المغرب يعرض بجنيف الإستراتيجية المغربية «حقوق الإنسان وفيروس السيدا»

تم الخميس بجنيف عرض الاستراتيجية المغربية «حقوق الإنسان وفيروس السيدا» وذلك أمام الدورة ال35 لمجلس تنسيق برنامج الأمم المتحدة  لمكافحة السيدا.
وقال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة محمد أوجار إن مخطط العمل  هذا، وهو الأول من نوعه في إفريقيا، يهدف إلى النهوض بالحقوق ذات الصلة بهذا  الوباء وتوجيه العمل لتحقيق رؤية « صفر إصابة جديدة وصفر تمييز وصفر وفاة بسبب  السيدا».
وأضاف أن إطلاق هذه الإستراتيجية بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان يتوج  العمل الذي تم لمحاربة داء السيدا على مدى عشرين سنة ويدمج مقاربة تقوم على حقوق  الإنسان ضمن المجهود الوطني لمحاربة الداء.
وأضاف أوجار أن «هذا العمل قام منذ انطلاقته على مقاربة متعددة القطاعات  وشراكة نشيطة بين مختلف القطاعات الحكومية ومؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات غير  الحكومية».
وقد أثبتت التجربة أن عدم احترام حقوق الإنسان يقلص من فرص ولوج الأشخاص لخدمات  الصحة ويساهم في الرفع من حدة انتشار فيروس السيدا. كما أن فيروس السيدا يعرقل في  الوقت ذاته التقدم المحقق في مجال تفعيل حقوق الإنسان.  وسجل الدبلوماسي المغربي أن «هذا الارتباط يظهر بشكل جلي عندما نأخذ بعين  الاعتبار المدى المتباين لانتشار الفيروس في بعض المجموعات الهشة».
وأوضح أن هذه الإستراتيجية، تأتي أيضا للاستجابة للحاجة الملحة للتوفر على إطار  عمل منسجم يجمع القطاعات ويسهل محاربة وباء تكتسي شروطه الاجتماعية والقانونية  والاقتصادية أهمية قصوى وتلعب دورا حاسما في انتشاره.
وذكر في هذا الإطار بانخراط جلالة الملك محمد السادس في إعطاء دفعة حاسمة  للتعبئة الوطنية ضد  داء السيدا مما يشكل نموذجا  لمحاربة التمييز والوصم  الاجتماعي اللذين يعاني منهما الأشخاص المتعايشون مع فيروس السيدا.  وأشار إلى أن دستور2011 شدد على الحق في الصحة ووضع نظام حكامة ديمقراطية غير  ممركزة ومعالم عقد اجتماعي جديد يشجع على احترام حقوق الأشخاص في وضعية هشاشة  وخصوصا فيما يتعلق بالولوج للخدمات ومنها الصحة.
وأضاف أوجار أن بلورة هذه الإستراتيجية تمت بدعم من لجنة للقيادة ضمت  ممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان والبرنامج الوطني لمحاربة السيدا والصندوق  العالمي لمحاربة السيدا وداء السل والملاريا وبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة  السيدا.
ولهذا الغرض تم أيضا ، يقول الدبلوماسي المغربي، تشكيل لجنة متعددة القطاعات  داخل المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل تتبع هذه الإستراتيجية.
كما أن حملة « سيداكسيون» الخامسة التي تنظم من فاتح إلى 24 دجنبر الجاري تحت  الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تستهدف هذه السنة فئة الشباب  باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بداء فقدان المناعة المكتسبة.
وجاء اختيار موضوع « الشباب والسيدا « لحملة هذه السنة من منطلق أن 51 بالمائة  من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس السيدا في المغرب، الذي يمثل الشباب 30 بالمائة من  ساكنته، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و34 سنة . وتم الترويج لهذه الحملة التحسيسية  عبر قنوات التلفزيون والإذاعة  ولأول مرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي .

Top