«اكسبو 2020»في دبي

مرة أخرى لفتت إمارة دبي أنظار العالم إليها، وذلك عقب إعلان فوزها باستضافة معرض» اكسبو 2020» العالمي، وهو الحدث الذي يعقد كل خمس سنوات، ويستمر تنظيمه لمدة ستة أشهر متواصلة، وبذلك نالت دبي شرف أسبقية احتضانها لهذا المعرض الكبير كأول مدينة عربية وإسلامية، وحصلت على اعتراف دولي كبير بما تزخر به من طاقات ومؤهلات كبرى، وبما حققته من نجاحات اقتصادية وإشعاعية وعمرانية لافتة.
إن نتيجة التصويت، التي توجت ثلاث اقتراعات تنافست خلالها أربعة مدن هي « دبي وازمير التركية وساو باولو البرازيلية وايكاتيرينبورغ الروسية»، وخرجت منها دبي ب 116 صوتا من ضمن مجموع الأصوات 164، أي بنسبة 71 في المائة مما عبر عنه مندوبو المكتب الدولي للمعارض في اجتماعهم بباريس، كرست مسار التقدم والنجاح الذي راكمته إمارة دبي في ميادين مختلفة.
أهمية «اكسبو 2020»لا تكمن فقط في كونه سيستقطب 25 مليون سائح لدبي، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وليس فقط لكونه سيجعل وسائل الإعلام الدولية المختلفة تركز الاهتمام والنظر على هذه الدولة الخليجية الناجحة والثرية، ولكن أيضا لكونه سيعزز دينامية شاملة في المدينة وحواليها خلال السنوات القادمة.
وقد كان لافتا يوم الأربعاء عقب الإعلان عن نتيجة التصويت في باريس، ارتفاع بورصتي دبي وأبو ظبي، وصعود معظم بورصات الخليج الأخرى، فضلا على أن مؤشر دبي الرئيسي زاد ب5،0 في المائة، ليحقق أعلى مستوى إغلاق له منذ عاشر نونبر الجاري، وفي بداية جلسة أول أمس، سجل مؤشر سوق دبي المالي صعودا فوق مستوى 3000 نقطة، وذلك لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية لعام 2008، حيث حقق ارتفاعا بنسبة 4 في المائة عند مستوى 3007 نقطة، وعاد ليغلق في مستوى 2946 نقطة، كما سجلت قيمة التداولات ارتفاعا في السوق، وشهدت معظم الأسهم المتداولة ارتفاعات بنسب مختلفة، ويشار كذلك إلى أن التقرير الأخير الصادر عن مؤسسة «أكسفورد ايكونوميك» للأبحاث، كان قد توقع أن تسهم استضافة « اكسبو2020» بزيادة الناتج المحلي الإجمالي لدبي بما يقرب 38.3 مليار دولار، إلى جانب توفير 277 ألف فرصة عمل خلال السبع سنوات المقبلة.
إن هذه هي الأهداف التي تفسر الجهد المبذول من لدن إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة سعيا للفوز باستضافة المعرض العالمي، وهي التي جعلتها تطرح منجزها الملموس، والذي تفوق على باقي المرشحين، كما أن ما تجسده في السنوات الأخيرة كمركز عالمي بامتياز، وكدينامية تنموية وتجهيزية مذهلة، يجعل اليوم استضافتها لمعرض»اكسبو»الدولي، احتفاء بها كمدينة متطلعة إلى العالمية والمستقبل، ومكافأة لها كرؤية وكتصور للتنمية لا يرتهن فقط إلى النفط ومداخيله.
تستحق دبي فعلا كل تلك الأجواء الاحتفالية التي عاشتها منذ الإعلان عن فوزها باحتضان» اكسبو 2020»، كما تستحق تجربتها التنموية والعمرانية التي يقودها حاكمها الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، هذا التقدير والاعتراف الدوليين، كما يمكن للمعرض الدولي أن يساهم في تمتين التطلع العالمي للمدينة الإماراتية، وإشعاع مزيد من قيم الانفتاح بداخلها.

[email protected]

Top