مع لبنان، ضد الإرهاب

من جديد، الإرهاب يضرب لبنان المثخن بالجراح…
أول أمس الخميس حصد انفجار سيارة مفخخة أرواح 5 مواطنين أبرياء بينهم سيدة وابنتها، وأكثر من سبعين جريحا بشارع العريض في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك أسبوعا فقط بعد التفجير الآخر الذي كان أودى بحياة الوزير السابق محمد شطح و7 مدنيين آخرين…
لبنان ضحية موقعه وانفتاح شعبه، وذلك منذ عقود، ولاشك أن ما يجري اليوم في سوريا له ارتباط عميق بالواقع اللبناني،كما أن جرائم بعض أنظمة الجوار وحساباتها الإستراتيجية يتم تصريفها في الداخل اللبناني، وعلى حساب الشعب اللبناني، ويجد ذلك بيئة سياسية وأمنية محلية مساعدة تهيئها التمثيلية السياسية المسلحة المرتبطة بهذه القوى الإقليمية المستبدة، والضحية في النهاية هم اللبنانيون .
لقد ساعدت جرائم النظام السوري الديكتاتوري، واستمرار المأساة السورية، وأيضا ما يجري في العراق، وجمود الملف الفلسطيني على تنامي المجموعات الإرهابية في المنطقة وتوسع نشاطها، بما في ذلك داخل لبنان، وعند ربط ذلك بعدد من التفجيرات التي هزت بلاد الأرز في الشهور الأخيرة، وتواصل البلوكاج السياسي الداخلي، فان كل هذا يؤكد إصرار أطراف إقليمية معروفة للجميع، بمساعدة قوى لبنانية داخلية، على استمرار اللاستقرار السياسي والأمني داخل البلاد، وعلى جر لبنان إلى منغلق الحرب والقتل والفوضى وسفك الدماء.
رغم صغر مساحة لبنان وضعف إمكاناتها الاقتصادية وحساسية موقعها الجغرافي والاستراتيجي وأوضاعها الداخلية، فان شعبها مصر على نموذجه الديمقراطي المتميز وعلى الحياة، وأيضا على تفادي الانجرار إلى التورط في المآسي التي تحياها بلدان الجوار المشتعل، كما أنه لم يتردد في احتضان الفارين من الجحيم السوري وإيوائهم، وفي المقابل، يبدو أن النظام البعثي السوري وحلفائه اللبنانيين يصرون على تحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات وبعث الرسائل للمجتمع الدولي وتحريف نظره عما يجري اقترافه من جرائم ومجازر ضد الشعب السوري، وهذا يجعل لبنان اليوم، إلى جانب الشعب السوري، أكبر ضحايا النظام البعثي الديكتاتوري.
التفجير الذي شهدته أول أمس الضاحية الجنوبية لبيروت يستحق الإدانة والشجب، وأيضا تفجير الأسبوع الماضي الذي أودى بحياة الوزير محمد شطح، ولبنان يستحق التضامن القوي والكبير من لدن كل الديمقراطيين عبر العالم، كما يستحق الشعب اللبناني التحايا والإعجاب لصموده ولتميزه.
مع لبنان ضد الإرهاب…
مع لبنان ضد القتلة…
مع لبنان…
[email protected]

Top