بورتري

كل حديث عن السينما المغربية، لا شك يحيلنا على العديد من الأسماء الكبيرة التي بصمت مسارها، انطلاقا من المرحوم محمد عصفور الذي شكلت أفلامه إرهاصا أوليا لسينما وطنية قيد النشأة، خصوصا في فيلمه ” عودة الابن الضال”  أو التجارب الفيلمية لأحمد البوعناني وأهمها فيلم “وشمة” أو سينما الراحل محمد الركاب، من خلال شريط “حلاق درب الفقراء”، غير أن من اللحظات الناضجة التي تستوقف كل متتبع  لمسار الفن السابع المغربي، تجربة المخرج سهيل بنبركة، من خلال العديد من الأفلام، أبرزها ” ألف يد ويد” سنة 1972، “معركة الملوك الثلاثة”  و”حرب البترول لن تقع” إنتاج 1975، أو شريط ” أموك” الذي سجل خروج هذه السينما إلى العالمية، من خلال التعامل مع متن روائي إفريقي ومعالجة وقائعه وأحداثة سينمائيا، حيث حصل على العديد من الجوائز المهمة، أنذاك، من بينها جائزة الفاتيكان في سنة 1984، كما فاز في السنة ذاتها بالجائزة الأولى للمهرجان الوطني بموسكو، ويمكن اعتبار سهيل بنبركة من أشد السينمائيين المغاربة تكوينا في تلك الفترة، فهو خريج المدرسة الايطالية الكبيرة، إذ عمل خلال ستينات القرن الماضي، إلى جانب كبار المخرجين من أمثال بازوليني…الذي عمل مساعدا له في فيلم ” الإنجيل حسب ماتيوه ” L’évangile selon Matthieu “، 1965  كما اشتغل مساعدا كذلك للمخرج فلانتينو أورسيني وغيرهم.
وقد أهل سهيل بنبركة، تكوينه الرصين في السيناريو والإنتاج والإخراج  وكأحد السينمائيين المغاربة العارفين بأدق خفايا الصناعة السينمائية، من جهة  والمتشبعين بثقافة المغرب الأصيلة، من جهة أخرى، إلى أن يسلك طريق الواقعية من خلال أشرطته التي تتحدث عن الإنسان في مواجهة التسلط والاستغلال.
بداية من سنة  1972  سيعود المخرج إلى الاستقرار بالمغرب كمنتج، قبل أن يرأس المركز السينمائي المغربي،  من سنة 1986حتى حدود سنة 2003.
ويسجل  المخرج سهيل بنبركة، عودته إلى الساحة السينمائية المغربية، بفيلمه الجديد ” مسيحي مكة” أو
“Le chrétien de la Mecque”  وهو فيلم مستوحى من شخصية الحسن الوزان الملقب ب ليون الإفريقي،  والمزداد بغرناطة الأندلسية سنة 1494 . والفيلم هو عبارة عن وقفة تاريخية ذات مساحة وأبعاد كبيرة تتجاوز الرسم البيوغرافي لهذه الشخصية الديبلوماسية المؤثرة.

سعيد الحبشي

الوسوم
Top