحديث عن رحيل «القذافي».. هو شيء سخيف حقا».
وأضاف قائلا «إذا كان الغرب يريد الديمقراطية ودستورا جديدا وانتخابات فإننا نوافق على ذلك. نحن نوافق على هذا لكن يتعين على الغرب أن يساعدنا لتوفير أجواء ملائمة».
وقال سيف الإسلام إن الضربات الجوية التي يشنها حلف الأطلسي ضد قوات القذافي لها تأثير غير ايجابي.
وقال حلف الأطلسي إنه سيواصل استهداف القوات المدرعة التابعة للقذافي ما دامت مستمرة في استهداف المدنيين.
وقال التلفزيون الليبي أن «المعتدين المستعمرين الصليبيين» قصفوا مواقع عسكرية ومدنية في منطقة الجفرة في وسط ليبيا يوم الاثنين.
هذا واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش قوات القذافي بشن هجمات دون تمييز على المدنيين في مصراتة في انتهاك للقانون الدولي. وقالت إن حوالي 250 شخصا لقوا حتفهم.سيف

Top