مغربي في اليمن

سلم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح٬ أمس، الرئاسة رسميا إلى نائبه عبد ربه منصور هادي منهيا بذلك حكمه الذي استمر 33 عاما.
ربما حملت صور التسليم نفسها ملامح وهوية الخصم الرئيسي الأول للرئيس اليمني الجديد، ويتعلق الأمر بالذات بسلفه الحاضر في المشهد وفي الذاكرة وفي بقية  تفاصيل المأساة، لكن من المؤكد أن اليمن دخلت اليوم مرحلة جديدة تطرح كثير تحديات، كما أنها لا تخلو من مخاطر، ويتمنى اليمنيون عبورها بأقل الخسائر، ومن خلال وقف العنف، وضمان وحدة البلاد واستقرارها، ومن ثم التأسيس المشترك لنظام سياسي يقوم على الديمقراطية والتعددية، وعلى التعبئة الوطنية لمواجهة مخاطر الإرهاب والعنف القبلي، ومعضلات التخلف الاقتصادي والاجتماعي.
الظرفية صعبة، والتحديات كبيرة، والمقاومات موجودة، لكن اليمن مطالبة بإنجاح انتقالها السياسي، وتفادي بعض مآلات دول عربية أخرى.
في كل هذا المخاض الذي تعيشه اليمن إلى اليوم، حضر في مختلف التفاصيل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، وشهد اليمنيون بديناميته، وبمحورية الأدوار الدبلوماسية والسياسية التي قام بها لبناءالمرحلةالجديدةالتي انطلقت اليوم في اليمن.
يتعلق الأمر بالديبلوماسي الدولي المغربي جمال بن عمر الذي يطالب اليوم كثير من اليمنيين بمنحه جنسية بلادهم، بل إن صحيفة عربية نقلت أول أمس عن بعض الأوساط اليمنية، وهي تقدم لحوار أجرته معه، أملهم بأن ينال جائزة نوبل للسلام، وذلك تقديرا لدوره في صنع المرحلة الجديدة في اليمن، وأيضا لمهاراته التفاوضية والتوفيقية والسياسية.
لا شك أن الكثير من المغاربة لا يعرفون جمال بنعمر، لكنهم يحسون بالاعتزاز عندما يتابعون تصريحاته وصوره وتحركاته عبر القنوات التلفزيونية العربية والعالمية، وهو يتنقل بين ألغام الأزمة اليمنية إلى أن أوصل البلد ومختلف أطيافه إلى ما تم الإعلان عنه أمس.
يعرف عدد من مناضلي اليسار المغربي جمال بنعمر، وأيضا المعتقلون السياسيون السابقون، فهو كان أحدهم، وقد عانى ما عاناه في سنوات الرصاص، وسبق أن تذكره الراحل إدريس بنزكري، واحتفى به داخل الوطن، في مسقط رأسه، وتعرفت عليه وقتها بعض وسائل الإعلام، وحاورته عن مساراته في الحياة وفي النضال وفي المعاناة وفي العمل الدولي.
أمثال جمال بنعمر يصنعون صورة البلاد عبر العالم، ولاشك أن الكثير من اليمنيين سيذكرون الرجل  لسنوات  عديدة قادمة، ولن ينسوا أيضا أنه مغربي الجنسية، كما أن الأوساط الأممية والديبلوماسية ستحفظ له منجزه، وستقدر نجاحاته، وفي كل هذا تقدير للبلد لن تستطيع كل لوبيات الدنيا أن تأتي بمثله.
المغرب مطالب بتقدير نجاحات أبنائه في العالم، وتثمين مثل هذه الكفاءات، خصوصا في ظرفية تطفح بالآمال والتطلعات، والرهانات كذلك.
[email protected]

Top