تفاهة من جبهة تيندوف

لم تتردد «البوليساريو» في كشف بلادة جديدة بركوبها على الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله في أسا لتتقيأ كلاما آخر يثير… الشفقة. بعض الأبواق المحسوبة على الانفصاليين عادت لتسوق للبلادة نفسها عبر ربط أخرق بين الفعل الإجرامي المرتكب، وما وصفته بـ «الغليان» في الأقاليم الجنوبية، وبكون ما جرى لم يكن حدثا عاديا، وإنما هو تضامن مع هذا «الغليان» المتخيل، ثم أطلقت اللسان لكثير من التهجم على المملكة كالعادة، وللابتزاز تجاه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي…
لقد كان واضحا منذ مدة أن الجبهة الانفصالية تسعى لتسلق أي شيء من أجل تحريف النظر بمناسبة الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي كريستوفر روس إلى المنطقة، وخصوصا وسط تنامي الاحتجاجات داخل مخيمات تيندوف، سواء عبر الاعتصامات المتواصلة إلى اليوم، أو بخوض إضرابات عن الطعام، وأيضا أمام المآزق المحيطة بالوضع السياسي في الجزائر عشية الانتخابات الرئاسية، ولكن هذا التسلق العاري والفاضح لاستغلال الفعل الهمجي الإجرامي الذي استهدف محمد نبيل بنعبد الله من لدن عناصر طائشة ومتطرفة في آسا، يكشف مستوى العقلية المتحكمة في جبهة تيندوف، وحجم العقم الذي يغلف النظر والبصيرة هناك.
إن الجهالة المعبر عنها بهذا الأسلوب الفاضح في تيندوف لا يمكن الرد عليها إلا بالموقف الحكيم الذي عبر عنه المعتدى عليه وحزبه منذ الوهلة الأولى، وأيضا بالتضامن الواسع معهما من لدن كامل الطبقة السياسية والمدنية في المغرب، وبالإجماع المغربي الواضح على إدانة همجية العنف والإجرام، والاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات.
أما بالنسبة لقضيتنا الوطنية فالجهود والإرادات واضحة ومعروفة، والمواقف كما المواقع أيضا، ومن ثم أصبح المنتظم الدولي اليوم مطالب بتحديد أوضح للمسؤوليات، ووضع المناورات المعرقلة ضمن دائرة المخاطر المهددة للمنطقة برمتها.
وفي السياق نفسه، فإن المعاناة الواضحة اليوم في تيندوف، والانتهاكات الجسيمة المعروفة هناك، باتت تستلزم تدخل آليات الأمم المتحدة بغاية وضع حد لها.
لم يعد من الممكن في زمننا هذا إخفاء المعاناة المشار إليها، أو منع الناس في العالم كله من تسجيل اصطدام إرادة التقدم إلى الأمام المعبر عنها من لدن المغرب بإرادة الجمود والتكلس الواضحة لدى الأطراف الأخرى، كما لم يعد ممكنا كذلك إبقاء المنطقة خارج سياقات التحول المسجلة على الصعيدين الإقليمي والدولي…
أما أن تتمسك «البوليساريو» اليوم بالدفاع عن الفعل الإجرامي الذي مس الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في آسا، وتعول على ذلك لإخفاء فضائحها في المخيمات، فهذا لا يمكن أن يثير لدى كل ذي عقل وبصيرة سوى السخرية والشفقة…
[email protected]

Top