تحية للشعب السوري

تستضيف العاصمة التونسية اليوم الجمعة مؤتمر (أصدقاء سوريا) بمشاركة حوالي سبعين دولة، وعشية ذلك كثفت وفود من المعارضة السورية لقاءاتها في الرباط مع أطراف حزبية وحكومية ومدنية مغربية، كما أن دماء الشعب السوري يتواصل سفكها على يد قوات النظام وميليشياته، وتدخل المأساة السورية مرحلة مفصلية في الميدان، وعلى الصعيد السياسي والديبلوماسي، ما يجعل الأنظار تتوجه إلى المجتمع الدولي من أجل القيام بخطوات ملموسة في اتجاه دعم حقيقي للشعب وللمدنيين، سواء من حيث الدعم الاغاثي للمناطق المنكوبة، أو من حيث تشديد الضغط على النظام البعثي لوقف القتل وسفك الدماء، أو من حيث تفعيل مبادرات عملية تقوي الدعم السياسي والديبلوماسي للثورة السورية، من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية والاستقرار…
لقد نقلت التغطيات الصحفية تعبير مختلف الأحزاب المغربية لوفد المعارضة السورية عن التأييد والدعم لنضالاتها ضد القمع الدموي للنظام البعثي، وقد عكس ذلك تضامنا مبدئيا من الشعب المغربي وقواه الوطنية والديمقراطية مع الثورة السورية المتطلعة إلى الديمقراطية والحرية والكرامة، كما أعاد الأمر إلى الذاكرة العلاقات التاريخية للمغاربة مع سوريا وشعبها، وأيضا دماء الجنود المغاربة التي سالت في الجولان وفي مناطق أخرى مساندة لسوريا وأهلها ضد الصهاينة واحتلالهم الغاشم.
وكما في الأمس، فان المغاربة اليوم يقفون إلى جانب شعب سوريا ضد همجية النظام الديكتاتوري الدموي الذي لا يتردد في قتل مواطنيه والتنكيل بهم، وينادون بحق السوريين في الحرية والكرامة، وفي التوفر على نظام ديمقراطي تعددي منفتح يكون تعبيرا عن الإرادة الشعبية الحرة.
إن المغرب المنخرط في المبادرة العربية من أجل إنهاء المأساة السورية، والمعبر عنها في مجلس الأمن الدولي، لا يحتكم في ذلك إلا لمشاعره التضامنية ولمواقفه المبدئية، ولا يقيس تحركه بأية حسابات ذاتية أو مصالح، ومن ثم، فهو يقوم بواجبه العربي والإسلامي من اجل شعب تربطه به أكثر من آصرة منذ عقود، ويحرص على استتباب السلم والأمن والاستقرار عبر العالم، كما أنه لا يدخر جهدا من أجل الحيلولة دون أي تدخل عسكري خارجي في سوريا…
لكن أمام كل هذا الحرص من المغرب ومن جامعة الدول العربية ومن أطراف إقليمية ودولية أخرى، فان النظام الدموي السوري وحده يقف معاندا لمنطق الزمن، ورافضا لوقف القتل، ومناهضا للتغيير..
لم يستفد نظام الأسد من دروس الحكام العرب الآخرين الذين سقطوا أمام قوة إرادة شعوبهم، وبرز أكثر دموية وهمجية منهم…
لكن إرادة الشعب السوري ستعانق الانتصار في النهاية، وستسقط الهمجية ..
تحية لشعب سوريا ضد من يقتلون أبناءه يوميا..

[email protected]

Top